أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله، سماحة الشيخ "د.علي جابر" أن الكيان الصهيوني وأمريكا يسعون من خلال الحرب على لبنان إلى فصل مسار لبنان عن موضوع غزة، ويقصدون من ذلك تفكيك المحور، ولذلك هناك حرص وتأكيد من قيادة حزب الله على وحدة الموقف والمسار بين لبنان وفلسطين.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: نَحْنُ أَمَامَ عَدوٍّ مُتفلِّت وَحْشَ مفترس ومَسْعورٍ مدمن للإِبَادَةِ وللمَجازِرِ، اي الكيان المؤقت وأمريكا الشيطان الأكبر، هذا العدو يقف أَمَامَ مِحْوَرِ المُقاوَمَةِ والْإِنْسانيَّةِ والْحَقِّ المَشْروعِ.

لذا نشهد ترهيبًا أميركيًا "وإسرائيليًا" ضدّ كلّ من يؤيد المقاومة في لبنان، ولكن مشروع المقاومة باقٍ مع جميع الشرفاء والأحرار في هذه المنطقة. وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وهذا ما أكده نائب الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ "نعيم قاسم" في خطابه الأخير، حيث أكد على صلابة موقف الحزب على خطى سيد الشهداء سماحة السيد حسن نصر الله.

مواضيع متنوعة ناقشتها مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، في حوار خاص مع عضو المجلس المركزي في حزب الله، سماحة الشيخ الدكتور "علي جابر"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

في اطلالته الثالثة، اكد سماحة الشيخ نعيم قاسم صلابة موقف الحزب والمقاومة على خطى سيد الشهداء في هذا العصر سماحة السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه. كيف بدا لك خطاب نائب الامين العام الاخير .. وما هي خلفيات القوة والصرامة التي ظهرت فيه ؟

أولا لابد من تقديم التعزية باستشهاد سيد الشهداء على الطريق القدس سماحة العلامة المجاهد القائد السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه)، ليست هي المرة الأولى التي يواجه فيها حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان امتحانا صعبا، على مستوى فقد القائد، فقد حصل ذلك في العام 1992 مع استشهاد العلامة المجاهد سماحة السيد عباس الموسوي( رضوان الله تعالى عليه) بالتأكيد ان الفقد هذه المرة كان أشد ايلاما بالنظر الى المكانه الكبيرة لسماحة السيد نصر الله ليس فقط على مستوى لبنان ولكن على مستوى المنطقه والعالم الإسلامي، في كل الاحوال حزب الله بتجربته الجهادية أصبح اكثر تنظيما وصلابة وقدرةعلى تحمل الخطوب والامتحانات الصعبة، وهذا ما شاهدناه بعد استشهاد سماحة الأمين العام وأيضا مجموعه كبيره من القيادات الجهاديه من الصف الأول، في هذا الموقف كان خطاب سماحة نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم (حفظه المولى) قوياً يحمل هذا العنفوان، هذه الصلابه، هذا البناء الجهادي والمؤمن الذي ترسخ عبر السنوات الطويلة، ولذلك كان هذا الخطاب على خلاف ما كان يتوهمه الأعداء من أن حزب الله قد تلقى الضربة القاسية التي لم يقدر بعدها على الوقوف وعلى النهوض من جديد، جاء خطاب سماحة نائب الأمين العام لينفي كل هذه الأوهام، ويؤكد أن حزب الله والمقاومة الإسلاميه في لبنان قادرة على أن تتجاوز هذا الامتحان الكبير بإذن الله تعالى.

