أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن "بالتزامن مع وقف الإبادة الجماعية في غزة، يتعين على المجتمع الدولي التصدي بجدية وفعالية لتمرد الكيان الصهيوني في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، والعمل على توفير الظروف اللازمة لاعتقال ومحاكمة ومعاقبة قادة الكيان الإسرائيلي المجرمين".

أفادت وكالة مهر للأنباء، فقد أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الخميس، بيانًا استهلته بالآية الكريمة: "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ"، وجاء فيه: "إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي جاء نتيجة المقاومة، والشجاعة، والصمود غير المسبوق للشعب الفلسطيني العظيم وأهالي غزة في وجه واحدة من أكبر عمليات الإبادة الجماعية والتهجير القسري في التاريخ، ونتيجة تضامن الشعب الغزاوي مع المقاومة المشرفة وصمودهم أمام التهجير القسري للفلسطينيين، يُعد نصرًا تاريخيًا للشعب الفلسطيني. وبهذه المناسبة، تهنئ الوزارة الشعب الفلسطيني المقاوم، والمقاومة الفلسطينية، وجميع مؤيدي وداعمي المقاومة في المنطقة والعالم".

وجاء في هذا البيان: "إن الكيان الإسرائيلي المحتل والمرتكب للإبادة الجماعية، وعلى مدى أكثر من 15 شهرًا، انتهك بشكل صارخ ومنهجي وواسع النطاق المبادئ والقواعد الأساسية للقانون الدولي، وحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي. وقد ارتكب أبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مواصلًا خطة 'الإبادة الاستعمارية' للشعب الفلسطيني - التي بدأت منذ أكثر من 8 عقود بدعم أو بصمت القوى الاستعمارية - بوحشية غير مسبوقة. وقد تجاوز جميع الخطوط الحمراء القانونية والأخلاقية، مسجلًا مستوى جديدًا من الوحشية في التاريخ.

وكانت المجازر الجنونية للبشر، خاصة النساء والأطفال، وتدمير المنازل والبنى التحتية الحيوية، وقصف المستشفيات والمدارس، والاعتداء على المخيمات وخيام اللاجئين، واستهداف الصحفيين والأطباء والممرضين، نموذجًا متكررًا للجرائم المرتكبة خلال الـ15 شهرًا الماضية. وتم تنفيذ هذه الجرائم بهدف مزدوج: القضاء على فلسطين وكسر روح المقاومة".

وأشارت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أنه "خلال هذه الـ15 شهرًا، ما شجّع ودفع الكيان الصهيوني للاستمرار في تنفيذ خطته للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين"، موضحة أن ذلك كان نتيجة للدعم الشامل والمباشر عسكريًا وتسليحيًا، ماليًا وسياسيًا من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا، وعدد آخر من الدول الغربية. وقد ضمن هذا الدعم إفلات قادة هذا الكيان من العقاب، ومنع أي إجراء فعّال من قِبل الأمم المتحدة لوقف جرائم الكيان المحتل، وعطّل الجهود الدولية، بما في ذلك محاولات المحكمة الدولية ومحكمة الجنايات الدولية لمحاسبة ومعاقبة المجرمين.

وأكد البيان دون شك أن هذه الدول تُعتبر شركاء في الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني، وعليها أن تتحمل مسؤولية أفعالها.

وجاء في البيان أيضًا: "نأمل أن نشهد، في ظل التحول الجديد وبمساعدة المجتمع الدولي ودور الفاعلين المسؤولين في الساحة الدولية، تنفيذًا كاملاً للتدابير المتفق عليها، بما في ذلك وقف كامل للإبادة الجماعية والقتل في غزة، والخروج الكامل للمحتلين، وتقديم مساعدات عاجلة وشاملة إلى قطاع غزة، وبدء عملية إعادة إعمار المنطقة بشكل فوري، والحد من معاناة الشعب الصامد والصابر في غزة".

وأضافت وزارة الخارجية الإيرانية في بيانها أنه "بالتوازي مع وقف الإبادة الجماعية في غزة، يجب على المجتمع الدولي أن يولي اهتمامًا دقيقًا وحساسًا للانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي والقانون الإنساني وحقوق الإنسان في الضفة الغربية، والاعتداءات المستمرة من قبل الكيان المحتل على المسجد الأقصى، وأن يتخذ إجراءات جدية وفعّالة لمواجهة عدوان الكيان الصهيوني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن يهيئ الظروف للاعتقال والمحاكمة والمعاقبة لقيادات النظام الإسرائيلي المجرم بسبب ارتكابهم لأشد الجرائم الدولية، وذلك من خلال المحكمة الجنائية الدولية".

وفي ختام البيان، تم توجيه التحية والاحترام لشهداء المقاومة ضد الظلم والعدوان والاحتلال والإبادة الجماعية من قبل الكيان الصهيوني، خصوصًا الشهداء إسماعيل هنية، يحيى السنوار، سيد حسن نصر الله، سيد هاشم صفي الدين، وآلاف المجاهدين الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين والإيرانيين الذين قدموا أرواحهم في سبيل القضية المقدسة لفلسطين، وحماية المنطقة من التوسع والانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي. كما تم إرسال تحية وتقدير للعائلات الكبيرة للمقاومة، مع التأكيد على استمرار طريقهم المشروع وحقهم.

/انتهى/