صرح رئيس أركان الجيش الإيراني الادميرال حبيب الله سياري إن الفضائع التي ارتكبها الصهاينة في غزة هي وليدة سياسة نظام الهيمنة المثيرة للحروب بقيادة اميركا مضيفا أن أحد أهم أسباب عداء الاستكبار العالمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو وقوفها على الجانب الصحيح من التاريخ.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه قال رئيس أركان الجيش الإيراني الادميرال حبيب الله سياري، خلال لقائه مع الملحقين الدفاعيين والعسكريين المعتمدين في طهران بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف: "اننا نجتمع اليوم في حين ان الفوضى والظلم والعنف البنيوي وتقاعس المؤسسات المسؤولة عن القيام بدورها، قد جعلت الضمير الإنساني امام اختبار كبير. الفضائع التي ارتكبتها الصهيونية العالمية، تحت تأثير ما يسمى بالديمقراطية الغربية، وخاصة في غزة، هي وليدة سياسة نظام الهيمنة القديمة المثيرة للحروب بقيادة اميركا في غرب آسيا.

وأضاف التوجيه المباشر والدعم غير المشروط والتواطؤ الكامل في الإبادة الجماعية الصهيونية العلنية والمتكررة، والتي جرت أمام أعين العالم المذهولة والرأي العام الغاضب، وبعد مضي اكثر من 15 شهرا، لم يحقق للكيان الصهيوني وحليفه الاستراتيجي، استناداً إلى المعايير والمبادئ العسكرية وقواعد القتال، اي إنجازات استراتيجية، فضلاً عن اي إنجازات تكتيكية وعملياتية أيضاً".

وذكّر الأدميرال سياري قائلاً: "لا تنسوا أن هذا الفشل هو نتيجة تجاهل الحقوق والقوانين الدولية، والاستهزاء بصرخات الشعوب المحبة للحرية، وتجاهل اجراءات المنظمات الدولية وتوصيات المسؤولين السياسيين في العالم وبطبيعة الحال فإن الكيان الصهيوني التافه والحقير مضى في هذا الطريق اعتمادا على الدعم غير المشروط من جانب أميركا وإصرار بعض الدول الغربية".

وأضاف إن جرائم الكيان الصهيوني الشرير في المجازر الرهيبة بحق الشعبين المظلومين والبريئين في غزة ولبنان، والهجمات على المواقع الدبلوماسية، وانتهاك اجواء البلدان، واغتيال بعض الزعماء السياسيين، هي الإنجازات القذرة الوحيدة التي حققها الكيان المقيت والتي ستنعكس عليه عواقبها السياسية المستقبلية بالتأكيد ، ولكن في الجانب الاخر فإن المقاومة القوية والفريدة للشعب الفلسطيني المظلوم والتي أدت إلى قبول الكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار مع كافة شروط المقاومة الفلسطينية تعتبر إنجازاً كبيراً للمقاومة.

وأكد أحد أهم أسباب عداء الاستكبار العالمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو وقوفها على الجانب الصحيح من التاريخ والنضال الحقيقي والمستمر ضد الكيان الصهيوني الغاصب من أجل دعم الشعب الفلسطيني المظلوم لنيله والمقاومة في المنطقة حقوقهم المهدورة، وقال: "على الرغم من أننا تحملنا الكثير من المشاق على هذا الطريق، إلا أننا لم نتوقف عن بذل الجهود، وكل يوم تزداد خطوات الجمهورية الإسلامية ثباتا للوصول الى أهدافها النبيلة.

وقال: "لقد لاحظت أعين العالم الحقيقية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بفضل ذكائها واستخدام قواتها المسلحة القوية، تمكنت من تحييد تحريفات الكيان الصهيوني، وفي عمليتي "الوعد الصادق" 1 و 2 حققت اهدافها المرسومة سلفا باختراقها الطبقات المختلفة لدفاعات الكيان والمصممة بالدعم الشامل من قبل اميركا اميركا وبعض الدول الأوروبية.

واردف: "إن هذه العمليات نفذت لمعاقبة هذا الكيان لتجاوزه الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية الإيرانية والأعراف الدولية ولخلق رادع جديد ضد العدو. والهدف من هذه العمليات هو في المقام الأول الرد على اعمال العدو الشريرة. وكذلك الاعلان عن هذه الرسالة وهي أن مهاجمة الأراضي الإيرانية يبعث على الندم وأن تحديد زمان ومكان هذا الرد يعتمد على إرادة إيران وتقديرها.

واوضح أن "تأسيس معادلة جديدة والإرادة للرد مباشرة من أرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية على عمليات الكيان الصهيوني ضد مصالح وممتلكات وشخصيات ومواطني بلدنا أظهر أن إيران قادرة على تغيير حسابات العدو الخاطئة. هذه رسالة مؤكدة وخطيرة، جاءت نتيجتها الاستراتيجية بفضل الله والعناية الخاصة من ولي العصر (عجل الله تعالى ظهوره الشريف)، وجهاد الشهداء المحاربين من أجل الإسلام، والقرار الاستراتيجي الحكيم من قبل الإمام الخامنئي القائد العام للقوات المسلحة.

وأضاف الأدميرال سياري: "من المؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تؤيد أي حرب، بل تدعو الجميع إلى تحقيق السعادة تحت راية السلام والمساواة والحرية وخلق الفرص الشاملة".

