وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: عنونت احدى صحف إعلام العدو على صفحتها الرئيسية: (يوم سقطت السماء، ليلة السابع من أكتوبر الحدث الذي غيّر" إسرائيل" إلى الأبد"...).
وقد أشار نائب الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم بأن: "طوفان الأقصى سيغير وجه الشرق الأوسط لصالح المقاومة..."
على الرغم من فارق القدرات العسكرية والتكنولوجية والدعم الهائل المقدم للكيان "الإسرائيلي" من الولايات المتحدة و الغرب، إلا أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية والمقاومة على طول محور المقاومة وبما تملكه من أحقية وإيمان بوعد الله حققت انتصارات هائلة تعجز عنها جيوش ودول.
ولعل فيديو نتنياهو، بعيد عملية "الوعد الصادق2" وهو يرتجف ويرتعد يعكس الواقع الذي يعيشه هذا الكيان، وأنه وصل مرحلة الشيخوخة المزمنة وآن زواله.
حول آخر الأحداث الحاصلة، بما يتعلق بطوفان الأقصى وأحداث المنطقة، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع المختص بالشؤون "الإسرائيلية"، الأستاذ "تحسين الحلبي"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
كيف قرأتم كلمة نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ، نعيم قاسم، وأية رسائل يمكن استخلاصها بعد هذا الخطاب بالغ الدلالة والصريح والواضح للكيان المؤقت ؟
كلمة الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله في الحقيقة حملت معها تشخيصا دقيقا للوضع الان ما بعد استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله دون ادنى شك، وهذا التشخيص تضمن عرضا لقدرة ووحدة حزب الله وتماسكه ومتانة التماسك بين كل مؤسساته وقياداته هذا اولا.
وثانيا، كانت كلمته التي وضحت جيدا هزيمة جيش الاحتلال وكيان الاحتلال طوال هذه الفترة من إسناد حزب الله للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وقد حدد في الواقع سماحة الشيخ نعيم قاسم جدول عمل حزب الله للفترة المقبلة كاملا، وعززه بإيمان عميق بالنصر وايضا بدعوة الجميع للوحدة والاتحاد.
لماذا فرضت عملية طوفان الاقصى البطولية ازمة وجودية لدى كيان الاحتلال، ولماذا احدثت كل هذا الرعب والقلق لدى المستوطنين؟ هل الامر يتعلق بالمفاجأة ام بضخامة الحدث ونتائجه؟
في الحقيقة كما وصفه الشيخ نعيم قاسم كان استثناءًا، كان طوفان الاقصى عملية جهادية عسكرية استثنائية هزت وزلزلت اركان هذا الكيان، ووضعته امام كل مظاهر ضعفه وعجزه عن الوقوف في وجه المقاومة، ولذلك كان من الطبيعي ان تولد هذه النتائج ازمة داخلية حادة سياسية ما بين احزابه وايضا ازمة ثقة ما بين الجيش وحكومة الاحتلال وبين المستوطنين وقيادة الجيش، لقد جمعت عملية طوفان الاقصى كل ما امكن من الاسباب التي فعّلت رؤيتنا لضعف هذا الكيان وازدياد ازمته.
