أكد رئيس الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الاستاذ "فؤاد بكر"، أن "فتح اليوم جبهة الضفة الغربية هو دليل على فشل حكومة نتنياهو في تحقيق اهدافها سواءاً في قطاع غزة او حتى في الاقليم" مشدداً على أنه "من يراهن على سقوط المقاومة الفلسطينية فهو يراهن على سراب".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: السؤال الذي يطرح تفسه اليوم، بعد متابعة مشاهد اقتحام مخيمات الضفة الغربية وبالأخص مدينة جنين، هل قررت حكومة العدو خلط الأوراق والذهاب الى الأمام لايجاد "نصر مزعوم "بعد أكثر من 300 يوم من المجزرة والإبادة الحاصلة بغزة، وهل سنشهد نفس السيناريو سيحدث بمخيمات الضفة الغربية المحتلة.

وماذا عن المفاوضات، وتصريح حركة المقاومة الإسلامية "حماس": "نحمّل الإرهابي المجرم بنيامين نتنياهو والإدارة الأمريكية المنحازة له المسؤولية عن تعثّر مفاوضات وقف العدوان على شعبنا وإطلاق سراح الأسرى المتبادل.

وفي نفس الوقت نشاهد عمليات متصاعدة في عدة أماكن في الضفة الغربية، لعل أقواها العمليتان اللتان وقعتا في الخليل جنوب الضفة الغربية.

مواضيع عديدة ناقشتها مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، مع رئيس الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الاستاذ "فؤاد بكر" وجاء نص الحوار على النحو التالي:

هل بدأ جيش الاحتلال الفصل الثاني من حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية؟ ما تفسيرك لهذا العدوان المتمادي على مدن ومخيمات الضفة وهذه الوحشية التي يتعامل بها جيش الاحتلال مع الفلسطينيين في هذه الأماكن؟

جيش العدو الاسرائيلي بدأ بتنفيذ مخططاته بالضفة الغربية بناء على خطط الحسم التي وضعها سموتيرش عام 2017 وهو من اجل تصفية القضية الفلسطينية ووضع ثلاثة خيارات للشعب الفلسطيني:
اما البقاء فيما يسمى ب "اسرائيل الكبرى" وليس لديه ولا اي حق من حقوق الانسان وان يعيش بدرجة ثانية وثالثة، واما ان يكون مصيره الهجرة الطوعية واما ان عارض ذلك فسيكون مصيره القتل او الاعتقال، ولذلك اليوم عندما نشاهد الاعتداء الصهيوني على المخيمات هو من اجل تصفية حق العودة، ونحن نعلم ان 70٪ من قطاع غزة هم لاجئين من اراضي 48 وكذلك فيما يتعلق بالمخيمات، ومن اجل تصفية حق العودة وبعده يتعلق بمخيمات الاردن ولبنان وسوريا، لذلك المخطط الصهيوني بات كبيرا جدا.

جيش الاحتلال يَفشل يوما بعد يوم بسبب صمود الشعب الفلسطيني وارادته، صموده على هذه الارض ومقاومة العدو بما اوتي من عزيمة وقوة، وكلنا نعلم ان الاباء والامهات يحثون ابناءهم على مقاومة هذا الاحتلال.

مخطط العدو الصهيوني كبيرا سواءٓ بالضفة الغربية او قطاع غزة، وما يحصل في الضفة الغربية لا يقل اهمية عن قطاع غزة، بل على العكس الضفة الغربية هي الخاصرة الاخطر للمشروع الصهيوني الذي يريد الاستيلاء على الارض والتهجير والتطهير العرقي، وتهويد المكان والزمان وهو ما يسمى الضفة الغربية يهودا والسامرا.

لم يحقق جيش الاحتلال وحكومته الإرهابية الأهداف المعلنة للعدوان على غزة، رغم الدمار الهائل والاعداد العالية من الشهداء والجرحى؟ فلماذا يريد الكيان نقل المعركة الى الضفة الغربية الان هل بدأت فعلا مرحلة التطبيق للمشروع الصهيوني في إقامة الدولة اليهودية على كامل ارض فلسطين التاريخية؟

بالتأكيد لم يحقق جيش الاحتلال الاسرائيلي وحكومته الارهابية اي من الاهداف المعلنة وحتى غير المعلنة وحجم الدمار الهائل لا يدل الا على فشله، لذلك الان معركة الضفة الغربية هي تعود لنقل المشروع الذي يريد ان يقول للداخل الاسرائيلي انه بدأ بالقضاء على ما يسمى بالارهاب الفلسطيني، لذلك هو يريد ان يمثل بعض الانجازات التي يحققها وتسويقها كانتصار وقضاء على المقاومة، وهو يعلم جيدا ان في فلسطين لا يوجد بيئة حاضنة للمقاومة بل ان الشعب الفلسطيني كله مقاومة، بالتالي لا يستطيع القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني ولا على تصفية قضيته في المطلق.

