وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه جاء في كلمة أمير سعيد إيرواني سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن حول موضوع "الوضع في الشرق الأوسط: لبنان": أشكركم على عقد هذا الاجتماع الطارئ المهم. كما أنني ممتن للتقارير التي قدمها المتحدثون. ونعرب عن عميق تعاطفنا وتضامننا مع الحكومة والشعب اللبناني؛ الذين يتحملون أعمال العدوان وجرائم الحرب دون توقف من قبل الكيان الإرهابي الأكثر شهرة في العالم.
واضاف: تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بثبات إلى جانب لبنان وتلتزم بدعم الحكومة والشعب والمقاومة، وتدين بشدة استمرار تواطؤ الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض البلدان الغربية الأخرى في تمكين الكيان الإسرائيلي من ارتكاب جرائم حرب منهجية وحرب إبادة جماعية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني من خلال توفير الأسلحة المتطورة له.
وتابع: بعد أكثر من عام من حرب الإبادة الجماعية التي شنها الكيان الإسرائيلي في غزة، والتي قُتل فيها أو جُرح أو دُفن فيها أكثر من مائتي ألف شخص تحت الأنقاض، بدأ هذا الكيان الآن حربه وإبادته الجماعية ضد لبنان وكرر حملته الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في غزة هذه المرة في لبنان. إن استهداف المدنيين عمدا وتدمير البنية التحتية المدنية هو أكثر من مجرد انتهاك للقانون الدولي؛ وهذه جريمة حرب واضحة، وجريمة ضد الإنسانية، وإبادة جماعية. لقد دمر الكيان البنية التحتية الحيوية، وقتل مدنيين أبرياء، ودفع لبنان إلى كارثة إنسانية أعمق. لقد تجاوز الكيان جميع الخطوط الحمراء وأظهر أنه لا يحترم القانون الدولي.
واضاف ايرواني: إن شعب لبنان هو ضحية حملة ممنهجة من الإرهاب والعنف، خطط لها الكيان الإسرائيلي مسبقا لشل هذا الشعب، وإضعاف سيادته، وإلحاق معاناة دائمة به. لقد أصبح الكيان الإسرائيلي الآن يشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين. إن أعماله العدوانية وإرهابه المتواصل يهددان المنطقة برمتها، وقد قاد المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.
واردف: لا يمكن لمجلس الأمن، المسؤول عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، أن يظل غير مبالٍ بهذه الجرائم. اذ ان عليه التزاما أخلاقيا وقانونيا بالتدخل. ولا ينبغي لهذه المؤسسة أن تسمح لجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي تحت عنوان الدفاع عن النفس أو الأمن، والتي يثيرها ممثلا الولايات المتحدة وبريطانيا في هذا المجلس، أن تظل دون رد. إن إفلات الكيان الإسرائيلي من العقاب بلا حدود في انتهاكه المستمر للقانون الدولي هو وصمة عار على ضميرنا الجماعي.
وقال: بفضل الدعم غير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة تحت اسم "الدعم الصارم"، زادت وقاحة مسؤولي الكيان الإسرائيلي . إن جرائمهم الشنيعة لا يتم تبريرها فحسب، بل يتم ايضا الإشادة بها باستمرار ويتم تطبيع فظائعهم دون خجل في أعين العالم. وهم يعولون على دعم الولايات المتحدة لمواصلة حملتهم الإرهابية والتدميرية.
وتابع ايرواني: رغم أن الحكومة اللبنانية، بما في ذلك حزب الله، وافقت على اقتراح مشترك لوقف إطلاق النار المؤقت لمدة 21 يوما، إلا أن الكيان الإسرائيلي رفضه بوقاحة وشن هجوما واسع النطاق ضد لبنان، مستهدفا بلا رحمة المدنيين الأبرياء. اغتال الكيان الإسرائيلي السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي كان شخصية بارزة في العالم الإسلامي وعاملاً حيوياً للسلام والاستقرار في لبنان، بهدف تدمير أي فرصة لوقف إطلاق النار. لقد كان الأمل الأفضل المتبقي لدفع عملية وقف إطلاق النار.
واضاف السفير الايراني: إن هذا الاغتيال الجبان هو تذكير مرير آخر بالعمل الفظيع السابق الذي قام به الكيان الإسرائيلي وهو اغتيال السيد إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس في طهران؛ هذا العمل الإرهابي الذي دمر في الواقع أي أمل في وقف إطلاق النار في غزة. وتظهر هذه الأعمال الشنيعة أن الكيان الإسرائيلي ليس لديه مصلحة في السلام أو وقف إطلاق النار. هدفه الحقيقي الوحيد هو إثارة حرب شاملة في جميع أنحاء المنطقة.
وصرح إن لبنان على حافة الانهيار الإنساني ويجب على المجتمع الدولي ألا يسمح لهذه المأساة بالتفاقم. ومن الضروري أن تصل المساعدات الإنسانية إلى لبنان دون عوائق. ويجب على المجتمع الدولي أن يقدم على وجه السرعة الدعم المالي واللوجستي اللازم لضمان وصول الإمدادات الأساسية إلى السكان المتضررين.
واعتبر مصداقية هذا المجلس بانها في خطر وقال: تطالب جمهورية إيران الإسلامية باتخاذ إجراءات فورية ووقف إطلاق النار. إن وقف إطلاق النار ليس طلبا، بل ضرورة. وبالإضافة إلى ذلك، تطلب جمهورية إيران الإسلامية من مجلس الأمن محاسبة الكيان الإسرائيلي على ارتكاب حرب الإبادة الجماعية والجرائم ضد شعبي لبنان وفلسطين.
واضاف: يجب على هذا المجلس أن يبعث برسالة حاسمة: "يجب أن ينتهي الاحتلال والعدوان الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي". ويجب على الكيان الإسرائيلي أن ينفذ القرار 1701 (2006) بشكل كامل. إن الحل العادل لهذه الأزمة يتطلب الاعتراف بسيادة لبنان واستقلاله، وإنهاء الاحتلال والعدوان غير القانونيين من قبل الكيان الإسرائيلي، واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وفي الختام اكد ايرواني، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى إلى الحرب أو تصعيد التوتر في المنطقة، ولكنها على استعداد تام للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ضد أي عدوان يستهدف مصالحها الحيوية وأمنها. ومن المؤكد أن إيران ستمارس حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس، بما يتفق تماما مع القانون الدولي، وستبلغ مجلس الأمن بردها القانوني.
/انتهى/