كيف ينظر المستوطن الصهيوني على ارض فلسطين الى هذه الصدمة الهائلة التي تلقاها في السابع من اكتوبر؟ وبعد عام من عملية طوفان الاقصى هل استطاع جيش الاحتلال اعادة الاطمئنان لمواطنيه ؟
في الواقع أسوأ ما مر به الكيان هو ان المستوطنين وجدوا انفسهم عاجزين عن تحمل البقاء في هذا الكيان على ارض اغتصبوها منذ اكثر من 75 عاما، والدليل على ذلك ان 890 الف من المستوطنين لم يتحملوا او يطيقوا ما نتج لهم من خوف وذعر وصدمات نفسية نتيجة صفارات الإنذار التي تنبههم لوجود الصواريخ المقبلة والتي ستسقط في المستوطنات وما بينها، ففضل هذا الرقم تقريبا المليون، المغادرة الى اوطانه السابقة التي جيء بهم منها وهي في اوروبا وكندا وامريكا، وانتقلت مظاهر ذعرهم وفزعهم الى ابنائهم من جنود الاحتياط التي نقلوها بدورهم الى صفوف الجيش، فازداد انهيار جيش الاحتلال بشكل واضح وملموس، المستوطنون ما زالوا الان حتى هذه اللحظة يعيشون أسوأ اوقاتهم، فقد اجبرتهم المقاومة على الرحيل من بيوتهم الاستيطانية في الجبهة الشمالية امام جنوب لبنان، والمقاومة وحزب الله هناك وطوفان الاقصى ايضا شمال قطاع غزة، أجبرتهم على المغادرة وها هم سنة كاملة لا يعرفون متى يمكن العودة الى تلك البيوت الاستيطانية.
لماذا عمد جيش الاحتلال الى استخدام هذا الحد اللامعقول من العنف الارهابي المفرط في رده على عملية طوفان الاقصى ؟ ولماذا ضحى بعلاقاته الدولية وبالرأي العام الدولي الذي عمل على صياغته عقودا طويلة وتحمل من اجل ذلك تهمة حرب الابادة في المحكمة الدولية؟
امام كل ما تقدم من هزائم وخسائر بشرية ومعنوية ونفسية في صفوف الكيان المؤقت لجأ نتنياهو ووزير الحرب الى تصعيد العمليات الوحشية وخاصة في البداية بقطاع غزة، لكن هذه الوحشية لم توقف المقاومة وصمدت المقاومة في وجهها وصمد الشعب الفلسطيني اطفالا ونساء وشيوخا، كانوا يشكلون اهم اهداف لجيش الاحتلال للقتل والتدمير، ومع ذلك صمدوا، ووجدنا الرأي العام الدولي في الدول الغربية في الحكومات التي صنعت هذا الكيان المؤقت في اوروبا الى اميركا خرجوا في الجامعات وفي الشوارع للتنديد بحكوماتهم والتنديد بهذا العدوان، وبالمطالبة وقفه وبإعطاء حقوق الشعب الفلسطيني لاصحابه الحقيقيين وهو الشعب الفلسطيني.
واذا كان الرأي العام قد تحرك بشكل غير مسبوق داعما لقضية الشعب الفلسطيني، فهذا ايضا لم يشكل عامل ضغط على حكومات الغرب لتغيير سياساتها، بل بقيت متمسكة بسياسة دعم هذا الكيان الاستيطاني ضد هذه الامة العربية والاسلامية لانه يشكل رمزا لحكومات الغرب، وقاعدة من اجل السيطرة على العالمين العربي والاسلامي.
هل ترى ان اليمين الدموي الحاكم في الأراضي المحتلة يقوم بعملية انتقام لكي الوعي الفلسطيني ومنعه من تكرار التجربة التي حدثت في السابع من اكتوبر ؟ ام انه استغل الفرصة والضربة المؤلمة لاثارة غرائز المستوطنين وجرهم للقبول بمشروعه الكبير بالهيمنة على المنطقة والتحكم بمصير العرب فيها ؟
في الواقع نتنياهو استمر في حربه هذه على ثلاث جبهات: جبهة قطاع غزة، وجبهة الضفة الغربية وجبهة جنوب لبنان التي ساندت بإسنادها وبشهدائها وبصواريخها الشعب الفلسطيني. وجد نفسه نتنياهو انه يريد ان يقنع المستوطنين بأن لا يغادروا الكيان وبأن لا تتزعزع ثقتهم به فقام بهذه العمليات الوحشية لكي؛ اولا يقنع المستوطنين بالبقاء، ولكي يقنع الولايات المتحده الاميركية بقدرته على ان يحقق اهدافها في المنطقة، ولم يحقق ايا من هذين الهدفين ابدا... فأميركا لم تسطع ان تنخرط مع "اسرائيل" في حرب وهي مردوعة، هي يتملكها الخوف من الجمهورية الاسلامية الإيرانية بعد عمليتي القصف المباشر من طهران الى قواعد وثكنات ومطارات الكيان الصهيوني وخاصة العملية الاخيرة.
