ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرةً في مخيم البريج وسط قطاع غزة، باستهدافه مربعاً سكنياً مأهولاً فيه، ما أسفر عن عشرات الشهداء والمفقودين، فيما يمنع وصول طواقم الدفاع المدني إلى المنطقة لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مجزرةً في مخيم البريج وسط قطاع غزة، باستهدافه مربعاً سكنياً مأهولاً فيه، ما أدّى إلى عشرات الشهداء والمفقودين.

وقدّر الدفاع المدني في قطاع غزة وجود أكثر من 50 شخصاً في المنازل التي استهدفها "الجيش" الإسرائيلي شرقي مخيم البريج، مؤكّداً أنّ الاحتلال استخدم قنابل مدمرة أميركية الصنع في قصفه المربع السكني.

وطالب الدفاع المدني الصليب الأحمر بضرورة التنسيق الفوري لدخول طواقمه إلى شرقي البريج لإنقاذ عشرات العالقين تحت الأنقاض، مشيراً إلى وصول عشرات مناشدات الاستغاثة من داخل المنازل التي استهدفها الاحتلال.

كما أفاد بأنّ عائلات كاملة مُسحت عن السجل المدني في مجزرة البريج، فيما لا يزال معظم الشهداء تحت الأنقاض.

وأشار الدفاع المدني إلى أنّ طواقمه وصلت إلى المنطقة لكنّ طائرات الاحتلال استهدفتها، حيث أصيب أحد عناصره بجروح، ما اضطرها للانسحاب.

وكان مراسل الميادين قد نقل أنّ قصفاً إسرائيلياً طاول عدة منازل في شمال مخيم البريج وسط القطاع، لافتاً إلى صعوبات تواجه الدفاع المدني في عملية إجلاء الجرحى والشهداء.

وأضافت وسائل إعلام محلية أنّ طائرات الاحتلال المسيرة "كواد كابتر" أطلقت النار في "بلوك 12" في مخيم البريج بعد استهداف منزل بالمكان، كما أطلقت النار تجاه طواقم الإسعاف خلال محاولتها انتشال المصابين من جراء الاستهداف.

الفصائل الفلسطينية: المجزرة لن تفلح في إخضاع شعبنا

وعقب المجزرة، أكّدت حركة حماس أنّ هذه الجرائم البشعة والمتكررة، "هي إمعان من جيش الاحتلال الإرهابي في حرب الإبادة والاستهداف المباشر والمتعمّد للمدنيين العزّل، وسط صمت دولي مُستهجَن، وحالة شلل كامل للمنظومة الدولية عن أخذ دورها في تفعيل قوانين حماية المدنيين في الحروب، وإلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ قرارات وقف العدوان، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة على جرائمهم".

كما أكّدت حماس أنّ هذه المجازر المتواصلة، والتي تُرتَكَب بتواطؤ ودعم من الإدارة الأميركية وعواصم غربية، لن توهِن من عزيمة وصمود شعبنا الفلسطيني أو تُفلِح في إخضاع مقاومته"، و"لن تزيدنا إلا إصراراً على المقاومة ومواصلة خطوات تهشيم إرادة جيش الاحتلال الفاشي ودحر عدوانه، على طريق تحقيق آمال شعبنا في التحرير وتقرير المصير".

بدورها، أكّدت حركة المجاهدين الفلسطينية أنّ هذه المجازر الجديدة "هي جزء من الحرب المفتوحة التي تشنها حكومة الكيان الفاشية على الشعب الفلسطيني، والتي تسعى من خلالها إلى كسر إرادته وتمسكه بأرضه والمضي بمخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية".

وأضافت أنّ "الصمت الدولي والخذلان العربي يشجع العدو الصهيوني على مواصلة جرائمه البشعة ضد شعبنا الفلسطيني، ويفتح شهيته لمزيد من القتل والإرهاب بحق العزل والأبرياء".

كما أكّدت حركة المجاهدين أنّ الإدارة الأميركية "هي شريكة للعدو في كل جرائمه الوحشية ضد شعبنا، فهي تواصل بكل وقاحة دعم حكومة نتنياهو المجرمة وتوفير الغطاء الدولي والدعم العسكري والمالي"، داعيةً إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال.

بدورها، شدّدت لجان المقاومة في فلسطين على أنّ المجزرة المروعة في مخيم البريج "ما كانت لتتم من دون غطاء كامل ودعم من الإدارة الأميركية الشريكة في العدوان على الشعب الفلسطيني".

وأضافت لجان المقاومة، في بيان، أنّ الشعب الفلسطيني "لن يخضع للعدو، ولن يستسلم"، مشيرةً إلى أنّ هذه المجازر البشعة "تؤكد الفشل الكبير للجيش الصهيوني وإفلاسه أمام صمود شعبنا وبسالة مقاوميه"، داعيةً إلى تصعيد وتوسيع مدى المقاومة في الضفة الغربية والقدس وأرضنا المحتلة عام 48.

من جانبها، دانت حركة فتح الصمت والتواطؤ الدولي على جرائم الإبادة الجماعية المتواصلة ضد غزة، والتي كان آخرها الجريمة البشعة في مخيم البريج في جريمة مركبة ضد المدنيين والنازحين الذين تم تهجيرهم من منازلهم بفعل الإرهاب الإسرائيلي.

وحمّلت فتح الإدارة الأميركية ورئيسها بايدن، المسؤولية الأولى عن هذه الجريمة، وكل الجرائم الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، حيث تستمر بدعم الكيان الإسرائيلي وحكومته الفاشية، وتوفير الغطاء الدولي وإمداده بالسلاح.

أمّا حركة الأحرار الفلسطينية، فأكّدت أنّ "استمرار المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني بوتيرةٍ متصاعدة، تروي شغف سفك الدماء لدى جيش الاحتلال النازي وقادته الفاشيين، يؤكد تلك المساحة من الراحة والأمان التي تتمتع بها آلة الحرب الصهيونية"، مشيرةً إلى أنّ ذلك "ما كان ليكون لولا الدعم الأميركي الغربي، وذلك الصمت للمجتمع الدولي والأمة العربية والإسلامية".

وقالت حركة الأحرار أنّ "ماحدث في البريج من مجزرة يُندى لها الجبين البشري، يُؤكد على إفلاس بنك أهداف العدو، وانتقاله إلى مرحلة القتل لأجل القتل في المدنيين، ويعكس مدى حالة الانهزام المنغمس فيها في الميدان".

يأتي ذلك فيما تتواصل المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة لليوم الـ 347 على التوالي، حيث استهدف الاحتلال الإسرائيلي بالقصف والرصاص المباني السكنية وخيم النازحين في مختلف أنحاء القطاع، في حين تركّز قصفه على مدينة غزة.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 41252 شهيداً، و95497 جريحاً، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

/انتهى/