وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: لم يعرف التاريخ الإسلامي أعظم من الإمام علي عليه السلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، لأنّه أبلىٰ في الإسلام بلاءاً حسناً ، وبنى بسياسته العادلة والاستراتيجية والديبلوماسية دولة متينة، تاريخه والحديث عنه تعجز الكلمات عن وصفه، فهو العابر للطوائف والمذاهب والملل فهو القائد بقيمه الانسانية وبتعزيزه للرسالة المحمدية الاصيلة، في ذكرى مولد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، أجرت مراسلتنا الأستاذة، وردة سعد، حواراً صحفياً مع مسؤول العلاقات الخارجية في تجمع العلماء المسلمين، سماحة الشيخ ماهر مزهر، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
ما هي خصائص ومميزات شخصية امير المؤمنين (ع) ليحظى بهذه المكانة عند رب العالمين وعند رسوله(ص)* ؟
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله رب العالمين…و صل الله على النبي محمد طه الامين وعلى آله واصحابه اجمعين. و بعد: مما لا شك فيه ان شخصية امير المؤمنين علي (ع)
هي شخصية مميزة في تاريخنا الاسلامي، عندما نسمع في اكثر من حديث عن رسول الله(ص) واكثر من مناسبة عن تلك الشخصية المميزة التي ميزها الله تعالى في القرآن الكريم واكد على ميزتها الحبيب المحبوب محمد (ص)، و ان اردنا ان نختصر من هذه الشخصية و هذه الشخصية لا تختصر، ولكن نعرض بعض ميزاتها نجد ان المفاصل الاساسية في ديننا الحنيف او في الرسالة النبوية الشريفة تؤكد على دور و ميزة هذه الشخصية، فـمنذ ان كان شاباً يافعاً ضحى من اجل الاسلام و من اجل نبي الاسلام، حيث مكث و نام في فراشه و هو يدرك ان المشركين يريدون ان يقتلوا ويتخلصوا من نبي الاسلام محمد(ص) الا انه لم يفكر في جسده او حياته الشخصية او في دمه، انما فكر في الاسلام العظيم كي ينجو الاسلام فضحى رضوان الله عليه و كرم الله تعالى وجهه بنفسه من اجل دين الله، ثم ايضاً في حمله لباب خيبر ثم ايضاً عندما برز لاشد المشركين قتالاً و قتله من اجل دين الله، لذلك حظيت هذه الشخصية بمكانة عند الله عز وجل و عند النبي محمد(ص)، لا من باب القرابة و انما من باب ما قدمه للاسلام العظيم.
اي فكر سياسي واية دولة سعى الإمام علي عليه السلام لتأسيسها وبنائها؟
حمل هذا الامام العظيم الفكر السياسي من اجل بناء دولة إسلامية عادلة، ومن اجل ان يصل الدين الى الأمة الاسلامية، فضحى بكثير من الامور و لو كانت على حسابه الشخصي، فعندما نستذكر و وعندما نقرأ في تاريخنا الاسلامي ان الامام علي كرم الله وجهه، عندما اراد اعداء الامة محاولة على القضاء على خلافة معاوية او خلافة بعض الصحابة قال مقولته المشهورة (لو فعلها بنو الاصفر لوضعت يدي بيدي معاوية) اي انَّ لو كان هنالك خوف على الدين، اضع يدي بيد من سلبني حقي كما يقال في التاريخ من اجل الدين العظيم، و ايضاً له مقولته المشهورة( لأسالمنَّ طالما سلُم الاسلام) هذا الفكر السياسي الدي اسس لدولة اسلامية و بقيت هذه الدولة الى عصرنا هذا و الى ان يرث الله الارض و من عليها.
الفكر الاستراتيجي الديبلوماسي الموجود عند الامام علي بن ابي طالب (ع) كيف تجلى بتواصله مع اعدائه ومع المقربين؟
هذا الفكر الاستراتيجي والديبلوماسي ايضا الذي حمله الامام كرم الله تعالى وجهه اوصل هذا الدين على طبق من ذهب الينا و حمى الدين و حمى الرسالة الاسلامية التي ضحى من اجلها نبي الرحمة نبي الاسلام المؤسس لهذا الدين النبي محمد (ص) ، و عندما نرى كيف تعامل مع اعدائه و كيف تعامل مع المقربين منه نجد ان ميزة رسولنا (ص) انتقلت الى ابن عمه، الى هذا الامام العظيم حيث كانت سيمته بالتعامل مع اعدائه و مع المقربين هي التعامل بالرحمة و اللين، كما عهد الامام كرم الله وجهه رسوله ونبيه كما فعل النبي محمد (ص) مع الكثير من المشركين و الكثير من المقربين الذين آذوه الى ان وصلوا الى محاولة قتله (ص)
و الحمدلله رب العالمين".
/انتهى/