صرح الناقد والإعلامي "أ.جهاد أيوب" أن "النظام العربي أسقط النخوة العربية والإسلامية، وتفوق في تنفيذ طلبات وشروط أميركا وإسرائيل الشيطانية، واليوم نعيش التخدير في شرفنا، والفوضى في وجودنا، وقتل الإنسان فينا دون أن نشعر ونحس".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: نحن أمام لحظة تاريخيّة مفصلية، تتطلب من أحرار العالم أن يتحركوا فوراً لوقف هذه الإبادة الجماعية، وألا يظلوا أسرى الأوهام الدبلوماسية الفارغة، أو الأكاذيب.

هذا الصمت العالمي على ما يرتكبه هذا الكيان الصهيوني النازي الإرهابي يشكل وصمة عار على كل من يشاهد هذه المحرقه والابادة الوحشية والتطهير العرقي.

لم نشاهد الهولوكوست الكاذبة والتي خدعوا فيها العالم وهي بالتالي اكذوبة موجودة فقط في عقول النازيين الصهاينه وبعض المطبعين والمخدوعين بهذا الفيلم الصهيوني لكن في قطاع غزة هناك هولوكوست حقيقية تنقل على الهواء مباشرة وتباد عائلات وتحرق خيم تضم نازحين، وتدمر بيوت على رؤوس قاطنيها، ورغم كل هذا لا عين ترى ولا اذن تسمع على صعيد العالم ما يقوم به العدو.

كل هذا يجري في ظل صمت على المستوى السياسي العربي _إلا من رحم ربي_ وكأنهم بمنأى عما يحصل وكأن الكيان الصهيوني لاينوي أن يلتهم البلاد العربية ضمن ما يسمى زوراً وبهتاناً "إسرائيل الكبرى".

عناوين متنوعة، ناقشتها مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، مع الناقد والاعلامي الاستاذ جهاد أيوب، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

اكثر من عام مر على ابشع عدوان يتعرض له شعب في التاريخ، والمظلومية الاكثر وضوحا وتجري وقائعها على الشاشات، ومع ذلك لا تزال ردود الفعل العربية سلبية وكأنهم يغطون في نوم عميق، كيف ينظر النظام السياسي العربي الى هذه المأساة التاريخية؟ ولماذا يتعاملون بهذه اللامبالاة مع مأساة انسانية وتهديد سياسي حقيقي للمنطقة ؟

منذ عشرات السنين صرخنا وكتبنا أن النظام العربي يعمل على تخدير الشعوب العربية من خلال خطة مدروسة ومحكمة انطلقت من سياسة الإعلام واللهو بالفن، غيبوا المثقف العربي، والمثقف العربي أراد تقليد ابن الحاكم فتاه بين الضوء والسيارة والقصر والسهر الرخيص، وقضوا على المسرح وكل ما هو هادف في الفكر والفن، واشعلوا هماسة في تقليد الغربي بكل تناقضاته، وشجعوا على التعصب في الرياضة خاصة ( كرة القدم ) حتى التشجيع على المشاكل من حولها. لقد سرق النظام العربي الشارع العربي إلى " أنا أولاً وإلى المجهول" من خلال خطة صهيونية ادارتها أميركا بشيطنة ونفذها النظام الحاكم بحرفنة فكانت النتيجة التي نعيشها، وها نحن نعاني من هذه الخطة...!
نحن اليوم نعيش في أسوأ مراحل انسلاخنا الإنساني والقومي والعلاقات الإجتماعية، نعيش فوضى الانتماء وعدم الشعور بوجع الذات، لقد تفوق النظام العربي بزرع هزيمة داخلية إرضاء للعم سام وللصهيونية العالمية، إن الفراغ يحكمنا، واللا ثقافة بالإنسان والفكر تسجننا، وعدم تحمل المسؤولية شعارنا، وقتل الذات غايتنا!
نعيش أبشع معنى الحياة حيث تمكن النظام العربي أن يجعل المواطن العربي يجلس خلف شاشة كبيرة في بيته ويدخن الاركيلة ويأكل الذ الطعام ويشاهد دمار منازلنا، وانهيار بلادنا، ويتمتع بموتنا، ويضحك كلما قصفتنا إسرائيل بسلاح أميركي ممول من النظام العربي!
والعجيب أن التظاهرات انتشرت ورفع الصوت عالياً في غالبية الشارع الغربي بينما الشارع العربي مغيب، ومتخم من الأكل والمشاهدة، ولا يعرف أن يتحرك أو يقول رأيه، ربما حفلات الغناء والرقص وكرة القدم جعلته من غير قيمة وشبه مخدر، ولن يفيق إلا إذا بدأت "إسرائيل" بجلده هذا إذا فاق من غيبوبته، والتاريخ سيكتب أن نظام العرب خان العرب، والعرب غدروا بالعرب، والعرب ساهموا بذبح العرب، والنظام العربي حرم الحديث عن دماء فلسطين ولبنان وسجن كل من يرفع رايتهما، وجعل دمار بلادنا مجرد لعبة أطفال بحجة حب الحياة وأنا أولاً!

