وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه بعد أكثر من 34 شهرا من الحرب في أوكرانيا، لا تزال حرب الاستنزاف مستمرة في جغرافية الحرب، وبينما ترغب معظم أطراف الصراع في إنهاء هذه الحرب بسبب الخسائر البشرية والتكاليف الباهظة، وفي جهة أخرى أي في غرب آسيا، شهدت ما يسمى بالتطورات المفاجأة التي وضعت نهاية لحكم آل الأسد في سوريا؛ وهذه الاحداث تكشف لعبة العصا والجزرة الأمريكية في ظل السياسة الأنجلوسكسونية لبريطانيا.
وفي هذا الصدد كتب موقع دبلوماسي ايراني، انها قدمت إدارة بايدن خطة جديدة لتقديم كل مساعداتها العسكرية البالغة 6 مليارات دولار لأوكرانيا قبل تنصيب ترامب. واشنطن واثقة من أنه سيكون لديها الوقت حتى تنصيب دونالد ترامب في 20 يناير 2025 لتقديم كل المساعدات المالية لأوكرانيا. ولتحقيق ذلك، تم تطوير استراتيجية خاصة جديدة، على الرغم من أن جاك سوليفان لم يحدد حجم المساعدات، مستشهدا فقط بأرقام مئات الآلاف من قذائف المدفعية الإضافية، وآلاف الصواريخ ومئات المركبات المدرعة.
ووفقا لهذه الخطة، فمن ناحية، يجب على واشنطن تسليم أسلحة بقيمة 135.55 مليون دولار إلى أوكرانيا يوميا، وبعض هذه الأسلحة تحتاج إلى تحديث كبير وتحد من فرصة استخدامها على خطوط القتال، ومن ناحية أخرى لم تبق سوى أسابيع قليلة على تسليم مليارات الدولارات من المساعدات من الميزانية المحددة قبل وصول الرئيس الجمهوري إلى السلطة.
أما النصف الثاني من لعبة واشنطن يتم التخطيط والتشاور لها في باريس، اذ دعا خلاله دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، إلى وقف فوري لإطلاق النار وإجراء مفاوضات لإنهاء الصراع في أوكرانيا، الذي على حد قوله، فقد المئات الآلاف من الناس حياتهم بطريقة مثيرة للسخرية؛ ويضيف أنه يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الفور وبدء المفاوضات.
كتب ترامب أيضا على منصة Truth Social الخاصة به أن العديد من الأرواح قد فقدت بلا داع، وتم تدمير العديد من العائلات، ويستمر هذا، وقد يتحول هذا إلى شيء أكبر وأسوأ بكثير. ووفقا للرئيس الجديد للبيت الأبيض، فقد خسرت أوكرانيا 400 ألف جندي والعديد من المدنيين، كما أصيب أو قُتل 600 ألف جندي روسي في حرب لم يكن من المفترض أن تبدأ أبدا، وكان من الممكن أن تستمر إلى الأبد.
جدير بالذكر أن ترامب أكد موقفه بعد لقائه السبت في باريس مع فولوديمير زيلينسكي، تحت إشراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكتب: زيلينسكي وأوكرانيا على استعداد للاتفاق وإنهاء الجنون. لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات فعالة، وأنا أعرف فلاديمير بوتين جيدا. حان الوقت للعمل. ويمكن للصين أن تساعد، أن العالم ينتظر اتخاذ إجراءات عملية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، باعتباره الخاسر الرئيس في هذه الأزمة إلى جانب روسيا، يوم الأحد بعد لقائه مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في باريس، إنه يريد سلاما دائما لبلاده لا تستطيع روسيا خلق صراع فيه في السنوات القليلة المقبلة.
كما كتب في التلغرام أننا بحاجة إلى سلام عادل ومستقر، سلام لا يستطيع الروس تدميره في غضون سنوات قليلة، كما فعلوا مرات عديدة في الماضي. كما أن ماكرون، بصفته مصمم اللقاء بين زيلينسكي وترامب، قال إنه عندما نتحدث عن السلام الفعال مع روسيا، يجب أن نتحدث أولا عن ضمانات السلام الفعال.
والحقيقة هي أن فولوديمير زيلينسكي، الذي عارض سابقا أي تسوية مع فلاديمير بوتين، خفف من موقفه في الأشهر الأخيرة، خاصة بسبب المشاكل التي تواجهها قواته على الجبهة.
موقف ألمانيا
وقال المستشار الألماني، الذي تتمتع بلاده بأهم دور اقتصادي وصناعي في القارة الخضراء، بعد أن تحدث مع رئيس البيت الأبيض المستقبلي، إنه متأكد من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع دونالد ترامب بشأن استراتيجية مشتركة لأوكرانيا.
وقال في مقابلة مع وسائل الإعلام: “المبدأ الذي أتبعه هو أنه لا يمكن تقرير أي شيء دون الرجوع الى رأي الشعب الأوكراني. لذلك، تحدثت بالتفصيل مع الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة، ويتبادل فريقنا الأفكار مباشرة مع مستشاري ترامب الأمنيين.
وأضاف شولتز: “من المهم أن تنتهي الخسائر البشرية قريبا وأن يتم ضمان استقلال أوكرانيا وسيادتها”. غني عن القول أن أوكرانيا برزت كقضية رئيسية في الحملة الانتخابية المبكرة في ألمانيا في أعقاب انهيار الائتلاف الحكومي الثلاثي الذي يتزعمه شولتز. ويقول زعيم المعارضة المحافظ فريدريش ميرز، الذي سيكون في وضع جيد لخلافة شولتز في منصب المستشار، إن بلاده يجب أن ترسل صواريخ توروس كروز إلى أوكرانيا.
لكن شولتز يعارض مثل هذا الإجراء ويقول إنه قد يؤدي إلى تصعيد للحرب. ومع ذلك، خلال زيارة نادرة إلى كييف الأسبوع الماضي، أعلن أولاف شولتز عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، والتي قال إنها رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها أن برلين ستقف إلى جانب كييف طالما كان ذلك ضروريا.
ويبدو أن القوى الكبرى في المثلث الأوروبي الأطلسي، روسيا والصين، تحاول الاستفادة من قدرة ترامب الخاصة لوضع نهاية لعدد من الأزمات العالمية المكلفة، بما في ذلك أزمة أوكرانيا، وفي المرحلة المقبلة، أزمة الشرق الأوسط وحتى تحديد دور جنوب القوقاز، وما إلى ذلك، وتقديم وصفات محددة ومتفق عليها.
/انتهى/
تاريخ النشر: ١٣ ديسمبر ٢٠٢٤ - ١٤:٣٣
بينما ترغب معظم أطراف الصراع في المنطقة في إنهاء الحرب بسبب الخسائر البشرية والتكاليف الباهظة، تكشف الاحداث لعبة العصا والجزرة الأمريكية في ظل السياسة الأنجلوسكسونية لبريطانيا.