أكد الأمين العام لحركة عهد الله الاسلامية العراقية، السيد هاشم الحيدري ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تلعب الدور الأول في دعم القضية الفلسطينية، وهناك دول عربية لم تدعم فلسطين ولو برصاصة صغيرة.

وكالة مهر للأنباء- القسم الدولي: السيد هاشم الحيدري، الملقب بأبي باقر، هو النائب الثقافي للحشد الشعبي والأمين العام لحركة عهد الله الاسلامية العراقية، المعروف بـ "السيد حسن نصر الله العراقي". يؤكد في كلامه ولاءه لقائد الثورة الإسلامية وآية الله السيد علي السيستاني، ودفاعه عن الإسلام، واتباعه لسلطة العراق الشرعية وسلطته، والعداء للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ودعم قوات الحشد الشعبي العراقي. وجبهتي المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

وفي هذا السياق أجرت مراسلتنا السيدة "الناز رحمت نجاد" حواراً مع السيد هاشم الحيدري، الأمين العام لحركة عهد الله في العراق. في هذا الحوار تم التطرق الى تاريخ تشكيل حركات المقاومة العراقية، وأوضاع العراق وقت مواجهة داعش، وسبب تشكيل حركة عهدالله العراق وأهداف هذه الحركة، ودور العراق في دعم فلسطين، كما تم مناقشة نتائج الانتخابات الأمريكية في المنطقة وتأثيرها خاصة على العراق وأوضاع جبهة المقاومة فيما يتعلق بوحدة الساحات. وجاء نص الحوار كالتالي:

لنبدأ الحديث عن الوضع الداخلي في العراق. هناك العديد من جماعات المقاومة في العراق. هل هذه المجموعات المقاومة متماسكة ومتحدة؟ ما مدى انسجام الحكومة العراقية والشعب مع هذه الجماعات المقاومة؟

لقد كان تشكيل حركات المقاومة في العراق على مراحل. خلال تواجد الجيش الأمريكي في العراق، من عام 2003 إلى عام 2011، لم يكن هناك الكثير من مجموعات المقاومة. في ذلك الوقت، كان هناك العديد من جماعات المقاومة التي أبلت بلاءً حسناً ضد أمريكا. وبعد دخول داعش إلى العراق وسقوط مدينة الموصل وفتوى آية الله السيد علي السيستاني، تم تشكيل الحشد الشعبي المكون من فصائل المقاومة.

خلال الحرب مع داعش وحضور اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس،تم توزيع مهام فصائل المقاومة. على سبيل المثال، كانت تنتمي مجموعة معينة إلى تيار أيديولوجي معين، او مجموعة معينة كانت مسؤولة عن منطقة معينة في القتال ضد داعش. واختير لكل جماعة أمين عام مستقل في الداخل والخارج ومجاهدون. وجماعات المقاومة في زمن داعش كانت تعمل وفق فتوى آية الله السيستاني وجميعها تصدت لداعش. ومع مرور الوقت، شارك بعض أعضاء فصائل المقاومة في الانتخابات ودخلوا الحكومة والنظام السياسي. المقاومة هي القاسم المشترك بين كافة فصائل المقاومة العراقية. وفي الوقت نفسه، هناك خلافات سياسية بينهما. العديد من الأشخاص الذين دخلوا الحكومة عملوا في إطار التنسيق.

ما هو رأي المرجعية بشأن جماعات المقاومة؟

إن وجهة نظر المرجعية العراقية، وخاصة آية الله السيستاني، تأتي متناسبا للنظام السياسي والحكومة. ويرى آية الله السيستاني أنه لا يجوز استخدام السلاح خارج إطار الحكومة. إن استخدام الأسلحة دون إطار قانوني واجتماعي له عواقب؛ على سبيل المثال، لايجوز استخدام الأسلحة في عمليات انتقامية باسم فصائل المقاومة. في الجمهورية الإسلامية، أيضا يُحظر استخدام الأسلحة باستثناء الأفراد العسكريين. فإذن ان المرجعية أكدت دوما على ضرورة استخدام الأسلحة في إطار القانون والحكومة. ولم تصدر قط بيان ورسالة معارضة لفصائل المقاومة العراقية من السلطة.