وأضاف "على النقيض من هذا النهج، للأسف، فإن بعض الحكومات الأوروبية حاليًا، التي تتبع الولايات المتحدة، ليس لا تلعب دورًا إيجابيًا في التطورات الإقليمية فحسب، بل إنها تدعم أيضًا جرائم الكيان الصهيوني. ومن المؤسف أن نعلن أن الأرواح البشرية "تُستخدم كأداة لهذه الحكومات وهذا يعتبر استغلالاً سياسياً.

وأكد رئيس الأركان ونائب القائد العام للجيش للشؤون التنسيقية أن ما شهدناه في الأيام والأشهر الأخيرة يشير إلى مؤامرة جديدة ومنسقة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والصهاينة لإضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة، وأضاف: "إن التهديدات المستمرة للكيان الصهيوني ضد إيران تمثل أيضًا الوضع الفوضوي السائد في العالم، والذي سيصاحبه بالطبع زوال الكيان الصهيوني.

وقال الأدميرال سياري: "إن الأدلة والقضايا التي تم ذكرها بإيجاز في هذا المجال تشير إلى أن النظام الدولي يمر بنقطة تحول مهمة، وهي فترة الانتقال إلى نظام جديد، ولا شك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعبت دورًا مهمًا في هذا التحول وستكون لها أيضًا مهمة ودور مهم في تلك المرحلة الجديدة."

وأكد أن النظام العالمي الجديد الذي يسعى إليه الأميركيون هو تشكيل عالم أحادي القطب وعزل جميع المنافسين والمعارضين، وأضاف: "أكثر من اربعة عقود من العقوبات الظالمة والاغتيالات الجبانة والمفاوضات السياسية الخادعة والتفكير الوهمي والتدخل العسكري من قبل الاميركيين، ليس لم تؤد فقط إلى إضعاف أو عزل إيران وقواتها المسلحة، بل أدت ايضا إلى اقتراب الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قمة القوة والدبلوماسية في المنطقة والتواجد النشط للقوات المسلحة في العلاقات العسكرية والأمنية بالمنطقة.

وقال رئيس أركان الجيش: الآن، وبعد مرور 46 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية، ومع تراكم الخبرات الميدانية، وتحقيق وعبور الحدود التخصصية للمعرفة، والحفاظ على الروح المعنوية وتعزيز الدوافع المثالية، من قبل الجيش والقوات المسلحة والكيان المقدس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورغم العداء الشديد والاستياء من القوى الاستكبارية وتخريبها المستمر، فقد سارت على طريق التقدم والتطور وحققت مستوى من الاقتدار وبلغت الردع الدفاعي واداء الدور في المعادلات الإقليمية والعالمية، وأصبحت نموذجاً ملهماً وليس مجرد ادعاء. إن مراجعة سجل جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية تثبت هذه النقطة جيداً.

وأضاف الأدميرال سياري: ان إضافة معدات جديدة إلى التنظيم القتالي للقوات الأربع لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما في ذلك إضافة 1000 طائرة بدون طيار استراتيجية وسفينة "زاغروس" الحربية متعددة الأغراض، اخيرا ، والتي تم الاعلان عنها من خلال وسائل الإعلام، بالإضافة إلى المناورات العسكرية الأخيرة التي تهدف إلى تقييم وتعزيز الجاهزية القتالية، واستخدام الإنجازات التقنية والعملياتية الجديدة بما يتناسب مع التهديدات.

وأكد: في مجال الدبلوماسية الدفاعية، كان لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضًا عام حافل، على سبيل المثال، استقبال وإرسال أكثر من مائة وفد رفيع المستوى وخبير عسكري، واستضافة 9 مناورات مشتركة مثل مناورات IONES 2024. البحرية المركبة بمشاركة ثماني دول، وحزام الأمن البحري بمشاركة 9 دول وإجراء مناورات برية مع دول الجوار، بهدف تطوير التفاعلات البناءة لخلق الأمن والاستقرار الدوليين في المنطقة. تنفيذ أكثر من 100 برنامج تبادل طلابي مع الجامعات العسكرية في الدول الصديقة. تحقيق المشاركة الفعالة في 14 فعالية رياضية تابعة للاتحاد العسكري الدولي (سيزم) وغيرها من المسابقات والمعسكرات الرياضية المشتركة مع الدول الاخرى.

وأضاف رئيس الأركان ونائب الشؤون التنسيقية للقائد العام للجيش: "إن هذا الوضع يعكس الدور الذي لا يمكن إنكاره لمكونات القوة والدفاع للجيش، عبر استثمار الموقع الجيوسياسي المتميز والخصائص السياسية والأيديولوجية للثورة والنظام السياسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية."

وتابع الأدميرال سياري: "أؤكد أن العالم يمر بمنعطف تاريخي، وفي هذا الوضع فإن المخرج لدول المنطقة من نهاية الصراعات العقيمة هو اتخاذ خطوات على طريق التنمية والتقدم، إن تحقيق الاستقرار والأمن في نهاية المطاف لا يمكن أن يتم إلا من خلال تحديد المصالح المشتركة، وأن يقوم التعاون على الاحترام المتبادل".

واكد أنه على الساحة الدولية نريد أيضا التحول من الأحادية ليس الى التعددية فقط بل الى الشمولية العالمية ايضا، وقال: "بهذه الطريقة سيتم الكشف عن المكانة الحقيقي والملائمة لدول العالم وسيؤدي ذلك إلى الأمن الدائم".

/انتهى/