لقد أسقط النظام العربي النخوة العربية والإسلامية، وتفوق في تنفيذ طلبات وشروط أميركا وإسرائيل الشيطانية، واليوم نعيش التخدير في شرفنا، والفوضى في وجودنا، وقتل الإنسان فينا دون أن نشعر ونحس، ونذهب إلى الصلاة ونحن سكارى بالطبع ليس الكل، فمن تمسك بالمقاومة خرج عنهم وليس من ملتهم وهو المنتصر بعون الله!

اذا تكلمنا عن الحكام فربما نجد اسبابا تتعلق بكراسيهم وخوفهم من العصا الاميركية او ربما لالتزامات وارتهانات تصل الى حد العمالة، ولكن ماذا عن الشعوب العربية؟ لماذا تبلد شعورها الى هذا الحد ولماذا باتت عاجزة حتى عن التظاهر وابداء الرأي وهذا هو الحد الادنى ؟

قلنا أن الشعوب العربية أصبحت مخدرة بفضل النظام العربي المحكوم بالخطط الصهيونية والأوامر الأميركية، نحن اليوم نعيش أبشع مرحلة في تاريخ الشعوب العربية، ومؤسف لا حيل فيها، ولا تستطيع أن تدافع عن وجودها وشرفها، إنها مغرقة بالملذات الدنياوية، واخطر ما فيها بانها تشاهد أهلها يموتون ويذبحون ولا تحرك ساكناً، والتعصب لحاكمها وزعيمها الذي وضعها في الهاوية لا يصدق، ويقاتلون لأجله، ولكنهم لا يقاتلون لأجل الله.

لقد أصبح الشارع العربي بنظرة الحق والحقيقة مجرد علكة فارغة، وينظر إليه من قبل الغربي على إنه تافه وشريك بالجريمة، وسيكتب التاريخ أن الشعب العربي شارك بقتل الشعب العربي، ولن يرحمه التاريخ!

نحن اليوم في مفرق طريق وعليك الاختيار إما مع وطنك وارضك وشرفك والله، وإما مع الشيطان ومع المجرم والقاتل عدو الله، عليك الاختيار وبسرعة لأن وعد الله أقرب من حبل الوريد ولن يرحمك!

أمة لا تعرف الاختيار بين الحق والباطل، ولا تميز بين شرفها وعرضها ولذاتها هي أمة لن يكتب لها النجاح ولن يحترمها العالم والتاريخ حتى لو كان حكامها من الأثرياء!

بعض المراقبين رأى ان بعض الاعلام العربي بات يسبق الصهاينة في الفجور والامعان في معركة التيئيس والتضليل للشعوب العربية! فهل ترون ان ذلك عمى سياسي وارتهان للوصاية الخارجية؟ ام انه يعمل وفق اجندة اعدته لها الانظمة العربية التي سخرته لخدمة مشاريع التطبيع والخيانة الوطنية ؟

الإعلام العربي وحتى الغربي بغالبيته المطلقة مرتهن للمشروع السياسي، ويتحرك ضمن سجون الإرهاب الأميركي وبالتمويل الأعرابي للأسف. نعم غالبية إعلامنا يعمل وفق أجندة خبيثة تنفذ بحرفنة عالية وبتقنيات حديثة وبعناصر فاقدة للوعي القومي والوطني والديني والإنساني، يعملون بحقد طائش على ذاتهم وشعبهم، وهذا الإعلام للأسف ممول من دول عربية همها المحافظة على عروش حكامها، ويعتقد الحكام أن الصلح مع الصهاينة يضمن استمرارية وجودهم!

الإعلام العربي اليوم هو فقط ينفذ ما يطلب منه من قبل الحاكم، والحاكم العربي يفعل ما تأمره به أميركا، وأميركا صنعت العصابة الصهيونية الإسرائيلية في المنطقة فتعمل على تحقيق رغباتها كي تبقى، وتسوقها في الإعلام على إنها الطفل الوديع بينما المقاوم هو الارهابي. للأسف الإعلام العربي لا يسمع ولا يشاهد بل ينفذ ما يطلب منه في الغرف السوداء التي يديرها ضباط صهاينة. إعلامنا ضدنا، وهو ضد نفسه وشعبه وبلاده، وغداً سيصاب بشيخوخة مبكرة حينما يكتشف انه كان مشاركاً بالجريمة، لذلك الممول العربي يسعى إلى صناعة النجوم في الإعلام، والغريب يأتي بأرخص الإعلاميين كرامة ويبرزهم كثرثارين فارغين!