تقدم أمريكا إيران على أنها العدو الأول للعالم العربي. ما هو موقف ورأي الشعب العراقي من هذا الكذب الصريح من قبل أمريكا؟

معظم الناس لا يقبلون الكذبة الكبرى والحرب الناعمة التي تشنها أمريكا ضد إيران في العراق. إن العراق يشكل أحد الميادين المهمة للحرب الناعمة التي تخوضها أميركا. هياكل الحكم في العراق ليست قوية جدا. هناك اختلافات سياسية. أكبر عمل أميركي في العراق هو مهاجمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وولاية الفقيه. وقد يصدق بعض النخب هذه الكذبة الأميركية، وحتى في صفوف المقاومة والجماعات الشيعية، فإن الإعلام ضعيف. تعتبر قضية الإعلام في العراق نقطة ضعف. لا توجد وسيلة إعلام مركزية مثل التلفزيون الرسمي في هذا البلد ويستخدم الناس في الغالب الأقمار الصناعية والشبكات الاجتماعية.

ما الهدف من تأسيس حركة عهد الله في العراق؟ ما هي وظائف وصلاحيات أعضاء هذه الحركة؟

تأسست حركة عهد الله العراق بعد أشهر قليلة من استشهاد الجنرال قاسم سليماني وبعد التشاور مع كبار المقاومة ومن بينهم السيد حسن نصر الله وتم تأسيسها بطابع وطني واسلامي واعلنت عن تواجدها بشكل رسمي... تأسست هذه الحركة بهدف القيام باعمال ثقافية ودينية واجتماعية. هناك خلأ في العالم العربي في الميدان وهذه مسألة ثقافية والعالم العربي ضعيف في هذا المجال. وفي هذه البلدان نرى غياب الجبهة الثقافية للمقاومة والجبهة الثقافية للتفكير والتفسير.

البعض يظن أن المقاومة يعني السلاح... هذا التفكير خاطئ إن أهم عمل لحزب الله كحزب وتنظيم هو اعمال ثقافية واجتماعية وشعبية.. هناك العديد من فصائل المقاومة في العراق، بما في ذلك الحشد الشعبي ومع ذلك العراق لم ولن يواجه نقصا في جماعات وحركات المقاومة. ومن أجل خلق فكر مقاوم خطونا خطوة نحو التنظيم والحركة بتأسيس حركة عهد الله العراق....العراق بلد ديني لكن للأسف لم يتم تأسيس حكومة إسلامية مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا يتطلب عملا ثقافيا وتفسيرا. ويمكنني القول أن عملنا  في بعض الأحيان أصعب من العمل العسكري في بعض الأماكن.

ما هو الدور الذي لعبته فصائل المقاومة العراقية في دعم الشعب الفلسطيني وإدانة الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023 وبدء معركة طوفان الأقصى؟ ما هي العمليات التي قاموا بها؟ وإلى متى سيبقون إلى جانب الشعب الفلسطيني؟

يخضع العراق لحسابات معقدة في المجال العسكري وتنفذ حرکات المقاومة الشعبية كل يوم عمليات عسكرية من العراق دعما لفلسطين وإدانة للكيان الصهيوني. ومنذ بداية عملية طوفان الاقصى هاجم السيد السوداني مرارا وتكرارا الكيان الصهيوني في خطاباته كما إن الشعب العراقي ومرجعية النجف وخاصة آية الله السيستاني يدعمون غزة.

