وافادت وكالة مهر للأنباء، انه قال القائد العام لحرس الثوري الإيراني اليوم الاحد في كلمته في مراسم مسيرات اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار ويوم الطالب المدرسي: "اننا نعرف أمريكا من خلال الحروب التي أشعلتها في منطقة العالم الإسلامي بعد انتصار الثورة الإسلامية. في كل حرب، كانت طرفاً، والطرف الآخر كان المسلمون الذين جاؤوا للدفاع عن هويتهم واستقلالهم ووحدة أراضيهم. نحن نعرف أمريكا من خلال هزائمها، ومنها هزيمتها في حادثة طبس.
وأضاف اللواء سلامي: "نعرف أمريكا على حقيقتها في اثارة الفتن الدموية في العالم الإسلامي كما نعرفها بدعمها المطلق للكيان الصهيوني ومن خلال الانقلابات المخزية التي نفذتها حول العالم، ونعرفها من انقلاب 1953 الأمريكي في إيران، الذي كان بداية لفرض الهيمنة السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية الكاملة على الشعب الإيراني لمدة 25 عامًا".
وأشار اللواء سلامي إلى أن "نحن نعرف أمريكا من انقلابها في هايتي، والكونغو، وغواتيمالا، وتشيلي، والبرازيل، وفنزويلا. نعرفها من خلال دعمها وترويجها للأنظمة المستبدة العميلة حول العالم، من الفلبين إلى السودان إلى إيران وتشيلي والبرازيل والعديد من الدول الأخرى. إنها دولة لا تكتفي بحدودها الجغرافية، بل تتصور لنفسها خريطة سياسية تمتد عبر غالبية أجزاء الكرة الأرضية، وتسعى عبر الحروب والاحتلالات والاعتداءات إلى فرض إرادتها السياسية على الشعوب".
وشدد القائد العام لحرس الثورة: "نحن نعرف أمريكا من خلال قمعها للانتفاضات الشعبية في البلدان وفي مختلف أنحاء العالم. نعرفها من خلال الحروب التي شنتها في أفغانستان والعراق واليمن وليبيا، وفي شرق البحر المتوسط، ومن خلال هجومها على اليابان في الحرب العالمية الثانية"، مضيفا: "ظاهرة الإرهاب التكفيري وإثارة الفتن الدموية في العالم الإسلامي هما نتيجة لسياسات أمريكا. نعرفها بدعمها المطلق عسكرياً وسياسياً ونفسياً واقتصادياً للكيان الصهيوني. نعرفها من خلال القنابل التي تسقط ليلاً ونهاراً على رؤوس شعوب فلسطين ولبنان. نعرف أمريكا من خلال المجازر ضد السود في موطنهم، ومن خلال إبادة السكان الأصليين في داخل المجتمع الأمريكي. نعرف أمريكا من حادثة جورج فلويد، وهذه هي الصورة الحقيقية لأمريكا وشخصيتها الحقيقية".
وأشار إلى أن "النظام السياسي الأمريكي استخدم كل ما لديه من قدرات، وخبرات، وأدوات، واستراتيجيات وسياسات لمحاولة التغلب على الشعب الإيراني، لكن كل صفحات هذا التاريخ الممتد لـ 45 عاماً مليئة بالهزائم الواضحة لأمريكا؛ بدءاً من الانتصارات الواضحة للأمة الإسلامية والشعب الإيراني. واليوم، أمريكا هي من تشهد غروبها السياسي".
وصرح اللواء سلامي قائلاً: "منذ ولادة الثورة، تعيش أمريكا في حالة من التآكل التدريجي وانحسار قوتها. أركان قوة أمريكا بدأت بالانهيار، ولم تعد قادرة على فرض إرادتها السياسية على الشعوب والدول كما كانت تفعل في حقبة الحرب الباردة. أمريكا لم تعد قادرة على الانتصار في الحروب. العالم اليوم هو عالم إرادة الشعوب، وعالم يسيطر فيه أولئك الذين يقفون بإيمان وقلوب ثابتة ضد سياسات هذا النظام المستبد".
وأضاف القائد العام لحرس الثورة: "اليوم، اجتمعت بعض الدول الأوروبية وعدد من حلفاء أمريكا الإقليميين في تحالف حقيقي لإخضاع مجموعة صغيرة من الناس المحاصرين في شريط ضيق يُدعى غزة. لكن كل يوم، تضيء مشاعل المقاومة والثبات والإيمان في قلوب المجاهدين الفلسطينيين، موقدةً شرارات جديدة، وأملاً متجددًا في مسار المقاومة".
وأشار قائلاً: "حتى في هذا الميدان الصغير، تبدو أمريكا عاجزة أمام أيادي أطفال غزة الصغار. لا شيء في العالم اليوم يسير وفق الرغبات السياسية لأمريكا، وفي النهاية سيكون مصير هذه المنطقة بيد المسلمين".