مراحل تطبيق المشروع الصهيوني بإقامة "اسرائيل الكبرى" ما زالت بعيدة المدى ولا يسمح الشعب الفلسطيني بتطبيق هذا المشروع ما دام على هذه الارض، وسيبقى يقاوم ويناضل حتى آخر رمق، ونحن نعلم ايضا ان هناك قرار انه يجب مقاومة هذا الاحتلال حتى يفكر ان كلفة بقائه على هذه الارض هي أكثر بكثير من كلفة خروجه، بالتالي المقاومة ستستمر وستفشل المخططات والمشاريع الصهيونية وايضا الاميركية لا سيما المتعلقة بمنطقة الشرق الاوسط.

لا يلقي كيان الاحتلال بالا ولا يعير اهتماما لما يسمى المجتمع الدولي ولا قرارات الأمم المتحدة، ومن البديهي القول انه يتعامل مع السلطة الفلسطينية كأنها غير موجودة، فهل بقي شيء مما يعرف بحل الدولتين؟ وهل بقي معنى لمراهنة البعض على المفاوضات والحلول السياسية في ظل هذه القيادة الصهيونية ؟

المجتمع الدولي هو مجتمع عاجز لا يعول عليه بالمطلق، ونحن ندعو الى تطبيق قرارات الامم المتحدة وما تم التوافق عليه من اجل وقف اطلاق النار وانسحاب الاحتلال، وهناك ايضا محكمة العدل الدولية التي قالت ان هذا الاحتلال غير قانوني ويجب انهاءه على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهنا يجب على السلطة الفلسطينية ان تعمل من اجل تعزيز المقاومة الفلسطينية ومن اجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في ارضه، وكما قال نتنياهو هو لا يريد لا "فتحستان" ولا "حماسستان" فهو يعني انه يريد هو ان يدير الاراضي الفلسطينية المحتلة.

حل الدولتين هو حل وهمي ومن يؤمن بهذا الحل فهو ما زال يراهن على الوهم الذي ما زال قيد المفاوضات منذ ثلاثين سنة، ليس هناك شيء اسمه "حل الدولتين" دون وجود دولة فلسطينية، المجتمع الدولي يعترف بدولة ما يسمى "اسرائيل" ولا يعترف بالدولة الفلسطينية، إذن ليس هناك دولتين ليبحث عن حل لهما، هو يريد فقط دولة واحدة ووحيدة وتكون الى جانبه وهي الكيان الصهيوني.

اما فيما يتعلق بالمفاوضات هناك مساران من المفاوضات، الاول يتعلق بوقف اطلاق النار والذي يعرقله العدو الصهيوني من اجل السيطرة على معبر نتساريم وفيلادلفيا، ومفاوضات تتعلق باليوم التالي لقطاع غزة ومن يديره، والى الان هذه المخططات جميعها فاشلة والمراهنة على اليوم التالي هو زيادة بالفشل لدى العدو الاسرائيلي لانه ما زال لا يستطيع ان يمتلك الميدان والكلمة الحاسمة هي لمن يمتلك الميدان، وطالما ان المقاومة الفلسطينية قوية ستبقى تقاوم من اجل افشال كل المخططات.

كثيرون يتحدثون عن الخطر الكبير الذي تشكله الضفة الغربية والقدس على كيان الاحتلال ومستوطنيه، بسبب التداخل السكاني بين الطرفين، هل ترى ان جيش الاحتلال يغامر بفتج هذه المعركة مع الفلسطينيين ومقاومتهم الواعدة؟ وهل فتح هذه الجبهة الجديدة جزء من هروب حكومة نتنياهو الى الامام للتعويض عن فشلها في غزة؟

