وكالة مهر للأنباء، قسم الشؤون الدولية: مدينة باراشنار، مركز منطقة "كورام" القبلية، تضم غالبية شيعية وتقع في شمال غرب باكستان. وفي عام 2019، تم دمجها مع المناطق القبلية الأخرى في ولاية "خيبر بختونخوا".
شهدت المنطقة سلسلة من العمليات الإرهابية التي استهدفت المدنيين العزل، مما أدى إلى فرض قيود صارمة على سكان باراشنار.
في آخر هذه الهجمات، قُتل يوم الجمعة الماضي 44 شخصًا، بينهم 39 شيعيًا، في هجوم استهدف سيارات المسافرين في منطقة كورام. وبحسب التقارير، كان من بين الضحايا عدد كبير من النساء والأطفال، كما أصيب 12 شخصًا آخرون. لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم حتى الآن، ولم تتضح هوية الجناة.
في مقابلة مع المهندس "حميد حسين"، عضو البرلمان الباكستاني عن مدينة باراشنار، أوضح تفاصيل هذه الجريمة، قائلاً:
"قبل هذه الحادثة بعدة أشهر، تعرضت قافلة لأهل السنة لهجوم إرهابي في المكان نفسه، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 شخصًا. وبعد تلك الحادثة أُغلقت الطرق المؤدية من بيشاور إلى باراشنار. قبل أسابيع قليلة فقط، أعيد فتح الطريق بعد مفاوضات بين سكان باراشنار والجهات الأمنية والحكومية، حيث وافق الناس على السفر بشكل قوافل تحت حماية الجيش".
وأضاف: "القافلة الأخيرة كانت مكونة من سيارات خاصة وعامة يرافقها عدد من عناصر الأمن، ولكن رغم الحماية، تعرضت لهجوم أسفر عن استشهاد 43 شخصًا وإصابة عدد كبير من المسافرين، بينما لم يتعرض أي من رجال الأمن لأي أذى. نحن نتساءل: كيف يمكن لمن كان مكلفًا بحماية المسافرين أن يخرج سالمًا بينما يقع هذا العدد الكبير من الضحايا بين المدنيين؟"
عن كيفية تأمين الطريق، قال حميد حسين: "في اجتماعاتي مع المسؤولين الأمنيين والحكوميين، أكدت أن الطريقة الحالية لا تحل المشكلة. إرسال مئات الأشخاص مع حفنة من رجال الأمن في طريق خطير يزيد الوضع سوءًا. يجب أولاً تطهير الطريق ومحيطه من الإرهابيين. إذا تأمن الطريق، فلن تكون هناك حاجة لمرافقة الأمن للقوافل".
الجذور الحقيقية للصراع:
نفى حسين أن يكون الصراع في باراشنار بين الشيعة والسنة، قائلاً: "لقد تعايشنا لسنوات طويلة دون مشاكل. في الهجوم الأخير، لجأ أكثر من 30 شخصًا من الناجين إلى منازل أهل السنة الذين وفروا لهم الحماية واستضافوهم بشكل كريم. بعض السكان السنة أكدوا علنًا براءتهم من أي علاقة بالجريمة. هذا يدل على أن هناك جهة خارجية تسعى لإثارة الفتنة في المنطقة".
نزاع الأراضي:
وحول المزاعم بأن النزاع مرتبط بملكية الأراضي، أوضح: "منطقة كورام هي الوحيدة من المناطق الحدودية التي تمتلك سجلات رسمية لملكية الأراضي. إذا أرادت الحكومة حل النزاع، يمكنها ذلك خلال يوم واحد. هذا يعني أن الصراع ليس على الأراضي، بل هناك قوى تسعى لخلق الفتنة وعدم الاستقرار".
اختتم حسين حديثه قائلاً:"شهداء الحادثة الأخيرة دُفنوا، ولكن الاحتجاجات والاعتصامات مستمرة في باراشنار وفي أنحاء باكستان. مطلبنا الأساسي هو تشكيل قوات محلية من شباب الشيعة والسنة لضمان الأمن، وإخراج القوات الأمنية التي أحيانًا تتصرف بطريقة متحيزة.
الحل الوحيد لكل هذه المشكلات هو الوحدة بين المسلمين. يجب أن ندرك أن هناك قوى تسعى لإثارة الفتنة بيننا لتحقيق أهدافها الخبيثة. علينا أن نتحد ونحدد أعداءنا الحقيقيين، سواء كانوا قوى داخلية أو دولية. هذا هو طريق الخلاص الوحيد".
/انتهى/