اكد العلماء المشاركون في المؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الاسلامية في طهران، بان "قضية القدس الشريف، هي من القيم المشتركة في العالم الاسلامي، وان هذه القضية كانت وستكون دائما مصدر وحدة الامة الاسلامية".

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه جاء في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الاسلامية، مساء السبت: بفضل الله وعونه، فقد نجح "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية" في اقامة مؤتمره الدولي للوحدة الاسلامية بدورته الثامنة والثلاثين تحت عنوان "التعاون الاسلامي من اجل بلورة القيم المشتركة مع التركيز على القضية الفلسطينية"؛ خلال الفترة من 15 الى 17 ربيع الاول 1446 هـ / الموافق 19 الى 21 سبتمبر 2024 م؛ وذلك برعاية وحضور رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، ومشاركة جمع من كبار العلماء والمفكرين المسلمين.

واضاف: ان اقامة هذا المؤتمر تم وسط ظروف مؤلمة وقاسية اثر الجرائم الوحشية للكيان الصهيوني الغاصب بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، وإغتيالاته التي تطال قادة المقاومة من جانب، ودعم الدول الغربية لهذا الكيان ووقوفها الى جانبه؛ وبما يؤكد على الدول الاسلامية ضرورة واهمية التعاون والتعاضد من اجل بلورة القيم والاهداف المشتركة اكثر من اي وقت مضى.

وتابع: نحن المشاركون في المؤتمر، نؤكد بان الكيان الصهيوني يسعى بدعم من الاستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، الى تحقيق هدفين رئيسيين:

الاول : احتلال كافة الاراضي الفلسطينية، وارتكاب جرائم القتل بحق الأبرياء من النساء والاطفال وكبار السن وتشديد الحصار ومنع وصول المساعدات الانسانية وحرمانهم من احتياجاتهم الضرورية كالكهرباء والماء، ومن ثم تهجير مليوني شخص من هؤلاء المدنيين العزل.

الثاني : يسعى الكيان الغاصب وحلفاؤه، من خلال هذا المخطط، اضفاء الشرعية على وجوده المزيف عبر توسيع نطاق التطبيع مع سائر الدول الاسلامية.

واضاف: اننا نتطلع بان تستطيع الدول الاسلامية، من خلال التعاون والتآزر فيما بينها، الحيلولة دون تحقيق الاجندات البغيضة لاعداء الاسلام.

واردف: اذ نحتفي بذكرى مولد النبي الاكرم (ص)، نعلن انه شارك في المؤتمر الدولي الثامن والثلاثين للوحدة الاسلامية بالعاصمة الايرانية طهران، 250 من ابرز مفكري العالم الاسلامي، مضافا الى 234 شخصية عن طريق الفضاء الافتراضي، ونوقش ما يزيد عن 300 مقال حول القضية الفلسطينية وسبل التوصل الى القيم المشتركة من خلال تعزيز التعاون بين الدول الاسلامية.

واستدرك: ان العلماء المشاركين في المؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الاسلامية، اصدروا في اجتماعهم الختامي البيان التالي :

1 – القران الكريم هو الدليل السماوي الوحيد والمحفوظ لهداية الناس جميعا، وارساء السلام والتعاون بين المسلمين وحلفائهم، وان مقاومة الطاغوت وظلم المستكبرين ياتي ضمن التعاليم الملهمة للحياة التي وردت في هذا الكتاب المقدس، والذي يؤكد على بناء التعاون وتعزيز العلاقات بين الشعوب الاسلامية في المنطقة من خلال التركيز على ثلاث قيم مشتركة: الكرامة الانسانية، والعدالة واستتباب الامن، وذلك في اطار الاهداف الاسلامية المشتركة بين دول المنطقة. فالكرامة الانسانية، هبة الهية للإنسان بغض النظرعن الانتماء الفكري والعقائدي.

ولهذا فان الظلم هو عبارة عن الاعتداء على حقوق الاخرين. والعدالة باعتبارها واجبا عقليا والهيا يستطيع الانسان من خلالها بناء الدولة التي تضمن المساواة في الحقوق بين المواطنين، بغض النظر عن الانتماء الديني والمذهبي والعرقي، وتمهد للعلاقات الاجتماعية السليمة.

2 – العلماء المشاركون في المؤتمر يعتبرون قضية القدس الشريف، من القيم المشتركة في العالم الاسلامي، وان هذه القضية كانت وستكون دائما مصدر وحدة الشعوب الاسلامية؛ هذا من جانب ومن جانب اخر فان الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم هو واجب شرعي وانساني واخلاقي والصمت على جرائم الكيان الصهيوني الغاصب يخالف جميع القيم الانسانية والاسلامية .

