وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: بعد فشل العدو الصهيوني في أهدافه المعلنة من عمليته العسكرية في لبنان، أجبر على الامتثال لوقف إطلاق النار، معلناً بذلك هزيمةً إضافية تكبّدها في جنوب لبنان.
وما إن سرى وقف إطلاق النار في لبنان، إلا وأعلنت الفصائل المسلحة في سوريا، شن هجوم ضخم شمل عدّة محافظات في الشمال الغربي من سوريا. أمرٌ اعتبره مراقبون كخطة بديلة للكيان الصهيوني بعد فشله في تحقيق أهدافه في لبنان.
بينما يشير الكثير إلى ان الهدف من هذا الهجوم هو محاولة إضعاف حزب الله عن طريق قطع طريق الإمداد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى حزب الله المار بالأراضي السورية، بينما راح آخرون يعزيون الهجوم لأطماع تركية في الشمال السوري.
فيما يتعلق بهذا الموضوع، أجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع، الباحث والمحلل السياسي، الأستاذ حسين ديراني، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
شاهدنا الهجوم الكبير الذي شنٌته الفصائل المسلحة في سوريا، والمدعومة خارجياً. لماذا تم الهجوم في هذا الوقت بالتحديد بعد اعلان وقف اطلاق النار في لبنان مباشرة؟
لقد جاء امر تنفيذ الهجوم الارهابي الكبير للفصائل الارهابية المسلحة على مدينة حلب وريف حماه وحمص السورية تحديدا من قبل رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو الذي القى كلمته بعد الموافقة على وقف اطلاق النار في لبنان دون تحقيق اي هدف من اهدافه العسكرية المعلنة، بسبب الصمود الأسطوري الشرس للمقاومة الاسلامية اللبنانية التي قاتلت العدو الصهيوني بروح كربلائية حسينية واجبرته على التراجع، وافشلت اهدافه في القضاء على حزب الله وسلاحه وتهجير بيئته الحاضنة، وقد هدد نتنياهو الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد بشكل مباشر، وكذلك ادعى ان موافقته على وقف اطلاق النار يهدف الى تفرغ كيانه لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية التي يعتبرها التهديد الاستراتيجي لكيانه الغاصب، وما إن انتهى من خطابه النتن حتى قامت الجماعات الارهابية المسلحة بشن هجومها الواسع مستخدمين اسلحة متطورة، ولم يكن الهجوم وليد الساعة وكان مخطط له منذ وقت طويل، وتم الاعداد والتخطيط والتمويل والتدريب له بمساعدة دول اقليمية وعالمية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل واوكرانيا وتركيا وبعض الدول الخليجية، وما هذه الهجمات العسكرية الارهابية على المواقع السورية إلا انتقاما للفشل الاسرائيلي الصهيوني في لبنان.
يتحدث البعض عن نية تركيا والدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية للحصول على نفوذ في الأراضي السورية لكسب أوراق جديدة في المفاوضات السياسية قبل استلام ترامب زمام الأمور. وراح البعض يشير إلى نية تقسيم الأراضي السورية، ما صحة هذه النظريات وما تعليقكم عليها؟
العدو الصهيوني كان يمارس عدوانه على سوريا حتى قبل عملية " طوفان الاقصى المباركة "، ولكنه كثف من عدوانه بكل كبير على سوريا بعد عملية الطوفان، وزاد من ضرباته الوحشية خلال عدوانه على لبنان وحتى بعد وقف اطلاق النار في لبنان، في هدف لابقاء القوات السورية المسلحة مشغولة في جنوب سوريا خوفا من اجتياح اسرائيلي صهيوني وجماعات ارهابية مسلحة، وكان يتجنب الرد بسبب انتشار الجماعات المسلحة حول حلب وفي ادلب حيث تتجمع كل الفصائل الارهابية المسلحة التي تحمل عناوين واسماء اسلامية، وبدل ان تقوم اسرائيل بالهجوم على سوريا وتتكبد خسائر بشرية ومادية وعسكرية اوكلت الامر الى حلفائها الجماعات المسلحة الارهابية.
وكذلك الاطماع التركية القديمة في رغبتها في السيطرة على مدينة حلب السورية ومدينة كركوك العراقية لاحقا، ولا ارى هذه الاحداث في سوريا لها علاقة بقرب استلام ترامب للسلطة، إنما اطماع تركية واسرائيلية في السيطرة على مناطق سورية شاسعة، ولا ننسى ان ترامب بولايته السابقة قد اهدى الجولان للكيان الصهيوني، وكأنه ملكا له ولابيه في مشهد ساخر يضحك ويبكي.
