مع قرب انتهاء المهلة المحددة لانسحاب "جيش" الاحتلال الإسرائيلي من جنوبي لبنان، فجر الأحد، الرئيسان اللبناني والفرنسي يجريان اتصالاً هاتفياً، بحثا فيه إيجاد حلول مناسبة تضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أبلغ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نظيره اللبناني، جوزاف عون، إجراءه اتصالات لدعم استمرار وقف إطلاق النار في لبنان، مع قرب انتهاء المهلة المحددة لانسحاب "جيش" الاحتلال الإسرائيلي من جنوبي لبنان، فجر الأحد.

وبحث الرئيسان، خلال الاتصال الهاتفي السبت، جهود ضبط التصعيد وإيجاد حلول مناسبة تضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير، وفقاً لما أعلنه بيان أصدرته الرئاسة اللبنانية.

بدوره، أكد عون لماكرون "ضرورة إلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاق، حفاظاً على الاستقرار في الجنوب"، وضرورة "وقف انتهاكات الاحتلال المتتالية، وخصوصاً تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية وجرف الأراضي، الأمر الذي يعوّق عودة الأهالي إلى مناطقهم".

يأتي ذلك قبيل انتهاء مهلة الـ60 يوماً لانسحاب "جيش" الاحتلال من جنوبي لبنان، بحسب ما ينصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار، في حين قال مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إنّ "قوات الجيش الإسرائيلي لن تنسحب بالكامل"، بعد انقضاء المهلة المحددة.

وأضاف المكتب، في بيان أصدره الجمعة، أنّ عملية الانسحاب "قد تستغرق أكثر من 60 يوماً"، وأنّها "مشروطة بانتشار الجيش اللبناني في جنوبي لبنان وتطبيقه الكامل والفعال للاتفاق، في حين ينسحب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني".

كما زعم أنّ "الدولة اللبنانية لم تنفّذ الاتفاق بصورة كاملة"، مضيفاً أنّ "عملية الانسحاب التدريجي ستستمر بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة"، التي رأت بدورها أنّ "المطلوب على وجه السرعة هو تمديد مهلة الانسحاب الإسرائيلي من لبنان".

من جهته، أكد الجيش اللبناني حصول تأخير في عدد من المراحل نتيجة مماطلة الاحتلال الإسرائيلي في الانسحاب، على نحو يعقّد مهمة انتشار الجيش، كما هو منصوص، مشيراً إلى أنّه "يحافظ على الجاهزية لاستكمال انتشاره فور انسحاب الاحتلال".

وأشار الجيش إلى مواصلة تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوبي الليطاني بتكليف من الحكومة، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وفقاً لمراحل متتالية ومحددة، وبالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق و"اليونيفيل".

في هذا السياق، أعلن الجيش اللبناني، مساء السبت، انتشار وحدات عسكرية تابعة له في بلدات القوزح ودبل وحانين وبيت ليف، في قضاء بنت جبيل، في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب الاحتلال.

ومع اقتراب انتهاء مهلة الأيام الـ60، أكد حزب الله أنّ هذا الأمر "يحتّم على قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذاً كاملاً وشاملاً لما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار".

وأشار حزب الله، في بيان الخميس، إلى التسريبات، التي تتحدث عن تأجيل الاحتلال انسحابه، مشدداً على أنّ هذا "يستدعي من الجميع، وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان، الضغط على الدول الراعية ‏للاتفاق، من أجل التحرك بفعالية".

وأضاف أنّه "يجب ضمان تنفيذ الانسحاب الكامل ‏وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية، وعودة الأهالي إلى قراهم سريعاً، ‏وعدم إفساح المجال أمام أي ذرائع أو حجج لإطالة أمد الاحتلال".‏