وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: عامٌ على بداية طوفان الأقصى، وعامٌ من الإجرام الصهيوني بحق المدنيين في غزة ولبنان وسائر البلاد الإسلامية، إلا أن المقاومة وجبهات الإسناد تتسع وتتزايد ضرباتها وأنواع أسلحتها وقدراتها.
حربٌ مُستعرة في جنوب لبنان، بدأها الكيان الصهيوني، ولن يخرج منها إلا منهمزم، وأعداد القتلى والجرحى في صفوف المُعتدي تدل على ذلك، وكعادته يلجاً الاحتلال إلى قصف المدنيين وسياسة الاغتيالات ليحصل على صورة نصر يقنع بها نفسه وشعبه، ولكن هيهات هيهات، وما أبعدكم عن النصر.
حول الحرب الدموية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على لبنان، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الكاتب والباحث السياسي "أ. ميخائيل عوض"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
لم يهدأ قادة العدو من توجيه تهديدات بالتوغل البري لجنوب لبنان وحتى الآن هناك اشتباكات مستمرة بين المقاومين والصهاينة لا بل هناك ملاحم بطولية يخوضها أبطال حزب الله، وهناك خسائر فادحة في جيش العدو. برأيكم ماذا حصد حتى الآن العدو من وراء محاولات الغزو البري؟
ساق نتنياهو جيشه المنهك والعاجز في غزة والذي يعاني من نقص تجهيزات و عديد الى مقتلته في لبنان ولم يتعلم من تجارب غزو لبنان والانسحاب مهزوما وراسه تحت ذيله كما وصفتها يدعوت أحرنوت ولاتعلّم من حرب تموز ولا هو صدّق تحذيرات الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله عندما قالها مرارا؛ رجال الله تواقون لتدمير دباباتك ودفن جيشك في ودياننا وتحويله إلى هباء منثورا. تورط وتوهم وكان رجال الله في الميدان بالانتظار وقلوبهم تهتف الثار للشهداء وأمامهم وقائد الانتصارات الصادق الأمين.
المقاومة تحسّبت جهزت واستعدت وبطشت وبكامل قدراتها لتدمير جيش نتنياهو ودفنه في وديان وبلدات جنوب لبنان الابي ارض القداسة والرسالات.
كيف قرأتم خطاب سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظله) واية رسائل يمكن استخلاصها بعد هذا الخطاب بالغ الدلالة والصريح والواضح، وفي ظل حشود مليونية؟
تأكيد قاطع من القائد الامام ولي الفقيه القائد المطاع في الجمهورية الإسلامية الايرانية وتأكيد بان ايران ثابته في التزاماتها وعند قيمها وتعرف ماذا تريد ولن تترك المقاومة والمحور وستؤدي وظيفتها ودورها بكامل جاهزيتها ولن تساوم او تصالح او تتخلى كما يزعمون أو يفترضون وان ايران سترد الصاع صاعين مهما كانت الظروف والاحتمالات والنتائج وانها قادرة وتعرف ماذا تريد ومتى تضرب ضربتها وتحسم الأمر.
نتنياهو ومنذ اليوم الأول لدخول المقاومة الإسلامية في الاسناد لاهلنا في غزة قال انه سيحول الضاحية إلى غزة ثانية، بماذا تختلف الضاحية عن غزة من الناحية الاستراتيجية؟
الضاحية ولبنان يتمتع بقدرات تفوق غزة بمئات المرات في الجغرافية والسلاح ونوعياته وقدراته وعدده، فالضاحية ليست محاصرة من ابناء جلدتها وهي مفتوحة على جغرافية حليفة تمتد الى دمشق وبغداد وطهران وابعد، ولها تاريخ في النضال وتلقين العدو الدروس وقد داست المقاومة رأس الجيش الإسرائيلي وهزمته في 2000 واخرجته ذليلا من لبنان تحت النار ودون قيد أو شرط او تفاوض وهزمته واذلته عام 2006 برغم ان اجزاء كبيرة من الضاحية ولبنان دمرت ولم تهن أو تتراجع أو ترتهب فنتنياهو احمق ومشتبه وواهم ومقامر.
جرائم وحشية يرتكبها العدو بحق اهلنا في لبنان ولم تعد محصورة بالجنوب بل توسعت دائرة العنف الدموي لتصل للضاحية لكسروان لجبل لبنان للباشورة وكلها ترتكب دون اي هدف استراتيجي فما الغاية من ذلك سيما ان كل هذا الاجرام والوحشية لم تؤثر على القدرة الصاروخية للمقاومة؟
هذا هو نتنياهو الاحمق والواهم والمقامر يحاول بالقتال المباشر وبالحرب البرية لكنه يهزم وينكسر جيشه ويدفع اثمان باهظة فيلوذ بالذراع الطويلة والقصف والتدمير بأسلحة وذخائر امريكية اطلسية ويقتل الاطفال والنساء العزل وفي الخيام والعراء ويفترض أن ذلك سيرهب المقاومات أو الشعوب ويدفعها للضغط أو الانفكاك عن خيار المقاومة وبرغم فشل هذه السياسة والاعمال الارهابية في غزة والضفة ولسنة كاملة وبالحصار والتجويع وتدمير المشافي الا ان نتنياهو ونظامه العدواني الارهابي الذي قام على القتل والإبادة والتدمير فمن شاب على شيء شب عليه لا يتعلم ويعود لذات الممارسة علما ان الظرف اختلفت والقوة والمقاومة والشعوب باتت حاسمة وملتزمة وجاهزة للتضحية والعمل الجاد والدائم لإلحاق الهزيمة بجيشه وكيانه وانهاء وجوده، فثمن التضحيات سيدفعها الكيان بنهاية وجوده ورحيله من المنطقة إلى جهنم وبئس المصير.
البعض يعتبر بأن المدة الزمنية لهذه الاعتداءات وكما يقول الوزير السابق وليد جنبلاط قد تطول لسنة أو سنتين والبعض الآخر يراها مرتبطة بالانتخابات الأميركية فإلى متى وكيف يمكن أن تنتهى؟
لا اظن الكيان يتحمل خسائر وهزائم وعجز وهو محاصر والمقاومات والجبهات تتسع وتزيد من ضرباتها وانواع اسلحتها وقدراتها ولا العالم يستطيع تحمل الأمور لسنتان، اغلب الظن أن نتنياهو يقامر ويستثمر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وانشغال أمريكا بازماتها و عجز أوروبا وتأزماتها وقد استدرجه المحور بقصد الى حرب استنزاف طويلة تمهيدا لتحين فرصة كسره وهزيمته الكبيرة التي ستطلق مفاعيل انهياره وزواله.
لماذا وجدنا هذا الركض العربي والدولي لاحتواء الصراع وعدم تقاقمه وتوسعه بين إيران والكيان المحتل ولم نجده بين لبنان والعدو ؟
خوفا من اتساع دائرة الصراع وانخراط ايران بالحرب وتوسيع دائرة الاشتباك وامطار الكيان بألاف الصواريخ وتدميره وتاليا هزيمته ويشعرون أن هزيمة اسرائيل هزيمه وانكسار لهم وبسقوط الكيان يسقطون هم ونظمهم وأسرهم، فيسارعون للتحرك والدعوة لضبط النفس ويصمتون عن مذبحة غزة ولبنان، والساكت عن الحق شيطان أخرس وفي صمتهم هم شركاء في ذبح الشعوب ويناصرون الباطل والكيان الغاصب.
/انتهى/