يرى آخرون ان الغاية من الهجوم الإرهابي، هو اضعاف التواجد الإيراني الداعم لسورية داخل الأراضي السورية وقطع طريق الإمداد لحزب الله. مامدى صحة هذه التحليلات وماتعليقكم عليها؟
هذا هو الهدف الرئيسي من هذا العدوان الارهابي على سوريا، وقد اعلنوا عنه بشكل واضح وصريح وهو لفك الارتباط السياسي والعسكري بين سوريا والجمهورية الإسلامية الايرانية، وقد قُدمت عروضا كبيرة ومغرية للرئيس الاسد لفك هذا الارتباط والحلف، ويكون له ما يريد في مساعدته على القضاء على المسلحين والحكم للابد شرط التخلي عن دعمه للمقاومة في لبنان وفلسطين، لكنه رفض كل تلك الاغراءات واعلن عن عدم تخليه عن حلفائه الاوفياء الذين ساعدوه على القضاء على الجماعات الارهابية المسلحة من داعش والنصرة وغيرهما، واستعادته لمعظم الاراضي السورية التي وقعت تحت سيطرة الجماعات الارهابية المسلحة.
والعدو الصهيوني يعلم ان سوريا هي الشريان الحيوي لامداد المقاومة في لبنان، وبناء عليه يعمل بكل الوسائل العسكرية والشيطانية لاسقاط الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد.
حدثنا عن خطر تواجد الإرهابيين وتقويتهم في الأراضي السورية على دول المنطقة، وكم هو ضروري ان تتحد الدول الداعمة للسلام في مواجهة هذا الخطر؟
للحديث عن خطر هذه الجماعات الارهابية المسلحة علينا العودة الى ممارساتهم الارهابية السابقة خلال سيطرتهم على ثلثي الاراضي السورية والعراقية وإنشاء دولة داعش الارهابية، وكيف كانوا يمارسون ابشع جرائم الذبح وقطع الرؤوس اطفالا ورجالا ونساء وشيوخا، وكيف هدموا كل المعالم الدينية والتاريخية، ولو تمكنوا لهدموا كل المراقد المقدسة، وها هم اليوم مع بداية هجومهم وتقدمهم نحو مناطق تقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري حتى علت اصواتهم التكفيرية، وتهديداتهم بالوصول الى كربلاء وتدمير المراقد المقدسة، وكذلك التهديد باجتياح لبنان لقتال المقاومة وبيئتها بعد ان عجز مشغلهم الاسرائيلي الصهيوني عن تحقيق ذلك.
ان تهديد هذه الجماعات الارهابية المسلحة لا يتوقف على العراق ولبنان إنما قد يشمل حتى الدول الداعمة لهم كتركيا، وحتى الدول الخليجية، وكذلك دولة روسيا التي لها قواعد عسكرية روسية واتفاقية دفاع مشترك مع الدولة السورية، لذلك يجب اتخاذ خطوات عاجلة لدعم الدولة السورية عسكريا وماديا وسياسيا واعلاميا لسحق الجماعات الارهابية المسلحة وتدميرهم للابد، ومساعدة سوريا على استعادة محافظة ادلب وكل المناطق التي سقطت مؤخرا بيدهم، فلا مجال لاعطائهم فرصة لتثبيت مواقعهم العسكرية، وإن دحرهم حاجة ملحة لمحور المقاومة، وقد شاهدنا الحشود العسكرية من الجمهورية الاسلامية الايرانية والحشد الشعبي العراقي، وقوات مشاة عسكرية روسية تتوجه بسرعة لاسناد الجيش العربي السوري لاستعادة السيطرة على كل شبر من الاراضي السورية التي دنستها الجماعات الارهابية.
هذه الجماعات الارهابية المسلحة التي تحمل عناوين اسلامية تعلن عن ارتباطها الوثيق بالعدو الصهيوني، وتعده بفتح سفارة اسرائيلية في دمشق اذا ساعدهم في السيطرة على العاصمة السورية، وهي التي لم تساند اهل غزة وذهبت بعيدا في تكفير حركة حماس الاسلامية ومهاجمتها وتهديدها بالقضاء عليها.
/انتهى/