اقتحام الضفة الغربية ليس شيء جديد، بل يعود الى عام 2021 عندما بدأت المقاومة الفلسطينية تتصاعد في الضفة الغربية للرد على تسليح حكومة الاحتلال للمستوطنين الذين يتسلحون بأسلحة ثقيلة ويعتدون على الشعب الفلسطيني ويحرقون ممتلكاته وبيوته، ولذلك المقاومة الفلسطينية هي بديهية واليوم لا يملك الفلسطيني اي خيار سوى استكمال مقاومته الشعبية من اجل دحر الاحتلال، وفتح اليوم جبهة الضفة الغربية هو دليل على فشل حكومة نتنياهو في تحقيق اهدافها ان كان في قطاع غزة او حتى في الاقليم الذي كان يريد ان يفتح معركة اقليمية كبيرة ليقول ان هزيمة الاحتلال ليس غزة انما ايضا على سبع جبهات، طالما هناك مقاومة فلسطينية مستمرة سيبقى هناك امل بدحر هذا الاحتلال، والشعب الفلسطيني ولّاد، ومن يراهن على سقوط المقاومة الفلسطينية فهو يراهن على سراب، فهناك تجربة كبيرة سواء في لبنان او في غزة، نتذكر الانتفاضة الاولى، الانتفاضة الثانية، الفلسطيني يقاوم بالحجارة ويخلق الامل من حيث لا يعلمه احد، ونتذكر هنا اسرى سجن جلبوع الستة الذين تحرروا من سجون الاحتلال بملعقة عندما حفروا النفق، وبالتالي من الامكانيات المتواضعة يستطيع الشعب الفلسطيني ان يخلق انتصارا يبهر به العالم.

يبدع الفلسطينيون في اساليب المقاومة التي يواجهون فيها الإرهاب الصهيوني ضد شعبهم ومدنهم ومخيماتهم، فهل ترون ان باستطاعة الفلسطينيين في الضفة الصمود في وجه الوحشية الصهيونية في ظل موازين القوى الحالية؟ وهل باتت أسلحة المقاومة المعروفة بما فيها العمليات الاستشهادية مشروعة امام التغول الصهيوني على الحقوق الفلسطينية؟

ما زال للشعب الفلسطيني ارادة بمقاومة هذا الاحتلال، فمن البديهي ان الارادة تغلب اقوى قوة عسكرية ممكنة وهذا ما نقله لنا التاريخ من تجارب، كالتجربة في فيتنام، ثورة كوبا، جنوب لبنان الذي تحرر من دون اتفاق مع هذا الكيان، لندرس الصراع العربي الصهيوني لنتاكد اكثر بأن الشعب الفلسطيني لا زال يبدع بأساليب المقاومة، وان العدو الصهيوني لن يستطيع ان ينجح سوى بالقتل والتدمير والتجويع، ولكن رغم الجوع رغم الالم رغم المعاناة الانسانية يبقى الشعب الفلسطيني صامدا في أرضه، وباتت المقاومة الان تعرف بالشعب الفلسطيني وقضية الشعب الفلسطيني، سنبقى نقاوم حتى يفكر العدو الصهيوني ان كلفة بقائه على هذه الارض هي اكبر بكثير من كلفة خروجه، وبالتالي سيخرج منها حتما منكس الاعلام، وسيخرج منها وهو يحمل دباباته وقتلاه وسنعيد المجد للقضية الفلسطينية مهما عاونته الإدارة الأميركية والكونغرس الاميركي الذي كان يريد اقتحام لاهاي من اجل حماية قيادة الاحتلال عندما تصدر مذكرة التوقيف ضد مجرمي الحرب ومرتكبي الابادة الجماعية في قطاع غزة.

سمعنا مرارا من اعلام الاحتلال والقنوات الرديفة اتهامات لثوار غزة بأنهم يتحركون بأوامر من طهران، واليوم تتكرر هذه النغمة لاتهام ثوار الضفة الذين يدافعون عن شعبهم، فلماذا يستمرئ الكيان الصهيوني والمتصهينون العرب هذه الرواية الكاذبة؟ وهل ترى ان ذلك جزء من انكار الحق الفلسطيني وانهاء القضية الفلسطينية العادلة ؟

المقاومة الفلسطينية بدأت قبل انتصار الثورة الاسلامية في إيران وكل الشكر للجمهورية الاسلامية ولمحورها والذي تدعم وتساند القضية الفلسطينية، ولكن معركة طوفان الاقصى هي معركة فلسطينية وطنية انطلقت بقرار فلسطيني داخلي من قطاع غزة، وايران دولة صديقة وحليفة ولكن من يفاوض الان هو الشعب الفلسطيني، هناك دول صديقة ومساندة مع دول محور المقاومة ومع ايران يريد ان يصورها العدو بأنها تفاوض بدل الفلسطينيين هو يصورها العدو كذلك من اجل تبرير فشله وخسارته.
القضية الفلسطينية هي اولوية وقضية انسانية، والتحركات الطلابية الاميركية والاوروبية هي اكبر دليل على ذلك ان القضية الفلسطينية وان القرار الفلسطيني هو الذي يمتلك الحق وحده في الدفاع عن هذه الارض، وهو يقرر متى تبدأ المعركة ومتى ينهيها في ظل المخططات الصهيو اميركية التي بدأت قبل السابع من اوكتوبر والتي تجسدت الان في هذه المعركة الوطنية.
لذلك القضية الفلسطينية هي الرقم الاول في المجتمع الدولي.

/انتهى/