اعتبر وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي بأن المنطقة اصبحت بمثابة برميل بارود وان احتمالية الحرب في المنطقة امر جدي ولا أحد في المنطقة يريد هذا الوضع سوى الكيان الصهيوني.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي اعرب خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، اعرب عن سروره وارتياحه للتواجد في تركيا للتباحث وتبادل الاراء حول مستجدات المنطقة، معتبرا تركيا وإيران دولتان مهمتان في العالم الإسلامي وتربطهما علاقات ودية عبر التاريخ، ومن خلال التعاون يمكنهما لعب دور فعال في السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.

و بالاشارة الى المفاوضات الهامة بصيغة 3+3 بشأن القوقاز،اوضح عراقجي بأنه تم يوم امس عقد اجتماع بنجاح جنوب القوقاز الثاني بعد الاجتماع الأول في طهران ، واضاف انه وتأكيدا على السلام والاستقرار في القوقاز، اعتبر المشاركون أن تحقيق السلام مظهرا من مظاهر التعاون بين دول المنطقة وأعربوا عن معارضتهم لوجود قوات من خارج المنطقة.

واضاف وزير الخارجية الايراني بانه تم عقد اجتماعات ثنائية منفصلة ومثمرة للغاية مع الرئيس التركي اردوغان ونظيره التركي هاكان فيدان لافتا الى انه خلال المناقشات تم التأكيد على تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، وتم ترتيب جداول أعمال مهمة بين الجانبين.

كما اوضح عراقجي بأن الطرفين ناقشا امورا ذات اهتمام مشترك منها مكافحة الإرهاب التي تعد مشكلة لكلا الجانبين، وضمان أمن الحدود، والقضايا البيئية، وزيادة التعاون في مجال الطاقة والاستثمار المشترك، وتعزيز الروابط المصرفية والسياحية، فضلا عن الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وافاد وزير الخارجية الايراني بأنه تم اختيار عام 2025 ليكون العام الثقافي للجانبين، وبأن هناك خطط مختلفة لذلك، مؤكدا على انه يمكن تعزيز العلاقات الثنائية وتوطيدها باعتبار ان إيران وتركيا دولتين لهما ثقافات قديمة.

كما اوضح وزير الخارجية الايراني بأنه لدى إيران وتركيا أهداف ومصالح وتهديدات مشتركة، وكلا البلدين مصممان على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي، وسيتم مواصلة هذا الطريق.

وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، صرح عراقجي بأنه خلال محادثاته مع الجانب التركي تم مناقشة استمرار جرائم الكيان الصهيوني ونهج هذا الكيان لتوسيع الحرب في المنطقة، لافتا الى ان هذا الامر لا تقبله أي جهة في هذه المنطقة، ويرى البلدان أن الإبادة الجماعية في غزة والجرائم في لبنان يجب أن تتوقف فورا، ويجب على جميع الدول الإسلامية استخدام كل إمكاناتها لوقف الكيان الإسرائيلي.

ورأى عراقجي بأن المنطقة اصبحت بمثابة برميل بارود وهو ما يمكن أن يعرض العالم لخطر جدي وان احتمالية الحرب في المنطقة امر جدي ولا أحد في المنطقة يريد هذا الوضع سوى الكيان الصهيوني لكن ايران جاهزة لأي سيناريو.

كما ذكّر وزير الخارجية الايراني بأن الكيان الصهيوني هو أهم مصدر لانعدام الأمن في العالم، ولم تتمكن الآليات الدولية من وقف هذه الجرائم، ودعم أمريكا لها جعل مسؤولي الكيان الصهيوني ونتنياهو أكثر وقاحة واستبدادا، لافتا الى أن هذا الكيان لا حدود له في انتهاك الأنظمة الدولية،مؤكدا على ضرورة وقف الحرب وإرسال المساعدات الإنسانية.

هذا وقد ادان عراقجي اغتيال الشهيد السنوار، مؤكدا على ان استشهاده لايخلق أي خلل في مقاومة ونضال الشعب الفلسطيني، بل يمنحه المزيد من الحافز والسرعة،معربا عن تعازيه للشعب الفلسطيني بهذه الاستشهاد.

واعتبر وزير الخارجية الايراني بأن حركة حماس حقيقة واقعية لا يمكن إنكارها في فلسطين، فبعد مرور عام على جرائم الصهاينة في غزة وتدمير جميع المباني تقريبا واستشهاد أكثر من 50 ألف شخص وكل القضايا المطروحة على أنها إبادة جماعية في العالم، لا تزال حماس صامدة وبالتالي لا يمكن القضاء على حماس وهي مستمرة في حركتها.

كما بيّن عراقجي على ان محادثاته في المنطقة والان في تركيا تظهر التضامن الكامل بين دول المنطقة مع الشعب الفلسطيني وقضيته،بحيث ان هذه الدول ادانت بشكل كاملة جرائم الكيان الصهيوني، وترى انه من الضروري وقف جرائمه في غزة ولبنان. كما ابدت قلقها من تزايد التوتر والحرب في المنطقة.

وفي الاشارة الى ان ايران لاتريد زيادة التوتر وتسعى لوقف إطلاق النار وهي ايضا مستعدة لأي سيناريو ، بيّن عراقجي بأن وقف اطلاق النار هو ايضا مطلب إقليمي، واعربت جميع الدول الواقعة جغرافيا بين ايران والكيان الصهيوني عن عدم سماحها باستخدام أراضيها ضد إيران، واضاف انه يجري أيضا التخطيط لقمة منظمة التعاون الإسلامي.

وبدوره افاد وزير الخارجية التركية عن اجراء يوم امس مناقشات مهمة بخصوص جنوب القوقاز،مقدرا زيارة عراقجي الى تركيا ومعربا عن ارتياحه وسروره برسائل إيران بشأن تطوير العلاقات الثنائية والإقليمية، لأن الجانبين دولتان عريقتان في المنطقة ومن بين أهدافهما السلام والاستقرار الإقليميين.

واضاف فيدان بانه تم مناقشة العلاقات الثنائية وزيادة التفاعلات التجارية بين الجانبين، معربا استعداد تركيا لتوطيد وتعزيز هذه العلاقات لافتا الى انه تقرر إنشاء معابر جديدة بين الجانبين في اجتماع الرئيس التركي يوم امس مع وزير الخارجية الايراني.

كما اشار وزير الخارجية التركي الى اهمية تطوير الجمارك والنقل بين الجانبين ، مشيرا الى ضرورة تفعيل التعاون المشترك وزيادة وتيرته في مجال مكافحة الإرهاب .

وبالاشارة الى موافقة بلاده على الاستخدام السلمي للصناعة النووية،لفت فيدان الى انه تم التباحث اليوم أيضا حول القضايا الإقليمية ومنها جرائم الحرب الصهيونية في لبنان وفلسطين، ومحاولة نتنياهو جر إيران الى الحرب وتهديده بالتعرص الى المنشآت النووية الإيرانية واجبار إيران على الرد على هذه الانتهاكات .

وختم وزير الخارجية التركي مؤكدا على ضرورة ان يكف الكيان الصهيوني عن استخدام خطابه التهديدي لأن ذلك من شأنه زيادة توتر المنطقة، مضيفا بأن تركيا لا نريد الحرب وعليها ضبط النفس وتسعى لوقف إطلاق النار في المنطقة ، موضحا بأنه يجب إعلان الهدنة في غزة وعلى الكيان الاسرائيلي أن يتخلى عن أي تهديد أو عدوان.

/انتهى/