أكدت مستشارة رئاسة الجمهورية اليمنية "د. نجيبة مطهر" أن اليمني لا يترك ثأره والرد على اعتداء الحديدة سيكون مؤلما ومكلفا ومرعبا للعدو، مشيرة إلى أن "اليمن استطاع أن يدفع واشنطن لتوريط الأوروبيين وكثيرًا من الدول في مهمة الدفاع عن كيان العدو ومشاركته الفشل والإخفاق".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: ما يحصل في فلسطين أمرٌ يندى له الجبينُ من ارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وفي ظل هذا العدوان الهمجي يستمر الموقف اليمني المشرف باللإسناد، رافضا ان يخذل الشعب الفلسطيني، وقد أشار الى ذلك السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي عندمى قال: " مستوى تماسك وثبات المجاهدين في غزة لا تستطيعه جيوش كبيرة من جيوش أنظمة عربية اتجهت اتجاها آخر لو هبّت عليها هبة أمريكية أو "إسرائيلية" واحدة...".

موقفٌ ليس بالغريب على الشعب اليمني، فكما ناصر الرسول في بداياته وكان له دور في عزة الإسلام في بداية الأمر، كذلك يتجلّى الموقف اليمني في عصرنا الحالي ونرى العزيمة اليمانية نصرة لدين الله وللمستضعفين في فلسطين.

حول هذا العنوان، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع، مستشارة رئاسة الجمهورية اليمنية، الدكتورة نجيبة مطهر، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

فعّلت الجبهة اليمنية خلال الأيام الماضية حضورها المؤثر وضرباتها الفاعلة، وهذا يحصل في ظل تواجد أميركي غير مسبوق، ما دلالات ذلك؟

الغطرسة الامريكية والتفرد بزعامة العالم والتاريخ يخبرنا ان الفشل والهزيمة دائما تأتي نتيجة التكبر الغربي وابقاء امريكا شرطي في العالم، واليمن قد اعد عدته منذ شهور وما التطور النوعي للقوات المسلحة اليمنية وقدرتها على الوصول إلى حَيثُ تريد والضرب حَيثُ تريد وحينَ تريد، يدل على ان اليمن قادر على إدارة الصراع مع أية قوى تسوِّلُ لها نفسَها الاعتداء على السيادة اليمنية أَو مَسَّ القضايا المصيرية للأُمَّـة، وبذلك شكّلت النجاحاتُ الكبيرةُ للعمليات العسكرية اليمنية؛ المساندة للفلسطينيين_في البحار والمحيطات ضدَّ كيانِ الاحتلال ومعاوينهم الأمريكيين والغربيين، عدة منعطفات هامة أبرزت من خلالها مختلف مكامن ونقاط الضعف التي وصلت اليها القوات الأمريكية البحرية وحلف ازدهارها لأجل ردع القوات اليمنية عن إسنادها للمقاومة الفلسطينية، وَأَيْـضاً في كشفها للكثير من المعلومات العسكرية المتعلقة بالقدرات والإمْكَانيات الأمريكية التي تبين من خلالها مدى وصول هذه القوات إلى التهاوي والضعف من أساطيل ومدمّـرات وحاملات للطائرات وبوارج وغواصات بحرية، وعدم قدرتها على حماية سفن الكيان الإسرائيلي وحتى سفنها التجارية والعسكرية التي دخلت مجال الاستهداف اليمني لعدوانهم مع الإنجليز على اليمن واليمنيين. ولذلك اليمنُ لا يمكن أن يقف مكتوف اليدين عندما يتعلق الأمر بنصرة الأشقاء والمظلومين ضد قوى الاستكبار العالمي وأدواتهم الإقليمية.

تراجع غير مسبوق للسفن التي تخرق قواعد الاشتباك اليمنية و هذا أدىّ الى ندره في الأهداف، هل هذا مؤشر على اليأس أمام إصرار اليمنيين؟

