وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال مجتبى أماني، سفير إيران في لبنان، عن وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني: لم نشهد قط لبنان يرسل مبعوثا إلى أمريكا ليطلب من الأمريكيين إجبار الكيان الإسرائيلي على قبول وقف إطلاق النار . إن حزب الله لم يقدم طلب وقف إطلاق النار، وقد أدار حزب الله ساحة المعركة بشكل رسمي.
وتابع دبلوماسي بلادنا: قبل ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار، ورغم ادعاءات السلطات الصهيونية التي قالت إنها دمرت تقريبا القدرة الصاروخية لحزب الله، أطلق حزب الله 200 صاروخ باتجاه تل أبيب وشمال فلسطين المحتلة. لقد كان يوماً مريراً جداً بالنسبة للإسرائيليين، وربما هذا هو ما جعل الصهاينة يقبلون وقف إطلاق النار. وفي الواقع، إذا نظرنا إلى تركيبة المشهد، نرى أن الصهاينة كانوا بحاجة إلى وقف إطلاق النار.
وقال هذا الدبلوماسي ردا على سؤال عما إذا كان من الممكن أن يؤدي وقف إطلاق النار في لبنان إلى وقف إطلاق النار في غزة: بالنظر إلى ما يقوله الأمريكيون، وخاصة تصريحات ترامب حول ضرورة لإنهاء هذه الحرب، يبدو أن هناك تطورات جديدة جارية.
وأضاف أماني أن هذه التطورات ليست بسبب قوة إسرائيل، بل بسبب عدم قدرة هذا الكيان على دفع المزيد من التكاليف، وتابع: إحدى مشاكل نتنياهو في قبول وقف إطلاق النار هي وجود عضوين متشددين في حكومته يهددان بوقف إطلاق النار. لقبول أي اتفاق من قبل نتنياهو، سيتم عزلهم من الحكومة. وقد يؤدي رحيلهم إلى سقوط حكومة نتنياهو. ومن ناحية أخرى، فإن هذه القضية مطروحة في الرأي العام الداخلي الإسرائيلي ومن قبل الأمريكيين، فما الفائدة من مواصلة الحرب، لأن هذه الهجمات لم تكن مثمرة ولم يتحقق أي هدف للكيان الصهيوني.
وأكد: يبدو أن الصهاينة سيضطرون إلى القبول بشروط مماثلة مع حماس في المستقبل القريب.
وقال سفير إيران في لبنان: إن الكيان الصهيوني تعرض لهزائم متتالية خلال الـ 45 عاما الماضية، بما في ذلك أحداث 1996 و2000 و2006 وحرب الـ22 يوما. هذا الكيان في تراجع حقيقي.
وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في سوريا والأخبار المتضاربة التي يتم نشرها حول تقدم المجموعات الإرهابية في ذلك البلد، قال: يجب أن نتذكر أن هناك جيشاً قوياً يقف وراء هذه الأحداث، هناك شائعات في الفضاء الإلكتروني بأن الإرهابيين سيطروا على حلب، بينما في الواقع ليس هذا هو الحال.
وأشار سفير إيران في لبنان إلى أن الجماعات الإرهابية في سوريا اعتقدت أن جبهة المقاومة وحزب الله قد ضعفا بعد التطورات الأخيرة وتابع: نحن نشهد تعاون الولايات المتحدة مع هذه الجماعات الإرهابية. وفي السنوات الأخيرة، قدمت أمريكا أسلحة جديدة لهذه الجماعات، وفتحت الحدود التركية أمامهم. والآن أصبح الجيش السوري منخرطا بشكل مباشر مع هذه الجماعات ونجح في إيقافها إلى حد ما.
وقال الدبلوماسي الإيراني: إذا كانوا يعتقدون أن بإمكانهم تكرار أحداث أوائل العقد الماضي في حلب، فهم مخطئون. أصبحت الحكومة السورية الآن أقوى والحكومة الروسية أكثر ارادة على الدفاع عن سوريا. كما تدعم جبهة المقاومة وإيران حكومة وشعب سوريا.
وقال أماني: بناء على طلب الحكومة السورية، لدينا مستشارين عسكرين في هذا البلد.
واضاف: "يعتقد الإرهابيون أن بإمكانهم تحقيق النجاح في هذه المرحلة الزمنية، لكنني أعتقد أنه من غير المرجح أن يحققوا ولو نصراً نسبياً".
وأشار السفير الإيراني في لبنان إلى أن هذه الأحداث ستعزز على الأرجح إصرار الحكومة السورية على إنهاء تواجد الجماعات الإرهابية في بعض مناطقها، ولن تثق بعد الآن في الاتفاقيات السابقة مثل الاتفاق بين روسيا وتركيا.
/انتهى/