وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه القى الرئيس الايراني، مسعود بزشكيان كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة.
واحيا رئيس الجمهورية في بداية كلمته في الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ذكرى الرئيس الايراني الراحل الشهيد ابراهيم رئيسي وقال: "في العام الماضي، تحدث إليكم رئيس بلادي الشهيد السيد إبراهيم رئيسي من نفس الموقف؛ انه استشهد أثناء خدمته للشعب الإيراني".
واشار الى اجراء الانتخابات في ايران بعد رحيل الرئيس الايراني السابق الشهيد رئيسي ومشاركة الشعب في الانتخابات وقال: "لقد صوت شعبنا لصالح شعار الوحدة الوطنية في انتخابي. وهذا الشعار مطابق لأمر الله تعالى في القرآن الكريم. ووفقا لتعاليم القرآن، فإن البشر جميعا من نفس الأصل في الخلق".
وصرح: "أنا رئيس دولة تعرضت للتهديدات والحرب والاحتلال والحصار مرات عديدة في تاريخها المعاصر"، مبينا: "إنني اهدف الى إرساء أسس قوية لبلدي للدخول في العصر الجديد ولعب دور بناء وفعال في النظام العالمي الجديد".
وتابع: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية عازمة على توفير وضمان أمنها، وليس خلق انعدام الأمن للآخرين".
ودعا العالم الى الاهتمام بالحقائق التاريخية وقال: "انظروا إلى التاريخ المعاصر للمنطقة، لم تبدأ إيران أي حرب قط، بل دافعت عن نفسها ببطولة ضد عدوان الآخرين وجعلت المعتدين يندمون على اعتداءهم، بينما لم تحتل إيران أرض أي دولة".
وأكد: "إن إقامة العدل ونشره في المجتمع بين جميع الناس، بغض النظر عن اللون والعرق والجنس واللغة هي مهمة جميع الأنبياء"، مضيفا: "البشر لا يختلفون مع بعضهم البعض إلا عندما يريدون بسط سيطرتهم وسلطتتهم على الاخرين".
واشار الى التطورات المقلقة في المنطقة و الحرب الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني وقال: "لن يتحقق السلام والأمن في العالم إلا باحترام حقوق جميع الأمم والمجتمعات في إطار من العدالة والإنصاف....والسؤال الآن ما هو سبب الحرب وسفك الدماء التي نرى في عالم اليوم؛ فهل السبب غير أن المعتدي انتهك حقوق الآخرين، وتجاهل حقوق أمة، وطبق التمييز وعدم المساواة،، وتجاهل حقوق الآخرين".
وأضاف بزشكيان: "ما دام الظلم، والقمع والتعدي مستمر ويسود الفقر والجهل منطقة ما، فستستمر الحرب وسفك الدماء ولا يمكننا أن ننقذ مستقبل أطفالنا من الظلام والدمار حتى نعالج جذور هذه الاضطرابات".
وقال الرئيس بزشكيان خلال كلمته في الامم المتحدة: "كيان الاحتلال الاسرائيلي ارتكب إبادة جماعية في غزة بحجة الدفاع عن النفس"، مؤكدا ان هذا العدوان يجب أن يتوقف فورا".
وأكد رئيس بلادنا: "لقد شاهدت شعوب العالم خلال العام الماضي طبيعة النظام الإسرائيلي. لقد رأوا كيف يرتكب قادة هذا النظام الجرائم، وقتلوا خلال أحد عشر شهراً أكثر من 41 ألف إنسان بريء في غزة، معظمهم من النساء والأطفال الأبرياء. لكن الإبادة الجماعية وقتل الأطفال وجرائم الحرب وإرهاب الدولة تسمى "الدفاع المشروع"! يُطلق على استهداف المستشفيات ورياض الأطفال والمدارس اسم "أهداف عسكرية مشروعة"، ويطلق على الأشخاص الشجعان المحبين للحرية الذين يحتجون على الإبادة الجماعية في غرب وشرق العالم اسم "معاداة السامية!"، ويسمون الأشخاص المضطهدين الذين، يقفون بعد سبعة عقود من الاحتلال والقمع والظلم، امام المحتلين بالارهابي"! إسرائيل هي التي اغتالت علمائنا ودبلوماسيينا وضيوفنا في أرضنا ودعمت داعش والجماعات الإرهابية سرا وعلنا، بينما دعمت وتدعم إيران الحركات التحررية والشعبية التي كانت ضحية جرائم النظام الإسرائيلي واستعماره على مدى أربعة أجيال".