رأس المال جبان، أغلب الشركات اعلنت فك العقود مع الكيان الصهيوني ومن ضمنها خمس شركات من كبريات النقل العالمي، وعلى رأسهم الشركات الصينية، ومن العقل ان السفن التي تمخُر في البحر الاحمر تتوخى الحذر ولذلك تراجعت اغلب الشركات عن المخاطرة في الابحار في مناطق و هروب ومغادرة أمريكية سريعة لحاملات الطائرات آيزنهاور بعد تعرضها لعدة هجمات يمنية، وتقلص تام لكل وجودهم البحري في البحر الأحمر بالذات، واعترافهم بصعوبة المهام في تدميرهم للقدرات اليمنية والتي كان لاخراج المفاجآت المتتالية للكثير من الأسلحة البحرية أَدَّت إلى بعثرتها لكل أوراقهم العسكرية والسياسية وصعوبتهم الكاملة في الوصول إلى تدمير أَو حتى تقليل للهجمات البحرية اليمنية للسفن المارة لموانئ الكيان، وُصُـولاً إلى ندره تامة وشبة كاملة في مرور السفن الإسرائيلية والأمريكية والإنجليزية من البحر الأحمر ولشركات كبرى عالمية خادمة للكيان. فهو الثباتُ على الموقف من اليمنيين لمساندة الفلسطينيين رغم كُـلّ الإغراءات المقدمة لهم والتهديدات التي تعرضوا لها، إلَّا أنهم نجحوا في رسم خارطة طريق نهائية وتامة للذهاب إلى أبعد مجال لا يتوقف معها الإسناد إلا بتوقف كامل وشامل للحرب في غزة ورفع الحصار عنها، ليذهب اليمنيين في تصاعد كبير لعملياتهم العسكرية في البحار والمحيطات والوصول إلى أقصى مسافات ولمراحل عديدة وجولات عسكرية حدّدت ملامحها وارتفاع نسقها كلما ذهب العدوّ الإسرائيلي في ارتكابه للمجازر الوحشية بحق سكان قطاع غزة، فحقّقت أهدافها في خلقها لتأثيراتها القوية على مختلف الأصعدة والمستويات المختلفة لكيان الاحتلال وحتى للأمريكيين لإظهارهم بمواقف محرجة وتقزم واضح وتام وضعف وهشاشة كاملة لقواتهم البحرية والدراسات البحثية التي قدمتها بعض المعاهد العسكرية الأمريكية باستحالة قدرتهم وبإمْكَانيات الهائلة لمواجهة والتصدي للهجمات اليمنية المتصاعدة والنوعية وأسلحتهم المفاجئة والمتطورة وأنهم لم يواجهوا حربا بحرية وبمثل هكذا قوة من زمن الحرب العالمية الثانية.

شاهدنا مشهد احتراق الناقلة اليونانية سونيون، وما رافقه من ترتيب لإخراجها من مسرح العمليات، هل كان هناك شروط يمنيه على الأوروبيين، ومنها خروج ما تبقى لهم من مدمرات في إطار عملية أسبيدسذ؟

مشهد الحرائق على سطح “سونيون” لأسبوع كامل له عدة دلالات منها التأكيد لباقي شركات الملاحة التي تتعاون مع كيان العدو، وجدية اليمن في استمرار عملياته، المساندة لغزة مهما بلغ حجم التضحيات والمخاطر لأن الدافع إنساني ويتمثل في وقف العدوان وجرائم حرب الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني، وهذا ما يجب التسليم به والعمل على تحقيقه، وإلا فالعالم يسير نحو مزيد من الاشتعال.

وفي ظل التراجع الأمريكي، يتصدر الأوروبيون مسرح العمليات البحرية، يتضح ذلك من خلال تعاملهم وتعليقاتهم على تطورات جبهة البحر الأحمر والنتيجة كانت فشل في اعتراض الزورق الهجومي على السفينة اليونانية وفشل آخر في عملية سحبها وإطفاء النيران المشتعلة على سطحها قبل الذهاب في اتجاه المتوسط والتواصل الدبلوماسي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وقد كشف رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام عن تواصل عدة جهات دولية وبالأخص منها الأوروبية للسماح للقوات الغربية بسحب سفينة النفط المحترقة “سونيون” مجددًا التحذير لشركات الشحن المرتبطة بكيان العدو الصهيوني بأن سفنها ستبقى عرضة لضربات القوات المسلحة اليمنية أينما بلغت يدها حتى وقف العدوان والحصار على غزة.

وتبريرًا للتراجع والفشل الأمريكي في إيقاف العمليات اليمنية المساندة لغزة أعلن "البنتاغون" في وقت سابق أن لدى من أسماهم بـ "الحوثيين" ترسانة عسكرية ضخمة في حين صرح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة بأن اليمنيين يقومون بأفعال مفاجئة ومن تلقاء أنفسهم، واصفًا عملياتهم بـ “الورقة الرابحة.

موقع “أكسيوس” الأمريكي، أكد مجددًا خلو البحر الأحمر من أي سفن أمريكية في الوقت الحالي بينما تتمركز 18 قطعة بحرية أمريكية في خليج عمان وفي البحر المتوسط.