يتخذ الكيان الصهيوني من الاغتيال نهجا وهي سياسة جبانة. ولم يرتكب أي نظام  في العالم عمليات اغتيال بقدر ما قام بها الكيان الصهيوني خارج حدوده ورغم الاغتيالات ظل تيار المقاومة قويا..ما سبب بقاء وحيوية المقاومة التي لا تتراجع باغتيال قادتها، بل تزدهر وتستمر؟

كل الأنبياء وأهل البيت (ع) خاتمتهم الشهادة. واستشهد جميع أهل البيت (ع) وباستشهاد أهل البيت (ع) لم يتوقف مسار وحركة الإسلام بل استمرت.وهذه سنة إلهية... لم يتخيل أحد الدنيا بعد الإمام الخميني (رض) إلا أنه توفي وجاء بعد قائد الثورة الإسلامية وواصل طريق الإمام بشكل أقوى وأكثر عمقا، وبما يتناسب مع العصر الجديد.

كما ان أساس جماعات المقاومة ليس الشخص او الفرد بل العمل التنظيمي.. الطريق إلى النصر لايتوقف عند شخص وهل باستشهد السيد حسين بدر الدين الحوثي شقيق السيد ملك بدر الدين الحوثي توقف اليمنيون؟ بل أصبح أنصار الله أقوى  أكثر. حزب الله وحماس والحشد الشعبي وفيلق القدس كذلك الأمر إن طريق المقاومة لم ولن يتوقف باستشهاد القادة والمجاهدين، لأنه لا يقوم على أفراد ولا نعتبر دماء الشهداء خسارة اولا لان الاستشهاد هو انتصار للشهيد نفسه ثانيا دمائهم لها أثر وقد لمسناه هذا...جبهة المقاومة هي جبهة دينية ولها بنية إسلامية.

دعونا نعود إلى زمن القتال ضد داعش كما ان جماعة داعش وجرائمها لم تكن أقل من جرائم الكيان الصهيوني كيف كان الوضع السياسي في العراق آنذاك وموقف الشعب؟ حدثنا عن أدوار أبو مهدي المهندس والجنرال سليماني؟

كانت هناك ثلاثة عوامل مهمة ومؤثرة في الوقوف والمواجهة ضد داعش منها فتوى الجهاد لآية الله السيستاني، وخطابه وحضور الشباب العراقي في الشوارع ووجود الحاج قاسم  سليماني ودور الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وكان القادة الأميركيون يعتقدون أن لطرد داعش من العراق نحتاج إلى 30 عاما لكن مع العوامل الثلاثة التي ذكرتها تم تحرير المناطق في أقل من ثلاث سنوات وتخلصنا من داعش بالكامل. تأسس الحشد الشعبي لمحاربة تنظيم داعش وترأٍس الحاج قاسم وأبو مهدي المهندس مسؤولية المجموعات وبعض قادة حزب الله جاءوا إلى العراق... لقد دعمت حكومة العراق والمرجعية الجبهة ولو لم يكن هناك مجاهدون والحشد الشعبي لما كانت هناك مراسم المشاية ولما كانت هناك مسيرة أربعينية ولكنهم فتحوا الطريق وأمنوا زوار أبي عبد الله (ع) خاصة في الأربعين.

كيف تؤثر الانتخابات الأمريكية على أوضاع المنطقة، وخصوصًا العراق؟

في ثقافة الولاية الفقية وخط الإمام، أمريكا هي نفسها أمريكا؛ لا فرق بين الحزب الديمقراطي والجمهوري. في الولايات المتحدة، القرار ليس بيد الرئيس وحده، بل تملكه شركات النفط، والسلاح، والإعلام. السياسة الأمريكية واحدة، سواء مع هذا الرئيس أو ذاك. السياسة العامة لأمريكا تظل سياسة الهيمنة، والاحتلال، ودعم الصهيونية. في عهد باراك أوباما وجو بايدن الديمقراطيين، كم حربًا شهدنا؟ كما استُشهد "الحاج قاسم سليماني" واغتيل في زمن ترامب الجمهوري.