وأكد: "نقف إلى جانب شعوب بلدانكم التي تتظاهر في الشوارع ضد تصرفات إسرائيل، وندين الجريمة ضد الإنسانية"، مؤكدا انه يتعين على المجتمع الدولي أن يوقف العنف الاسرائيلي على الفور وأن يتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وأن يوقف وحشية إسرائيل المجنونة في لبنان قبل أن تشعل النار في المنطقة والعالم.
واضاف رئيس الجمهورية: "إسرائيل هزمت في غزة ولن تتمكن أي كمية من العنف الوحشي من استعادة أسطورة قوتها التي لا تقهر".
وقال: "من الطبيعي أن الجرائم العمياء والإرهابية التي شهدتها الأيام الماضية والعدوان الواسع على لبنان الذي راح ضحيته الآلاف من الأبرياء، لن تمر دون رد، ومسؤولية العواقب تقع على عاتق الحكومات المناهضة للجهود الدولية لإنهاء الصراع. إنهم يقفون خلف هذه المأساة الرهيبة وما زالوا يطلقون على أنفسهم صفة المدافعين عن حقوق الإنسان".
وأكد بزشكيان: "أن الطريقة الوحيدة لإنهاء كابوس انعدام الأمن المستمر منذ 70 عامًا في غرب آسيا والعالم هو استعادة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير"، مبينا: "نحن نقترح أن يقرر جميع الشعب الفلسطيني، سواء أولئك الموجودين الآن في وطنهم أو أولئك الذين أجبروا على مغادرة منازلهم، انهم يقرروا بشأن مستقبلهم عبر استفتاء وطني".
وقال رئيس بلادنا: "نعتقد أنه يمكن تحقيق السلام الدائم بمثل هذه الآلية. وبهذه الطريقة فقط يمكن للمسلمين واليهود والمسيحيين أن يعيشوا معًا في أرض واحدة بسلام وبعيدًا عن العنصرية والفصل العنصري".
وقال الرئيس بزشكيان: "لقد تحدثنا عن ضرورة توحيد المنطقة وتشكيل "منطقة موحدة وقوية" تقوم على عدة مبادئ".
وأضاف: "أولا، دعونا نقبل بأننا جيران وإن وجود القوى الأجنبية في المنطقة مؤقت ويشكل مصدرا لعدم الاستقرار. إن تطورنا وتقدمنا مرتبطان ببعضهما البعض".
وقال: "ثانيا، يجب أن يكون النظام الجديد للمنطقة شاملا ويفيد جميع الجيران. إن النظام الذي لا يوفر مصالح كل دولة مجاورة لا يمكن أن يكون مستداما".
وأضاف: "ثالثاً، على الدول المجاورة والشقيقة ألا تهدر مواردها القيمة في اتجاه المنافسات التآكلية وسباق التسلح. تعاني منطقتنا من الحروب والتوترات الطائفية والإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات ونقص المياه وأزمة اللاجئين والدمار البيئي والتدخلات الأجنبية".
واكد الرئيس الايراني: "يمكننا معالجة هذه التحديات المشتركة معًا لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة".
وأضاف: "نحن نريد السلام للجميع ولا نريد القتال مع أحد. نريد السلام والأمن الدائمين لشعبي أوكرانيا وروسيا. إن الجمهورية الإسلامية، بينما تعارض الحرب وتؤكد على ضرورة الوقف السريع للصراعات العسكرية في أوكرانيا، تؤيد أي حل سلمي وتعتقد أن هذه الأزمة لا يمكن إنهاءها إلا من خلال الحوار".
