استدعت وزارة الخارجية الجزائرية، سفير فرنسا لدى الجزائر، ستيفان روماتيه، في أعقاب ثبوت المشاركة المباشرة لأجهزة الاستخبارات الفرنسية وضلوعها في مخططات تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر.

أفادت وكالة مهر للأنباء أنه ونقلت الصحيفة الجزائرية عن مصادر دبلوماسية وصفتها بالموثوقة، أن الاستدعاء جاء في أعقاب ثبوت المشاركة المباشرة لأجهزة الاستخبارات الفرنسية وضلوعها في مخططات تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر.

وأكد المصدر أن الخطوة الجزائرية جاءت لإبلاغ باريس برفض السلطات الجزائرية القاطع لما اعتبرته محاولات متكررة لاستهداف سيادتها. وشددت على أن “الأفعال الاستفزازية الفرنسية لن تمر دون رد مناسب”.

وكانت مصالح الأمن الوطني الجزائري قد تمكّنت من إحباط مؤامرة خططت لها المخابرات الفرنسية لزعزعة استقرار الجزائر، بتجنيد شاب جزائري نشأ في المهجر لتحقيق غاياتها العدائية.

وتضمن وثائقي بثه التلفزيون الجزائري وقناة “الجزائر الدولية”، بعنوان: “فشل المؤامرة.. صقور الجزائر تنتصر”، كشف الشاب عيساوي محمد أمين، صاحب الـ 35 سنة، معطيات تخص إقدام ومحاولة المخابرات الفرنسية تجنيده لصالحها، مستغلة التجربة المريرة التي عاشها في وقت سابق، حيث تم استدراجه ليلتحق بالتنظيم الإرهابي “داعش”في أوروبا، انطلاقا من محادثات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أحد عناصر التنظيم، ليجد نفسه محاربا في سوريا والعراق، قبل أن ترحله السلطات الجزائرية إلى الجزائر لقضاء عقوبة ثلاث سنوات سجنا انقضت في 2019.

وأثناء عودة الشاب التدريجية إلى حياته الطبيعية، وجد نفسه محل استهداف من قبل مصالح الاستخبارات الفرنسية، التي سعت إلى تجنيده، غير أن تجربته السابقة ووعيه وإدراكه لحقيقة وخطورة نوايا هذه الاستخبارات، فضلا عن اليقظة النشطة لمصالح الأمن الجزائرية وعملها الاستباقي المحترف، مكّنت من التصدي لتلك الأعمال التخريبية وإفشال خيوط المؤامرة.

وأورد الوثائقي أن كل ما كان يحدث مع أمين كان محلّ مراقبة، حيث بيّنت الصور الملتقطة للقاء الأول الذي جمعه بمصالح الاستخبارات الفرنسية تحت غطاء جمعية “أرتميس” في أبريل 2023 بالجزائر العاصمة، وكان الشخص الذي التقاه إطارا تابعا للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية يشغل منصب سكرتير أول على مستوى السفارة الفرنسية بالجزائر.

وقال إن العميل الفرنسي اصطحبه مباشرة إلى المركز الثقافي الفرنسي، حيث جرت بينهما محادثة مطوّلة، قبل أن يكشف له أنه عنصر من المخابرات الفرنسية، وكان الهدف إرساله إلى النيجر، والتقرب من المتطرفين في الجزائر العاصمة، وكسب ثقتهم، وكذا تحديد أماكن وجود كاميرات المراقبة ودوريات الشرطة بالزي المدني وغيرها.

وكشف المعني أن تواصله كان مستمرا مع مصالح الأمن الجزائرية، حيث أطلعها على مخططات هؤلاء المتآمرين، وأفضى هذا العمل الاحترافي لمصالح الأمن الجزائرية إلى تفكيك خيوط المؤامرة وإفشالها، وكشف المخطط الفرنسي الخبيث.

/انتهى/