3 –يرى علماء المسلمون ان "عملية طوفان الاقصى"، وما قام به المجاهدون الفلسطينيون من عمل بطولي، يعتبر حقا مشروعا وردا حاسما على اعتداءات وتجاوزات الكيان الصهيوني وسياساته العنصرية؛ هذه العملية المشروعة والتاريخية تعبر عن انفجار غضب الشعب الفلسطيني بعد سبعين عاما من جرائم كيان غاصب وصمت العالم عليها، إن الهجمات التي قامت بها حركات المقاومة في كل من لبنان والعراق واليمن دعما للشعب الفلسطيني المظلوم، جاءت على ضوء تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حول الدفاع عن المظلوم؛ فعلى العالم الاسلامي ان يساند هذه الحركات بكل الوسائل.

4 –يؤكد علماء الامة، مواجهة ودفاع الدول الاسلامية عن سيادة اراضيها امام اعتداءات وتهورات الكيان الصهيوني الغاصب، حقا مشروعا وقانونيا لها، وان "عملية الوعد الصادق" التي نفذتها الجمهورية الاسلامية ضد الكيان الصهيوني، شكلت ردّا حاسما ومشروعاً ضد عدوان هذا الكيان الغادر على القنصلية الايرانية لدى سوريا.

5 - العلماء المشاركون في المؤتمر الدولي الثامن والثلاثين للوحدة الاسلامية، يؤكدون بان السبيل الوحيد للتصدي لجرائم الكيان الصهيوني الغاصب يكمن في اتحاد العالم الاسلامي واتخاذ اجراءات عملانية ضد هذا الكيان المجرم، وان التحالف مع الكيان الصهيوني الغاصب، لا یصب في مصلحة العالم الاسلامي؛ لان هذا الكيان لا يفي بالتزاماته ووعوده، وسيواصل على الدوام سياسات الهدم والاغتيالات واثارة الصراعات في العالم الاسلامي؛ واليوم حيث بات الكيان اضعف من اي وقت مضى، بفضل الله تعالى اصبح النصر العظيم قريبا لو تعاونت الشعوب والدول الاسلامية فيما بينها.

6- نحن العلماء المشاركون في المؤتمر، نطالب بمقاطعة شاملة للعلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول الاسلامية وبين الكيان الصهيوني، وعلى سبيل المثال وقف تزويده بالوقود؛ كما نطلب من علماء الامة بان يحثوا المسلمين واحرار العالم على مقاطعة البضائع الصهيونية، وان يعتبروا ارسال المساعدات العينية والغذائية والعسكرية الى الشعب الفلسطيني في غزة، واجبا انسانيا وشرعيا لهم.

7- يتطلع المشاركون في المؤتمر، بان يتجه العالم الاسلامي نحو السلام العادل، والسعي لنبذ لغة العنف؛ كما يرحبون بوقف الحرب الداخلية في سوريا واليمن، وايضا اعادة فتح السفارات العربية في دمشق. ويؤكدون بان استقرار السلام المستديم في المنطقة يأتي عبر الحوار بين الدول فقط، ونأمل بتعزيز العلاقات والتعاون بين الدول الاسلامية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية اكثر فاكثر، وان تبادل التجارب والمكاسب في مجال التكنولوجيا يحقق الامن والاقتدار السياسي والتبادل الاقتصادي المثمر في المنطقة؛ ويدعو هؤلاء العلماء ايضا الى تعاون بناء بين وسائل الاعلام الاسلامية شريطة تجنب التحريضات المذهبية، وبما يمهد لتأسيس اتحاد الدول الاسلامية.

8– ندعو نحن المشاركون في المؤتمر كافة المؤسسات التعليمية والمدارس الاسلامية في العالم الاسلامي، الى شطب الافكار والاراء المتطرفة من مناهجها التعليمية لتحصين الاجيال الصاعدة من تلك الافكار المتشددة؛ واليوم في ظل التقارب والتعاون الموجود بين الدول الاسلامية نرجو من هذه الدول تربية جيل معتدل وعقلاني بعيدا عن العصبيات المذهبية ليواجه بقلمه وافكاره مخطط الاستكبار الفتنوي ويروج للمحبة والاخوة بين المسلمين؛ وقد وعدنا الباري تعالى بمرضاته وغفرانه ونصره فيما اذا حققنا سبل المحبة والاخوة بين ابناء المجتمع الاسلامي بكافة قومياته واعراقه ومذاهبه.

9 – ان العلماء المشاركين في المؤتمر، يعتبرون "الشهيد اسماعيل هنية" الذي صلت على جثمانه الحشود المليونية في ايران بقيادة الامام الخامنئي (حفظه الله)، هو شهيد وحدة الامة، ويؤكدون على ضرورة تعزيز هذه الوحدة.

وفي الختام يشكر المشاركون في المؤتمر الدولي الثامن والثلاثين للوحدة الاسلامية، قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (دام ظله) لقاء حفاوة استقبال سماحته لضيوف المؤتمر وتصريحاته القيمة وتوجيهاته المعمقة لهم، كما يثمنون جهود الرئيس الشهيد "آية الله السيد ابراهيم رئيسي" ووزير الخارجية الشهيد "الدكتور حسين امير عبداللهيان"، الهادفة الى ترسيخ الوحدة بين المسلمين وتدعيم جبهة المقاومة.

/انتهى/