معادلة الايلام التي تحدث عنها سماحة الشيخ نعيم قاسم فاجأت العدو واذنابه في الداخل ولكنها استجابت لأحاسيس حاضنة المقاومة وداعميها، فماذا تعني هذه المعادلة، وهل باستطاعة المقاومة ترجمتها ميدانيا؟

بالطبع بعد ان تجاوزت المقاومة الإسلامية في المرحلة الأولى الصدمه الأولى كما يمكن ان نسميها، واستطاعت أن تتماسك وأن تثبت حضورها مجدداً من خلال الرد على الاعتداءات الصهيونية، الآن هي انتقلت الى مرحلة جديدة كما تحدث سماحة نائب الأمين العام بأن المقاومة هي في مرحلة (معادلة الايلام) والإمساك بالمبادرة في المواجهة مع العدو الصهيوني ومع اذنابه... وإن كان الآن الاهتمام الأساسي بطبيعة الحال هو مع العدو الصهيوني، لكن هذا الكلام شكل صدمة بلا شك للعدو، وللمراهنين على العدو في الداخل ممن رفعوا عقيرتهم عبر المنابر الإعلامية وبداوا الحديث عن مرحلة ما بعد حزب الله أو ما سمي باليوم التالي، تشبيها أو أخذًا بنفس الكلام والصياغه فيما يتعلق بغزة، لكن هذه المعادلة الجديدة فاجأت العدو وفاجأ ت هؤلاء الاذناب وادركوا على كل حال بأن المقاومه اصلب مما كانوا يعتقدون، وأنها أيضا تمتلك المرونه اللازمة والكافيه للتكيف مع المتغيرات الحاصلة، وفعلا يمكننا أن نقول أن هذه المعادلة قد بدأت في التطبيق، نعم المقاومه قادرة على ترجمتها ميدانيا وبدأت من خلال عمليه بنيامينا عبر الطائره المسيرة، وهذه الضربة النوعيه في قوة "الايكوز"التي تعتبر هي قوة النخبة في الجيش الصهيوني، هذا إن دل على شيء فانما يدل نعم ان المقاومة قادة على ان توجه الضربات المؤلمه للعدو وان تقلب المعادلات رأسا على عقب ان شاء الله. في كل الأحوال المقاومة أعتقد انها تمتلك من المفاجات التي أعدها سماحة السيد القائد الشهيد السيد نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) ما يكفي لترسيخ هذه المعادله ان شاء الله.

الشيخ نعيم قاسم اعاد الكرة الى الملعب الاميركي واعوانه الذين روّجوا لفرضية وقف النار في لبنان فقط وفك التلاحم مع غزة بتأكيده ان من المستحيل فك الارتباط بين لبنان وفلسطين بل بين المنطقة والقضية الفلسطينية، فلمن بتقديرك وجهت هذه الرسائل؟ وكيف ستؤثر على المسار السياسي الذي يحاول البعض العمل عليه ؟

أحد الأهداف الأمريكية والصهيونية للحرب على لبنان هي أولا ضرب القدرات العسكرية لحزب الله، وللمقاومة الإسلامية، ومن جهة أخرى فصل مسار لبنان عن موضوع غزة. بالتأكيد أن هذا الامر يقصدون منه تفكيك المحور لأن إخراج لبنان من معادله الصراع وترك غزة منفردة هو عمليا ضربة لوحدة الساحات وللمحور الذي يمتد من الجمهورية الإسلامية الى فلسطين، لذلك هناك حرص وتأكيد من قيادة حزب الله على وحدة الموقف والمسار بين لبنان وفلسطين، وبالتالي إفشال هذا الهدف والحفاظ على محورية المقاومة في المنطقة ووحدة الساحات فيها ،والذي يجعل العدو ضعيفا وغير قادر على المواجهة الفعلية، أعتقد هذا الموقف كافي للتعبير عن أن المقاومة لا زالت على قوتها ليس فقط الميدانية وانما السياسية أيضا، اما فيما يتعلق بتأثير ذلك على المسار السياسي فهذا يعني أننا لن نكون امام اي عملية تفاوض غير مباشرة بطبيعة الحال الا وفق وحدة هذا المسار (ان شاء الله تعالى).

