لخّص الباحث في الشؤون العسكرية، الأستاذ وليد صالح، أهمية عملية حزب الله الأخيرة التي استهدفت لواء "غولاني" في عدة بنود هامة، مؤكداً أن "هذه العملية لن تكون الاخيرة بل ستكون رقم ضمن سلسلة عمليات معقدة كبيرة وصغيره ستنفذها المقاومة ضد العدو على المدى الطويل حتى انهياره".

وكالة مهر للأنباء_ وليد صالح: استهدفت المقاومة الاسلامية الاحد 13\10\2024 معسكر تدريب لواء غولاني في "بنيامينا" جنوب حيفا خلفت عشرات القتلى والجرحى للعدو وذلك في يوم يعتبر الاكثر ضراوةً من قبل المقاومة في تاريخ الحرب حيث نفذت المقاومة 38 عملية خلال 24 ساعة، ويمكن وضع عدد من الملاحظات حول عملية المقاومة النوعية:
1- جاءت العملية بعد 6 أيام من بيان غرفة عمليات المقاومة الصادر يوم الثلاثاء 8\10\2024 وتنفيذا للتهديد القوي الذي تضمنه في الفقرة الثالثة منه "إن المقاومة الاسلامية ترى وتسمع حيث لايتوقع هذا العدو، ويدها قادرة أن تطال حيث تريد في فلسطين المحتلة...".

2- العملية كانت رد على استهداف العدو لاحياء سكنية في بيروت وبالتالي تثبيت قدرة المقاومة على الرد المناسب لاي عملية اجرامية للعدو.

3- العملية هي استهداف لموقع عسكري وليس مدني وهذا يعني ان المقاومة الاسلامية ( حزب الله ) مازال يسير وفق خطته في الاستنزاف العسكري الطويل لقوى العدو وخصوصا القوى البشرية.

4- لم ترد المقاومة الاسلامية ( حزب الله ) حتى الآن على اغتيال سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله ( رحمه الله ) وبالتالي مازال الحساب مفتوحا على عمليات أثقل نوعا وكما.

5- اتبعت المقاومة تكتيك الاشغال لدفاعات العدو بالصواريخ وبالتزامن مع عملية الإشغال اطلقت أسراب متنوعة من الطيران المسير بعضها يستخدم لاول مرة تمكنت هذه الطائرات من اختراق دفاعات العدو الجوية دون اكتشافها ووصلت الى هدفها في الوقت المحدد الذي هو وقت عشاء جنود وضباط العدو.

6- العملية تؤكد القدرة الاستخبارية والاستطلاعية المتقدمة للمقاومة (خصوصا معرفة المقاومة بجدول تحركات جنود العدو داخل مواقعه وثكناته) وتعني ان بنك أهداف المقاومة غني وسوف تستخدم المقاومة هذا البنك بالتقسيط على امتداد حرب الاستنزاف الطويلة بما يحقق استراتيجية الحزب التي رسمها سماحة السيد في اول الحرب " النصر بالنقاط" وفي المقابل فان العدو استنزف غالبية بنك اهدافه ولم يعد لديه اي مفاجأت سوف يحققها، كما اكدت العملية ان حزب الله امتص هجوم العدو الاسرائيلي العنيف بدءا من الهجوم الالكتروني ( ضربات البيجر ) واغتيال قائد المقاومة سماحة السيد وبدء الهجوم البري وهذا يعني امتلاك المقاومة لزمام الفعل في الصراع مع العدو.

7- بالتحليل فالاعتقاد ان حزب الله استخدم الصاروخ الروسي الغير موجه S-5 ( الذي استخدمه لاول مرة في شهر ايار 2024 في موقع المطلة ) الذي تم تصميمه وصناعته من قبل الاتحاد السوفيتي للخدمة في سلاح الجو الروسي وهو صاروخ اعمى مبني على الصاروخ الالماني R4M من عيار 55ملم الذي تم استخدامه من قبل الجيش النازي في الحرب العالمية الثانية، توجد للصاروخ عدة نسخ تتراوح في الطول من 0.9 متر الى 1.5 متر وعدة اوزان حسب النسخة ايضا تتراوح من 3.8 الى 6 كغ
برؤوس حربية متعددة منها الحراري و شديد الانفجار و الدخاني و الخارق للدروع بمدى من3.5 الى 4 كم، الصاروخ مخصص للاطلاق من منصات جوية عبر بودات محمولة جوا :
ORO-57K
يحمل البود 8 صواريخ

منصات الاطلاق Mig-19

UB-16-57
16 صاروخ

يحمل على الشهيرة Mig-21 و Mi-8 و Mi -17

UB-32
تحمل 32 صاروخ وهي الاكثر شهرة وانتشار حاليا ونشاهدها على اغلب المنصات الجوية القادرة على اطلاق صواريخ غير موجهة وهو البود الشهير من ليبيا والسودان الذي شوهد يستخدم كراجمة ارضية بعد تركيبه على شاحنة وفي اوكرانيا على عربة BMP. على الرغم ان الصاروخ غير موجه الا انه ينطلق في مسار مستقيم نحو الهدف ان تم توجيه مقدمة الطائرة نحو الهدف بشكل انقضاضي او مباشر.

9- بتحليل لمكان الانفجار والذي تم تسريب صور له يلاحظ عدم وجود تدمر او انهيار في الاجزاء المعروضة بالصور للسقف او الجدران ولايحظ تخريب في الطاولات والكراسي وهذا يعني انه تم اخفاء القسم المستهدف من الجدران بينما التخريب في الكراسي والطاولات بسبب اصابات جنود وضباط العدو.

8- اكدت العملية على فعالية منظومة السيطرة والقيادة لدى حزب الله حيث أظهرت العملية التنسيق العالي المستوى في التنسيق بين الضربة الصاروخية واستخدام الطيران المسير، خصوصا بعد تصريحات قيادات العدو عن القضاء على قيادة المقاومة خصوصا القيادة العسكرية العليا وايضا بعد اغتيال القائد محمد حسين سرور ( قائد الوحدة الجوية في الحزب ) في شهر أيلول، وضرب منظومة السيطرة والقيادة للمقاومة وتاكيد قيادة العدو على القضاء على اغلب سلاح حزب الله.

9- للعملية وقع نفسي ايجابي كبير على البيئة الحاضنة للمقاومة في محور المقاومة والمنطقة خصوصا المهجرون من جنوب لبنان نتيجة القصف الوحشي للعدو الاسرائيلي على القرى والبلدات، وجاءت العملية ايضا بعد نشر الخطاب المسجل لسماحة السيد الشهيد حسن نصر الله في رمزية واضحة لاستمرار المقاومة على النهج، وبالمقابل كان توقيت الضربة على العدو صعبا حيث جاءت في عيد الغفران مما يعزز من فعالية الحرب النفسية لضربات المقاومة على الجبهة الداخلية للعدو.

10- للعملية بعد اقليمي فهي جاءت بعد اعلان القيادة الامريكية عن نيتها ارسال منظومات ثاد للدفاع الصاروخي البالستي، وبعد اعلان قادة العدو عن نيتهم توجيه ضربة للجمهورية الاسلامية، وفعالية العملية تعني عدم قدرة الكيان على تحمل رد اقسى من الجمهورية الاسلامية وحلفائها من محور المقاومة.

ختاماً ان هذه العملية لن تكون الاخيرة بل ستكون رقم ضمن سلسلة عمليات معقدة كبيرة وصغيره ستنفذها المقاومة ضد العدو على المدى الطويل حتى انهياره.

/انتهى/