كيف تقيمون وضع محور المقاومة بعد مرور أكثر من عام على عملية طوفان الاقصى، ونضال وحدة الساحات؟

مؤخرًا، أقر نتنياهو أن الكيان الصهيوني يقاتل على خمس جبهات ويعيش أوضاعًا صعبة. "وحدة الساحات"، تعبير أطلقه السيد حسن نصرالله، تعني توحيد الميادين. بعد معركة "طوفان الأقصى"، ازدادت الفرص أمام جبهة المقاومة. حزب الله بدأ بدعم الشعب الفلسطيني منذ 8 أكتوبر 2023، أي بعد يوم واحد من العملية، وذلك بقرار من الشهيد السيد حسن نصرالله.

الظروف في سوريا معقدة وخاصة، لكن لبنان يشترك في الحدود مع فلسطين. بعد أيام قليلة من 7 أكتوبر، بدأت بعض فصائل المقاومة العراقية بدعم الشعب الفلسطيني، ولا تزال هذه الجهود مستمرة، حيث تُنفذ عدة عمليات يوميًا.

مشاركة اليمن كانت إيجابية جدًا، وكان قرار "عبد الملك بدر الدين الحوثي" قرارًا تاريخيًا وشرعيًا. ولكن الميدان الأكثر تأثيرًا هو ميدان حزب الله. دخول إيران إلى الساحة، خاصة بعد الهجوم على قنصليتها في دمشق، وردها في عملية "وعد الصادق 1" واستشهاد "إسماعيل هنية" والسيد حسن نصرالله، ثم الرد في عملية "الوعد الصادق 2"، كان له تأثير كبير. نحن الآن بانتظار "الوعد الصادق 3".

كيف تدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية المقاومة الفلسطينية، خصوصًا في الجانب العسكري؟

الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخاصة في المجال العسكري، تقدم دعمًا كبيرًا لفلسطين. قوة حماس العسكرية هي ثمرة سنوات من عمل الجمهورية الإسلامية، ونتاج جهود الحاج قاسم وقوات فيلق القدس. اليوم، إذا كانت فصائل المقاومة تصنع الأسلحة، فإنها تعتمد على خبرات إيران، حيث كان للحاج قاسم دور كبير. ولهذا السبب، في جنازة الشهيد سليماني، وصفه "الشهيد إسماعيل هنية" ثلاث مرات قائلاً: «شهيد القدس، شهيد القدس، شهيد القدس». هذا الوصف ليس مجرد تعبير، بل يوضح الدور العظيم الذي لعبه الحاج قاسم في طريق تحرير القدس.

كيف تصفون علاقتكم بالسيد حسن نصرالله؟ وما أجمل ذكرياتكم معه؟

بعد استشهاد السيد حسن نصرالله، أطلق عليه لقب «سيد المقاومة»، لكنني أصفه وصفًا مختلفًا. قبل كونه سيد المقاومة، كان السيد حسن نصرالله "الجندي الكبير للولي الفقيه". هذا الوصف مبني على مئات الأدلة والشواهد. لقد كان مؤمنًا مطيعًا للولي الفقيه، ليس فقط في تنفيذ الأوامر، بل كان مطيعًا حتى لرؤى ومنهجية الولي الفقيه. كانت محبته وولاؤه للولي الفقيه تتجاوز العشق، فقد ذاب في هذه الولاية. خلال لقاءاتي مع العديد من العلماء والقادة، لم أرَ شخصًا مثل السيد حسن نصرالله. كان يدعو يوميًا قائلاً: «اللهم خذ بقية عمري وأعطها لسماحة السيد القائد.» كان السيد حسن نصرالله ينظر إلى قائد المسلمين كأنه نائب الإمام المهدي واستمرار للولاية والإمامة. وقد وصفه المرحوم العلامة مصباح قائلاً: «صداقتي مع السيد حسن نصرالله هي إحدى الطرق التي تقربني إلى الله.» لقد أصبح السيد حسن شخصية ذات كاريزما عالمية.

/انتهى/