وأفادت وكالة مهر للانباء، انه دانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأربعاء، بأشدّ العبارات تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك التي زعمت فيها أنه "يمكن لإسرائيل قتل المدنيين في غزة لحماية نفسها".
وقالت حماس في بيانٍ لها إنّ "الحكومة الألمانية "لا تخجل من استهداف المدنيين والمستشفيات، ما دام هذا يوفّر الأمن لإسرائيل، وهذا جزءٌ من التزاماتها".
ووصفت حماس تصريحات بيربوك بـ"الوقحة"، مؤكدة أنّها انتهاكٌ واضحٌ وخطير لاتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية، واعتراف واضح وصريح بالمشاركة في دعم الاحتلال في عدوانه المتواصل، وغطاء لــ"جيش" الاحتلال الصهيونازي لارتكاب مزيد من جرائم الإبادة الجماعية ضدّ المدنيين العزَّل من الأطفال والنساء والمسنين والمرضى".
وعبّرت حماس عن بالغ استهجانها لهذا التصريح الذي يكشف عن "عقلية صهيونازية متجرّدة من كل القيم والمبادئ الإنسانية، ويفضح حقيقة الموقف الألماني الداعم والمشارك في جرائم التجويع والتعطيش والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وحمّلت حماس الحكومة الألمانية المسؤولية الكاملة عن عواقب التصريحات الخطيرة لوزيرة الخارجية الألمانية، وتداعياتها السياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية.
تصريحات ألمانيا "تجسيد للإرهاب"
من ناحيتها، دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأشد العبارات التصريحات "النازية والفاشية" الصادرة عن وزيرة خارجية ألمانيا والتي أجازت فيها للاحتلال الصهيوني قتل المدنيين الفلسطينيين في غزة بحجة "حماية نفسها".
ولفتت الجبهة الشعبية في بيانٍ لها إلى أنّ هذه التصريحات هي "تجسيد واضح لإرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه السلطات الرسمية الألمانية في دعمها العلني والوقح للاحتلال".
كما شددت على أنّ "ألمانيا لم تعد تخفي دعمها اللامحدود لجرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال، ومحاولة تبرير هذه الجرائم، بل تتبجح بأنها لن توقف تزويده بالسلاح، ما يجعلها شريكة مباشرة في الجرائم ضد الشعب الفلسطيني".
ووصفت الجبهة الشعبية موقف ألمانيا بالمخزي كونها تدعم جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزّة، موجهةً الدعوة إلى الأحرار والشرفاء في ألمانيا للتصدي بقوة لهذا الموقف الرسمي الألماني، وتنظيم حملة واسعة للتصدي للسياسات الألمانية الشريكة مع الاحتلال.
تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية "قمّة الإجرام والحقد والنازية"
بدورها، دانت لجان المقاومة في فلسطين تصريحات بيربوك، وقالت إنّها "تمثّل قمّة الإجرام والحقد والنازية الألمانية وانحيازاً فاضحاً وتبريراً للمجازر وحرب الإبادة والتطهير العرقي الذي تنفذه حكومة العدو الصهيوني بدعمٍ ومشاركة وغطاء غربي أميركي وأوروبي ونفاقٍ دولي كبير".
وأوضحت أنّ تصريحات الوزيرة الألمانية النازية تؤكد أنّ "الحرب التي تشن على الشعبين الفلسطيني واللبناني هي تجل واضح للفاشية والنازية لدول الغرب الظالم في حربها على الشعوب العربية والإسلامية"، داعيةً العرب إلى أن "يستفيقوا من غيبوبتهم ويتصدوا لهذه الأفكار المدمرة والتي تعيد إحياء النازية".
ودعا البيان "الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للتعبير عن الرفض والاستنكار والإدانة لتصريحات الوزيرة الألمانية عبر الخروج إلى الساحات وعقد الاعتصامات أمام السفارة الألمانية في العواصم والدول كافة".
"محكمة العدل": ألمانيا شريك في حرب الإبادة
من جانبها، دعت محكمة العدل الدولية إلى اتخاذ تصريح وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك دليلاً إضافياً على مشاركة حكومتها في حرب الإبادة الجماعية.
وطالبت المحكمة الحكومة الألمانية بالتراجع عن رفضها الدعوى التي رفعتها نيكاراغوا ضدها، بتهمة انتهاك اتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية بتزويدها الاحتلال الإسرائيلي بأسلحة يستخدمها في عدوانه المتواصل على قطاع غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والبدء الفوري في اتخاذ إجراءات طارئة لإجبار ألمانيا على وقف صادرات أسلحتها إلى "إسرائيل".
وفي وقتٍ سابق اليوم، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أنّ تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية تمثّل تبريراً خطيراً لاستهداف المواقع المدنية بحجّة وجود عناصر مسلحة في هذه المواقع، وتغطي على جرائم الاحتلال الذي يستهدف المدنيين، وتوفّر مبرّراً غير أخلاقي للهجمات العشوائية التي تُزهق أرواح الأبرياء وتُدمّر البنية التحتية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات والمنازل.
ومساء أمس، زعمت وزيرة الخارجية الألمانية بأنّ "لإسرائيل الحق في قتل المدنيين بقصف المناطق التي يعيشون فيها، إذا كانت تحتوي على مسلحين"، مؤكدة أنّ "أمن إسرائيل جزء من مصلحة برلين" بصرف النظر عمن يتولى السلطة في ألمانيا.