وقال بزشكيان: "في العالم المترابط الحالي، لن يتم تأمين أمن ومصالح دولة ما عن طريق تدمير أمن ومصالح الآخرين. نحن بحاجة إلى نظرة جديدة لحل المشاكل العالمية. وينبغي لوجهة النظر هذه أن تركز على الفرص بدلا من التهديدات. واستنادا إلى هذا المنطق التفاعلي، يمكن خلق فرص جديدة للتعاون".
وأضاف: "توصلت إيران والقوى العالمية إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بموقف موجه نحو الفرص، وقبلنا أعلى مستوى من المراقبة في المجال النووي بهدف الاعتراف العالمي بحقوق إيران ورفع العقوبات، بينما أظهر انسحاب ترامب الأحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة وجهة نظر موجهة نحو التهديد في الساحة السياسية ونظرة موجهة نحو القوة في الساحة الاقتصادية".
وأكد: "العقوبات الأحادية تستهدف الشعب وتسعى إلى تدمير الأسس الاقتصادية لإيران. الهدف هو بث انعدام الامن في إيران بينما النتيجة هي انعدام الأمن للجميع".
وأشار الرئيس بزشكيان إلى أن سياسة الضغط الأقصى تم استخدامها من قبل ادارة ترامب ضد الشعب الإيراني، بينما التزمت إيران بجميع التزاماتها في خطة العمل الشاملة المشتركة كما أقرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف: "نحن مستعدون للتفاعل مع أعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة وإذا نفذت جميع الاطراف التزاماتها في الاتفاق النووي بالكامل وبحسن نية، فيمكننا الدخول في حوار حول قضايا أخرى".
وخاطب رئيس بلادنا الشعب الأمريكي وقال: "ليست إيران هي التي بنت قاعدة عسكرية بجوار حدودكم. ليست إيران هي التي فرضت عقوبات على بلدكم ومنعت علاقاتكم التجارية مع العالم. ليست إيران هي التي تمنعكم من الحصول على الدواء. ليست إيران هي التي منعت وصولكم إلى النظام المصرفي والنقدي في العالم. لسنا نحن من اغتال قادة جيوشكم، بل أمريكا اغتالت أعز قائد عسكري إيراني في مطار بغداد".
وأضاف: "رسالتي إلى كل الحكومات التي تبنت استراتيجية غير بناءة تجاه إيران هي أن تتعلم من التاريخ. يمكننا التغلب على هذه القيود وبدء عصر جديد. ويبدأ هذا العصر الجديد بالاعتراف بمخاوف إيران الأمنية والعمل المشترك بشأن القضايا المشتركة".
وقال بزشكيان: "العقوبات سلاح مدمر وغير إنساني يستخدم بهدف شل اقتصاد البلاد". مشيرا إلى أن الحرمان من الحصول على الأدوية الحيوية يعد من أكثر العواقب المؤلمة للعقوبات، وهو ما يعرض حياة الآلاف من الأبرياء للخطر. ولا يشكل هذا العمل انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان فحسب، بل يعد أيضا جريمة ضد الإنسانية.
وأكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية: "لقد أظهرت أمتنا خلال السنوات الماضية، من خلال تحملها العديد من المصاعب الناجمة عن العقوبات، أنها تقف ضد الظلم، ورغم أن الجراح التي خلفتها العقوبات على مجتمعنا عميقة، إلا أن مواجهة هذه التجربة المريرة جعلت منا أمة أقوى ذات إرادة فولاذية وثقة بالنفس".
وأضاف أن "إيران مستعدة لإقامة علاقات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية فعالة ومتساوية مع القوى العالمية وجيرانها من أجل بناء عالم أفضل".
وأشار إلى أن الرد المناسب على مثل هذه الرسالة من إيران ليس فرض المزيد من العقوبات، بل تنفيذ الالتزامات السابقة برفع العقوبات من أجل التحسن الحقيقي للأوضاع الاقتصادية للشعب الإيراني وإرساء الأساس لمزيد من الاتفاقيات".
وختم الرئيس بزشكيان كلمته بقوله: "أتمنى أن يسمع اليوم هذا الصوت من ايران بشكل جيد".
/انتهى/