وكالة مهر للأنباء- قسم الشؤون الدولية: كلف الرئيس اللبناني جوزيف عون قد كلف يوم الاثنين الماضي نواف سلام بتشكيل حكومة جديدة في لبنان. جاء ذلك بعد أن حصل نواف سلام على دعم أكثر من نصف أعضاء البرلمان اللبناني في مشاورات ملزمة، مما مهد له الطريق للوصول إلى هذا المنصب الرفيع.
وقد أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن جوزيف عون قام بإجراء المشاورات الملزمة البرلمانية، وبعد التشاور مع نبيه بري رئيس البرلمان، تم تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة. وكان نواف سلام في الخارج ومن المقرر أن يعود إلى لبنان يوم الثلاثاء.
تجدر الإشارة إلى أن تكليف نواف سلام لتشكيل الحكومة جاء بعد أربعة أيام فقط من انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية.
من هو نواف سلام؟
وُلد نواف سلام في 15 ديسمبر 1953، وهو حاليًا يشغل منصب رئيس محكمة العدل الدولية (ICJ)، وكان قد شغل منصب سفير لبنان والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك بين عامي 2007 و2017. كما ترأس مرتين مجلس الأمن الدولي خلال تلك الفترة.
وفي عام 2017، تم انتخابه قاضيًا في محكمة العدل الدولية بانتخابات من الجمعية العامة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ليصبح أحد القضاة الـ15 في المحكمة، وفي فبراير 2024 تم انتخابه رئيسًا للمحكمة. هذه المحكمة، التي تعد جزءًا من الأمم المتحدة، كانت في الآونة الأخيرة في قلب الأخبار الدولية بعد إصدار أحكام ضد النظام الإسرائيلي وقادته بتهم ارتكاب جرائم متعددة ضد الإنسانية. وقد أعلنت المحكمة مؤخرًا عن انضمام هولندا إلى مجموعة الدول التي قدمت شكاوى جنائية ضد الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
عائلة نواف سلام
نشأ نواف سلام في عائلة ذات تاريخ سياسي بارز. كان والده من أوائل القرن العشرين يمثل بيروت في "البرلمان العثماني". أما عمه، صائب سلام، فقد تولى رئاسة الحكومة اللبنانية أربع مرات بين عامي 1952 و1973. وزوجته، سحر بعاصيري، هي دبلوماسية لبنانية بارزة وتشغل حاليًا منصب سفير لبنان في اليونسكو.
موقف نواف سلام تجاه طهران
كان نواف سلام، في وقت سابق من حياته المهنية عندما كان يمثل لبنان في الأمم المتحدة، محط انتقادات بسبب مواقفه في ما يتعلق بالقرار 1929. ففي تصويت مجلس الأمن في عام 2010 بشأن هذا القرار الذي استهدف إيران، اتخذ نواف سلام موقفًا ممتنعًا. كان القرار 1929 يتضمن فرض عقوبات على إيران بدعوى برنامجها النووي السلمي.
رغم أن نواف سلام كان عضوًا غير دائم في مجلس الأمن، إلا أن امتناعه عن التصويت اعتُبر في لبنان توافقًا مع الالتزامات الدولية للبنان.
خلال فترة عمله في الأمم المتحدة، كان نواف سلام من المؤيدين لعدة قضايا مثل إرسال القوات اللبنانية إلى جنوب لبنان، انسحاب القوات الإسرائيلية من خلف الخط الأزرق، تعزيز قوات "اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، وقد كان له دور في بعض هذه الملفات.
التوقعات بشأن نواف سلام
يرى الخبراء أن لبنان، في عهد نواف سلام رئيسًا للوزراء، قد يشهد تقدمًا في اتخاذ الإجراءات القانونية في إطار مؤسسات الدولة، بالنظر إلى خلفيته القانونية والمسؤوليات التي شغلها، مثل ترأسه الدوري لمجلس الأمن الدولي. ومع ذلك، من المبكر الحكم على ذلك، ومن الضروري انتظار رؤيته للأحداث السياسية والاجتماعية في لبنان وكيفية تعامله مع الجماعات المختلفة في الساحة اللبنانية.
/انتهى/