وأكد اللواء سلامي: "لم يعد من الممكن لأمريكا أن تسيطر على العالم الإسلامي. فقد وجد رجال العالم الإسلامي ونساءه سعادتهم في ميادين الجهاد والشهادة، وفهموا أن التغلب على القوى الكبرى ليس بالأمر المستحيل. إن بعضاً من الصمود والثبات يمكن أن يجعل هذه القوى المادية الكبيرة تستسلم لإرادتهم، واليوم نحن نشهد تحقق هذا الواقع".
وأضاف قائلاً: "لقد أصبحت الشعوب المسلمة واعية، وشباب اليوم يضعون عصابات الجهاد على جباههم، وقد تعلموا معادلة الجهاد. انظروا إلى جنوب لبنان؛ حيث يواصل شباب حزب الله، بنفَسٍ عاشورائي، الطريق بعد الضربات القاسية التي وجهها الكيان الصهيوني، والتي ربما ظن البعض أنها ستنهي هذه الحركة الجهادية العظيمة. ولكن حزب الله اليوم حي، واثق، قوي، شجاع، ويغلق الطريق أمام الصهاينة".
وأكد سلامي: "حزب الله لا يكتفي بعدم الهزيمة، ببل هدفه هو دفن الكيان الصهيوني ومن يتبعه دوليًا في جنوب لبنان وفي فلسطين المحتلة، وقريبًا سيتحقق هذا المصير. الإسرائيليون والأمريكيون لا يمكنهم أن يضمنوا بقاءهم السياسي من خلال المجازر وقتل المسلمين. إنهم يتصرفون كأنظمة على وشك الانهيار، وعندما تقترب الأنظمة السياسية من الانهيار، تبدأ بالتصرف بشكل أعمى".
وقال القائد العام لحرس الثورة: "اليوم، الكيان الصهيوني أصبح نظامًا منعزلًا ومنبوذًا عالميًا. لا يجرؤ أي مسؤول من أي دولة معتبرة في العالم، باستثناء المسؤولين الأمريكيين، على دخول الأراضي المحتلة. هم معزولون، فلا رياضييهم ولا سياسييهم يستطيعون الظهور في أي مكان من العالم".
وتابع: "اليوم، المسؤولون الأمريكيون لا يستطيعون المرور عبر عاصمة أي دولة إسلامية، فالمسلمون سيبتلعونهم من الداخل. الأمريكيون والإسرائيليون اقتربوا من غروبهم. والمقاومة ستثبت فاعليتها في الوقت المناسب".
وأضاف اللواء سلامي: "هذه ساحة اختبار لتحمل أولئك الذين يعتمدون على الله ويهبون رؤوسهم في سبيله، ويقاتلون من أجل عزة الإسلام، ولا يخشون أسلحة الأعداء".
وقال: "ما لدى أعدائنا محدود وزائل؛ هذه الأجسام المادية لا يمكنها أن تكون نقطة ارتكاز لبقاء نظام سياسي. الإسرائيليون والأمريكيون زرعوا بذور الكراهية والغضب والحقد في قلوب وإيمان وصدور الشباب والأطفال المسلمين. هذه الأحقاد ستبقى أبد الدهر كسيوف مسلطة على أعداء الإسلام".
وتابع: "لا تظنوا أن هذه الكراهية المتراكمة ستبقى فقط في صدور شبابنا، بل ستتحول هذه الأحقاد إلى سلاح، إلى تنظيم، وإلى تكتيك. ولن يسمح المسلمون بعد الآن أن تُداس كرامتهم وعزتهم تحت أقدام الصهيونية وأمريكا".
وأكد اللواء سلامي: "نحن نحذرهم باستمرار أنه إذا لم يغيروا سلوكهم، فسيتجهون نحو الانهيار والزوال. هذه هي إرادة جميع الأمة الإسلامية، وهذه الإرادة ستسود تدريجيًا. لقد قطعنا جزءًا من الطريق، ونحن في منتصفه وسنواصل المسير بقوة. لن نتوقف لأن الجهاد هو مسارنا".
وأضاف: "لقد تعلمنا في الجهاد أن نصبح أقوياء. لدينا قوة لا تنضب تُدعى الإسلام، ونحن أقوياء ونعمل بإيمان وعقيدة راسخة. سنهزمهم في النهاية".
واختتم اللواء سلامي بقوله: "ليطمئنوا أن الشعب الإيراني العظيم قوي، واثق، لا نهاية له، مليء بالعطاء والحيوية. تستمد روح هذه الأمة إلهامها من شهدائها، من القرآن الكريم، ومن كلمات قائدها الحكيمة. لقد تعلمنا كيف نهزم أعداءنا".
/انتهى/