كيف تبدو لك دولة الكيان العنصري الصهيوني اليوم وبعد عام من طوفان الاقصى؟ وهل بقاء نتنياهو في السلطة يعني زوال الانقسامات والخلافات الداخلية والصراعات بين اجنحة الحكم؟ وعموما هل تعافى الكيان من صدمة السابع من اكتوبر ؟
الوضع الان في الكيان ان نتنياهو لم يحقق بقاؤه في الحكم، لان هناك استطلاع رأي اجري قبل يومين تبين منه ان 75٪ من المستوطنين لا يريدون بقاء نتنياهو رئيسا للحكومة ويحملونه مسؤولية هذه الهزيمة منذ السابع من تشرين، وايضا يحملونه مسؤولية قتل ابنائهم الذين وقعوا في اسر فصائل المقاومة في قطاع غزة، ولم يستطع انقاذهم بل تسبب بقتلهم على ايدي جنود اسرائيلين اثناء محاولات فاشلة لاستعادتهم وانقاذهم من ايدي المقاومة، فنتنياهو يدرك انه خاسر ان استمر بهذه الحرب وخاسر ايضا ان توقف عن الاستمرار في هذه الحرب، وبالتالي لا يستطيع ان يعيش الا في هذه الدوامة الا ان تقرر اميركا التي تحكم نتنياهو والكيان المحتل كله كقاعدة عسكرية امريكية ثكنة وبالتالي الان يبقى الموقف لاميركا، واميركا شعرت ان هذا الكيان الذي بنت له قوة كبيرة واطلقت عليه اسم "القوة الاقليمية الكبرى في الشرق الاوسط" لم يعد يشكل اي قوة حتى جزئية وليس اقليمية امام محور المقاومة وامام الجمهورية الاسلامية بالذات، وتلاحظون معي ان نتنياهو لم يطلق طلقة واحدة مباشرة على الجمهورية الاسلامية ولم يعلن عن مسؤوليته عن اي عملية قام به ضد الجمهورية الاسلامية سواء ضد بعض المستشارين والضباط من الحرس الثوري في سوريا وهنا وهناك، نتنياهو لم يقم بتوجيه اسلحته بشكل مباشر ضد ايران ولم يعلن مسؤوليته لو قام بذلك عن هذه العمليات، بينما الجمهورية الاسلامية الإيرانية هي التي اعلنت انها ستضرب "اسرائيل" وضربت وتحملت في بيان انها هي التي ضربت "اسرائيل" مرتين، هذا يعني ان الجمهورية الاسلامية قادرة على ردع الكيان، بينما الكيان يقوم بعمليات استخبارية وتجسسية هنا وهناك دون ان يعلن مسؤوليته عنه وذلك تجنبا للرد الايراني المباشر والحاسم.
الكيان الصهيوني سيظل منقسما بين احزابه السياسية وكما قال القرآن الكريم:" تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى"، وبالتالي هذا هو ما قدّره الله لهم ان يبقوا منقسمين وان يبقوا ضعفاء لانهم اصلا ما كانوا مخلصين لله ولا لانبيائهم الذين ارسلهم الله لهم، بتقديري الانقسامات ستظل في هذا الكيان لان هذا الكيان صنع في بريطانيا وتبنته امريكا، وهو يضم اوروبيين مستوطنيين ليسوا من ابناء هذه المنطقة ولا لهم علاقة بهذه المنطقة، نعم دون ادنى شك جيء بهم من اوروبا لكي يخدموا الاستعمار واهداف الاستعمار في عام 1920 باسم الحركة الصهيونية.
/انتهى/