إعلام العرب خواء يساهم في الجريمة، ومن كثرة الحقد على ذاته أصبح يصنع الجريمة ويسوق لها ويبررها. إعلام من غير أخلاق لا قيمة له حتى لو نجح مرحلياً، وإعلام لا يميز بين العدو والصديق بحجة الموضوعية هو إعلام صهيوني يعمل على قلب الحقائق، وهذا ما يحدث اليوم في غالبية الإعلام العربي والغربي وهذا الأخير مرهون لمصلحة الشيطان الأكبر أميركا، والعربي مجرد منفذ لخباثة أميركا وتسويقها، لذلك يسقط بسرعة، وينفذ دون وعي!.

في العمق لا يمكن الفصل بين الشكل والمضمون، حيث ان التعابير التي نستخدمها تكشف ابعادا ايديولوجية ومضامين فكرية وبعض وسائل الاعلام العربية المتصهينة تستخدم تعابير وضعها المستعمر الصهيوني والامبريالية ضد المجاهدين والمناضلين ضد الاحتلال، فهل يفعل هؤلاء ذلك جهلا ؟ ام انهم كما فعلت القناة السعودية ام بي سي تعمدت وصف قادة المقاومة ورموز مواجهة الاحتلال بالارهاب دون ان تهتم لمشاعر ملايين المسلمين والعرب التي تعبر هؤلاء الشهداء عناوين لكرامتها وانتصاراتها ؟

لا يخرج من إعلامنا العربي الممول أعرابياً أي كلمة، صورة، حكاية، دون قصد وتعمد، إعلامنا وتحديداً الممول من السعودية والإمارات هو شريك في تزوير الحقيقة، وهو فاعل في الجريمة يذبحنا ويتعمد اغتيالنا، ولا يعرف غير الحقد علينا!
إن المصطلحات الايديولوجية التي تستخدمها وسائل إعلام عربية مطبعة مع الكيان لا تخرج من فراغ، وليست عفوية، بل طالعة من مختبر صهيوني لأجل تزوير حقيقة المجاهدين، وما فعلته مثلاً قناة MBC والحدث وسكاي نيوز( كلها تابعة للمختبر السعودي) حينما استشهد القائد يحيى السنوار واقفاً أكبر دليل على وجودها التزويري، وعملها من أجل تشويه سمعة المقاومين والمناضلين، ويفبركون حكايات واخبار ومواقف خيالية عنهم كما فعلوا مع الشهيد إسماعيل هنية!

إن هذه القنوات الممولة سعودياً واماراتياً وإسرائيلياً يضاف إليها MTV المنطلقة من لبنان وهي ضد لبنان وبعض القنوات العربية واللبنانية تشكل الجبهة الأولى في صراعنا ضد الباطل، هي أكثر عداوة على المقاومة من الإعلام الصهيوني، وهي التي تفتك بسمعة رجال الله وبدمهم حقداً همجياً يصدم الأميركي ذاته لهذا الاندفاع في خيانة الذات. تصرفات لا تعرف اسباب حقدها إلا من خلال أن من يشغلها يستعبدها، ومن يشغل مشغلها هو يستعبدها حتى النخاع لكونه يحقد على دينها ويطمع بسرقة خيرات أرضها!

مؤسف النظام العربي في هذه المرحلة لا يميز بين العدو والصديق، ولا يعرف الحق من الباطل، ولا يؤمن بدينه وأخلاق دينه. النظام العربي اليوم كسيارة كبيرة من غير سائق ويحركها الأميركي بالرمونت من البيت الأبيض!

والإعلام العربي بغالبيته اليوم وجد من أجل نشر فتنة بين العرب والمسلمين، وزرع فكرة الهزيمة الدائمة في مقاومة "إسرائيل" والمشروع الأميركي الشيطاني، وعدم الثقة بالذات العربية وبالفكر العربي وبالدين، والأهم تقديم صورة مشوهة تتناول كل التقاليد والعادات الإنسانية الفاضلة والغائها، وزرع مكانها ما هو شاذ ومنسوخ بشكل مشوه من أميركا، وأميركا محكومة من الشيطان، والشيطان يكمن في الكيان الصهيوني المؤقت!

نحن اليوم في أصعب واخطر مرحلة وجودية توازي الحرب العالمية، وإن هُزمنا ولن نُهزم تلاشت الاخلاق وضاعت بلادنا وتاه ديننا، وإن انتصرنا تحررت النفوس والروح والتراب والشجر والصخر والكرامات وعاد وهج كتاب الرحمن. نحن في أخطر مرحلة مصيرية وللأسف الإعلام شريك في ذبحنا.

ملاحظة: الآراء الواردة في المقابلة تعبّر عن أفكار ضيفنا العزيز وليس بالضرورة أن تكون وجهة نظر الوكالة

/انتهى/