"اسرائيل" هي الخطر على عموم المنطقة، وهي تستهدف الجميع حتى من يجلسون على مقاعد المتفرجين اليوم، هذا ما اراد الشيخ نعيم قاسم ايصاله للجميع، فهل تعتقد ان هذه الصورة بدأت تتضح للشعوب والحكومات العربية ؟ وما هي المصاديق التي استند عليها الشيخ لتعميم هذه الحقيقة ؟

من المؤلم بالتأكيد انه بعد مرور سنة ونيف على هذه الحرب المجرمة التي يشنها الكيان الغاصب على غزة وعلى لبنان أيضا، أن الكثيرون في العالم العربي والإسلامي يجلسون في مقاعد المتفرجين، وكأن هذا الأمر لا يعنيهم أو انهم يشاهدون مشهدا خارج ساحة الأمة، لا يتحملون اتجاهه اية مسؤولية، المشكله ليست في اتضاح الصورة، بالتأكيد أن صوره الخطر الصهيوني على كل المنطقة هي واضحة عند الشعوب العربية والإسلامية، وعند الحكومات أيضا، المشكلة هي في الارادة والعزيمة لإعلاء الصوت ورفع الأيدي وتقديم كل الدعم اللازم للمقاومة في لبنان وفلسطين خاصة من أجل مواجهة هذا العدوان. لا نعلم متى ستكون هناك يقظة حقيقية عند شعوب أمتنا، ونحن نواجه كل هذه الأخطار والتحديات، طبعا المصاديق والشواهد على هذه الحقيقة كثيرة تحدث عنها سماحة نائب الأمين العام في التهديدات التي يمثلها الكيان الصهيوني، وأن مشروعه لا ينحصر في غزة بل يتعدى الى لبنان الى سوريا الى الأردن الى مصر، هناك توسع من جديد في الفكر الصهيوني وهو يجد كل هذا الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إعاده مشروع (حدودك يا "إسرائيل" من الفرات الى النيل) هذا أمر يبدو جليا وهو من المصاديق الواضحة على هذه الحقيقة.

"ليس لإيران مشروع في المنطقة بل هناك مشروع او قضية فلسطينية وايران تدعمه ايمانا وتضحية، ومعها كل محور المقاومة" لماذا ركز سماحة الشيخ على هذه الفكرة؟ وهل تعتبر مسألة "ايران فوبيا" جزءا من المشروع الصهيوني ؟

في الواقع ان القوى المعادية للجمهوريه الإسلامية في إيران روجت لمقولة ان هناك اطماع إيرانية في المنطقة، وتحدثوا كثيرا عن المشروع الصفوي إذا كنتم تتذكرون في الأشهر المديده الماضية، وأن هناك اطماع إيرانية في منطقة الخليج وصولا الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، أرادوا من خلال هذا التمويه والتحريف للبوصلة صرف النظر عن الكيان الصهيوني الغاصب وعن القضية الفلسطينية وما تمثله في وجدان الأمة بطبيعة الحال، في الواقع هذا ما عبر عنه سماحة نائب الأمين العام عندما قال بأنه ليس لإيران مشروع في المنطقة، أنما مشروعها هو قضية فلسطين وهذه الحقيقة قضية فلسطين هي هم إيران وهي هم كل قوى المقاومة في المحور وينبغي ان تكون هم كل الشعوب العربية والإسلامية، ولذلك جرى التركيز من سماحه الشيخ على هذه الفكرو لاسقاط هذه الدعاية المعادية، ما يمكن ان نقول عنها الرواية الكاذبة التي قدمتها الأبواق الاعلاميه المعادية للجمهورية الإسلامية وبالتالي،الحديث عن إيران فوبيا بدل الحديث عن المشروع الصهيوني حقيقة، لابد من ان يكون للأحداث الجارية الآن والمواجهات البطولية التي يخوضها المقاومون في فلسطين ولبنان وبدعم الجمهورية الإسلامية ومواقفها الثابتة والواضحة دون اية شروط على قوى المقاومة في المنطقة أن توضح هذا الموقف أكثر فاكثر (ان شاء الله).

/انتهى/