وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أكد محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الإسلامي، صباح اليوم (الجمعة ) في المؤتمر الدولي للذكرى الثلاثين لدستور جمهورية طاجيكستان، على ضرورة التوقيع على اتفاق التقارب البرلماني بين دول المنطقة.
وقال تربط بين طاجيكستان وإيران روابط تتجاوز الحدود الجغرافية من خلال التاريخ والثقافة المشتركة. واللغة الفارسية، التي تعتبر جوهرة مشتركة بين البلدين، هي أساس التعاطف الفكري والثقافي. واليوم، يمكن استخدام هذا التراث الثقافي الغني كذخر استراتيجي في تطوير العلاقات الثنائية، وخاصة في المجالات الثقافية والعلمية والتعليمية. يمكن للتعاون الأكاديمي والمشاريع العلمية المشتركة والفعاليات الثقافية أن توفر منصة للابتكار والتقدم في كلا البلدين.
ومن الناحية الاقتصادية، تتمتع طاجيكستان بقدرات كبيرة على التنمية بفضل مواردها الطبيعية الغنية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي. إن إيران، بخبراتها في مجالات الطاقة والبنية التحتية والزراعة والصناعة، مستعدة لتحسين هذه القدرات من خلال التعاون الوثيق وتنفيذ المشاريع المشتركة. أحد المجالات الرئيسية التي يمكن أن تكون بمثابة محرك لهذه التعاونات هو تطوير البنية التحتية للنقل والاتصالات. يمكن لإيران أن تلعب دورًا محوريًا في ربط طاجيكستان بالأسواق الدولية من خلال تحسين ممرات النقل وتعزيز التبادلات التجارية.
واضاف لقد اجتمعنا اليوم لإحياء ذكرى هذا اليوم المبارك الذي يواجه فيه العالم ومنطقتنا تحديات وتهديدات مثل: الأحادية والعدوان وانتهاك السيادة السياسية واستقلال الدول، والإرهاب والتطرف والتغير المناخي الثنائي والمتعدد الأطراف والإقليمي، فالتعاون المشترك بين دول المنطقة يؤدي الى توفير الامن والاستقرار في المنطقة.
لقد ارتكزت استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه دول المنطقة وجيرانها دائما على المبادئ الثلاثة المتمثلة في حسن الجوار ووقف التصعيد والتعاون الشامل. ونؤمن بأن الطريق الوحيد للتقدم وبناء دول المنطقة هو التعايش السلمي وتنمية التعاون في كافة المجالات وعلى كافة المستويات.
وبالنيابة عن مجلس الشورى الإسلامي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أقترح التوقيع على "اتفاقية التقارب البرلماني من أجل السلام والتنمية المستدامة" بين برلمانات دول المنطقة. ويمكن أن تشمل هذه المبادرة تشكيل مجلس برلماني مشترك بين دول المنطقة، بهدف تعزيز الدبلوماسية المتعددة الأطراف وإنشاء آلية للحوارات المنتظمة بين برلمانات الدول. إن مؤسسة البرلمان هي الممثل والمبلور لإرادة الأمم، ونحن باسم دولنا ندعو كل مؤسسة ومنظمة دولية تسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة. وسيكون هذا الاتفاق وسيلة للتفاوض مع دول المنطقة والعالم لحل سوء التفاهم وتعزيز الحوار.
وفي الختام، أود التأكيد على أن العلاقات بين إيران وطاجيكستان شهدت تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، ولكن لا تزال هناك إمكانيات كثيرة لتوسيع وتعميق التعاون. وبفضل الروابط التاريخية والثقافية القوية، نحن اليوم في وضع يمكننا من الارتقاء بعلاقاتنا إلى مستوى من الاستقرار والتنمية ليس فقط لصالح البلدين، ولكن أيضا لصالح الاستقرار والازدهار الإقليميين. لقد كانت لطاجيكستان دائما مكانة خاصة لدى حكومة وشعب إيران، والجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لاستخدام كافة القدرات المتاحة لتطوير وتعميق هذه العلاقة.
وستظل إيران دائمًا صديقًا ورفيقًا لطاجيكستان.
/انتهى/