واستنادًا إلى ذلك وفي ظل الأولوية الأمريكية بالتحسب للرد الإيراني وقبل ذلك رد حزب الله فإن اليمن استطاع أن يدفع واشنطن لتوريط الأوروبيين وكثيرًا من الدول في مهمة الدفاع عن كيان العدو ومشاركته الفشل والإخفاق، هذا ولا تزال المخاوف من الرد اليمني على اعتداء الحديدة قائمة.

ما دقة الحديث عن هدنه مع الأوروبيين، وإمكانية مغادرتهم للمنطقة، في ظل معادلة حفظ مصالحهم مقابل الالتزام بالمحددات اليمنيه؟

نجحت الاجراءات اليمنية ونحن لم نعادي احد لكن من طرق الباب سمع الجواب ’الادارة الامريكية ارادت أن تورط الاتحاد الاوربي لكن تراجع الاتحاد الاوربي، وهذا التراجع هو ممتاز لان هدفنا هو عزل العدو الصهيوني وحصاره حتى يوقف جرائمه، و مشاركة الاتحاد الاوربي منفصل عن التحالف الامريكي، بحيث كانت مشاركته رمزية، وقد تورط الاوربيون في احداث البحر الاحمر وهم الان يبحثون عن مخرج، وحتى الان لم تدخل سفنهم ضمن دائرة الاستهداف لانهم لم يقوموا بضربات عسكرية لليمن، واقتصرت مشاركتهم في حماية السفن وذلك بإسقاط الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية وانسحاب البوارج والقطع البحرية الاوربية لعزل العدو، وهذا هو المطلوب وأما الهدنة مع الاوربيين شيء ممتاز ويعتبر انجاز كبير للقوات اليمنية.

يحكى عن يأس أميركي، وشبه تسليم بخسارة معركة البحر الأحمر، وحتى أبعد من ذلك، وأنّ الأميركي قد استهلك من صواريخ التوماهوك، ما ينتجه خلال عام كامل منها، وكلفة ذلك بالمليارات، ما نعليقك على هذا الأمر؟

اليمن قد خّسر الاقتصاد العالمي ترليون دولار وهذا رقم خيالي لكن هذه هي الحقيقة والله سبحانه وتعالى يضع سره في اضعف خلقه، والقادم اعظم سوف يدفع العدو الصهيوني والدول الداعمة له اثمان باهظه وكلما تمادى العدو الصهيوني في جرائمه كلما مكن الله اذرع المقاومة من اخذ ثأر شهداء غزة فالعين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم، ولي ملاحظة هناك بعض الدول المحسوبة على العرب والمسلمين اذا تمادت في دعم العدو الصهيوني بالمواد الغذائية والسلاح في التصعيد القادم ستكون قياداتها هدف للقوات المسلحة اليمنية.

جبهات الإسناد لِفلسطين، دخلت في مرحله حساسة وحاسمه، في ظل ترقب الردّين اليمني والإيراني، خاصة بعد رد حزب الله، ما هي توقعاتكم للردود القادمة، وما هي المفاجأة التي قد يحدثها اليمني، خاصةً في ظل الحديث عن رد ذي طبيعه مستدامه؟

جبهة الاسناد تمضي بخطوات ثابته وبتدابير حصيفة ومتأنية بحيث يكون الرد مؤلم وايضا يشفي صدور المؤمنين، فالرد اليمني هو ثأر للعدوان الصهيوني على ميناء الحديدة واستشهاد وجرح العشرات من اليمنيين، واليمني معروف لايترك ثأره ولذلك سيكون الرد اليمني مذهل فكما كان الرد التمهيدي الاولي لحزب الله لمركز قيادة الاستخبارات الصهيونية والامريكية فسيكون الرد اليمني ايضا مؤلم ومكلف ومرعب للعدو، ونترك الاسابيع القادمة هي من تتحدث عن ذلك والرد سيكون مذهل والاول من نوعه، اما بالنسبة للرد الايراني متروك لصانع القرار في ايران ولاشك ان قيادة ايران عندها من الاساليب والقوة والشجاعة ما يجعل العدو الصهيوني يندم على ماقام به، وفي رأيي الشخصي ان الرد الايراني سيكون مزلزلا للعدو الصهيوني بحيث يجعله يفكر الف مرة قبل ان يقدم على أي عمل سواء يخص دولة ايران او اذرع المقاومة، وما يحصل الان هو جزء من الرد سواء في الحرب النفسية او الاقتصادية او الاجتماعية داخل الاراضي المحتلة.

/انتهى/