وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أضاف أكبري، في حديث حول آخر التطورات في سوريا: لم يتوقع أحد أن تحدث هذه التطورات بهذه السرعة وفي مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة. وليس المسؤولين في الحكومة السورية فقط لم يتوقعوا مثل هذا الامر، بل حتى أولئك الذين كانوا وراء كواليس هذه الأحداث وكانوا مسؤولين عن إدارتها، تفاجأوا أيضاً.
وصرح سفير إيران في سوريا: حتى الذين بدأوا العملية لم تكن أهدافهم وشعاراتهم الأولية سوى الرد على تصرفات ما يسمى عدوهم، أي قبل أيام قليلة من بدء العملية، قصفت الطائرات السورية والروسية مقرهم وهم بدأوا عملياتهم بهدف الانتقام من هذا القصف.
واضاف: الملفت أن هذه العملية انطلقت من نقطة بعيدة تماماً عن حلب والى الشمال هذه المدينة. حيث كان هدفهم الوحيد ضرب الجيش السوري وإعلان النجاح في عملية محدودة. لكن عندما بدأت العملية ولم يقاومهم الجيش السوري، تشجع هؤلاء على توسيع العملية من محاور مختلفة.
وتابع السفير الإيراني في سوريا: أخيراً، سقطت مدينة حلب التي قاومت السقوط لأكثر من أربع أو خمس سنوات، خلال فترة قصيرة جداً، خلال يوم أو يومين. لقد كان هذا الحدث غير متوقع إلى درجة أنه غيّر كل المعادلات وأثر بشكل جذري على الوضع.
سوريا لن تصبح كما هو الحال في ليبيا
وأكد أن سوريا لن تصبح كما هو الحال في ليبيا لأن الظروف الجغرافية والاختلافات الإقليمية لليبيا تختلف عن سوريا، وقال: في ليبيا، بسبب وجود مناطق لديها اختلافات واضحة مثل الشرق والجنوب والشمال، فان غالبية المشاكل تعود الى هذه الاختلافات الإقليمية، لكن في سوريا لا توجد مثل هذه الاختلافات الواسعة على هذا النحو، رغم أنه ستكون هناك مشاكل مماثلة في سوريا، لأن كل فئة أو منطقة تبحث عن حقوقها في الحكومة المقبلة، فمثلاً منطقة السويداء تبحث عن حقوقها، والأكراد أيضاً يريدون حقوقهم ونصيبهم في الحكومة.
وأكد أكبري: أن إحدى المشاكل التي يمكن أن تجعل سوريا أقرب إلى ظروف مشابهة لليبيا هي العلاقات الخارجية لكل مجموعة، بمعنى أن كل مجموعة من هذه المجموعات تحظى بدعم جهات خارجية.
الكيان الصهيوني لا يريد تشكيل حكومة قوية في سوريا
وأوضح: إن المتغير الأهم المؤثر في هذا المشهد هو دور الكيان الصهيوني الذي لا يريد تشكيل حكومة قوية في سوريا تكون تهديداً له. كما يتم تعديل سياسات الولايات المتحدة على أساس مصالح الكيان الصهيوني. هذه العوامل تشكل تحديات جادة تواجه سوريا في الوقت الراهن.
وتابع سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية: لقد توقعنا هذا الوضع بالضبط. بل إنني ذكرت في مقابلة علنية أن هؤلاء (الجماعات الارهابية) لو عبروا من مدينة حمص، فانهم بالتأكيد لن يهاجموا السفارات حين الوصول إلى دمشق، لأنهم يعتزمون تشكيل حكومة، ولن يتعرضوا للأقليات، كما لن يستهدفوا الأضرحة والإيرانيين. لقد أعلنت هذا الموضوع رسميًا، بل وتنبأت بذلك في تصريح للميادين.
وقال أكبري: لكن قبل وصول هؤلاء إلى العاصمة، كان واضحاً أن بعض الأشخاص المشبوهين والمجهولين خاصة في جنوب دمشق سيقومون بعمليات نهب، ونظراً للوضع الحالي، توقعت أن المكان الأول الذي سيتم الهجوم عليه سيكون سفارتنا ومستشاريتنا الثقافية وقنصليتنا وسفارة العراق. حدث هذا الامر بالذات. أماكن أخرى لم تتعرض للهجوم. ولحسن الحظ، كنا نتوقع ذلك مسبقاً، ولذلك كنا مستعدين له.
وأضاف: أنا شخصياً كنت حاضراً في السفارة مع العديد من زملائي حتى مساء السبت، اليوم التالي لسقوط دمشق. حتى أننا كانت لنا لقاءات وراقبنا الوضع عن كثب. اكتشفنا أنه تم التوصل إلى تسوية بين الطرفين وانتهى كل شيء. ولهذا أعلنت لزملائي تلك الليلة أنه لم يعد من المفيد البقاء في السفارة، لأن الجماعات المشبوهة قد تتدخل في هذه القضايا وتسعى للحصول على وثائق أو معدات أو امكانيات خاصة.
وصرح سفير إيران في سوريا: بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين كانوا يتصرفون بغرض السرقة يمكن أن يسببوا مشاكل أيضًا، ولهذا السبب قررنا إجلاء جميع الأشخاص المرتبطين بالسفارة ونقلهم إلى بيروت. ولحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى ولم نتكبد أي خسائر. أعلن هؤلاءأنه ليست لديهم مشكلة معنا. وفي اليوم التالي، عندما وصلوا إلى دمشق، قاموا بتوفير الأمن لسفارتنا؛ وأقاموا حواجز ووضعوا حراسًا ولا يسمحون لأي شخص حتى بالتقاط صور للسفارة.
وقال أكبري: هدفنا هو استئناف أنشطة القنصلية في أسرع وقت ممكن. كما أعلن هؤلاء عن استعدادهم وقالوا إنهم سيقدمون الضمانات اللازمة لأمن السفارة والأنشطة الأخرى. كما قمنا بنقل الافراد (اعضاء السفارة) إلى بيروت لمدة يومين أو ثلاثة أيام لضمان الأمن ومنع أي ضرر محتمل. وإن شاء الله ستستأنف السفارة نشاطها قريبا.
/انتهى /