وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: أبهرت المقاومة الفلسطينية وبيئتها العالم اثناء صفقة التبادل وعودة اهالي قطاع غزة الى الشمال بالحشود الكبيرة والسير على الاقدام لمسافات طويلة للوصول الى بيوتهم وممتلكاتهم، وقد ابهروا العالم بظهور رجال المقاومة اثناء عملية تبادل الاسرى بتنظيمهم وسلاحهم الذي غنموه من العدو اثناء معركة طوفان الاقصى.
حول الرسائل التي حملتها الصفقة وعن اليوم التالي من عودة الاهالي الى شمال قطاع غزة، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع، الكاتب والاعلامي الاستاذ، حمزة البشتاوي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
نبدأ بسؤالكم عن صفقة تبادل الأسرى التي تمٌت على مرحلتين ونجاحها، ماذا تحمل هذه الصفقة من رسائل سيما من ناحية التنظيم الملفت للمقاومة الفلسطينية حماس والقسام وظهورها بعتادها وعديدها الامر الذي لفت انظار العالم وخاصة انه عند تسليم الاسرى الصهاينة ظهر المقاومون بأسلحة تم السيطرة عليها من العدو خلال عملية السابع من اكتوبر فعن اية رسائل نتحدث؟
لقد صدم كيان الاحتلال على المستوى السياسي والامني والعسكري وعموم المجتمع الصهيوني بمشاهد عملية التبادل خاصة ظهور رجال المقاومة بهذا العديد والعتاد، اضافة الى التجمع الكبير للناس حيث حملت مشاهد صفقة التبادل الكثير من الرسائل التي تؤكد على بطولة الصمود والمقاومة، وقد اربكت هذه المشاهد قادة الاحتلال، بسبب التنظيم وفرح الحاضنة الشعبية والتفافها حول المقاومة، هذه كانت من ابرز الرسائل في سياق نجاح عملية التبادل من حيث التنظيم وظهور رجال المقاومة بسلاح غنموه من جيش الاحتلال، وهو سلاح من نوع تافور، رأينا ستة رجال من رجال المقاومة يحملون هذه البنادق التي تم الحصول عليها اثناء المواجهات بعد عملية طوفان الاقصى، وهذا يؤكد على قوة المقاومة في الميدان، ومشهد قوة المقاومة في الميدان شاهده العالم اجمع حيث ظهرت المقاومة وبيئتها الشعبية الحاضنة بكامل قوتها، وانها لم تهزم بعد 15 شهرا من حرب الابادة والتدمير، وكان لافتا اثناء عملية التبادل لافتة مكتوب عليها بالعبرية :" الصهيونية لم تنتصر ابدا"، وهذه العبارة ذكرت شعوب المنطقة عموما بمقولة سيد شهداء الامة سماحة السيد حسن نصر الله بأن زمن الهزائم قد ولى، وقد اثبتت المقاومة في غزة ولبنان بأن زمن انتصارات الجيش "الاسرائيلي" قد ولى.
"لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة" هكذا عبر اهالي غزة عن فرحتهم بعودتهم الى الشمال رغم كل الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيونين بحق المواطنين في غزة، فهل تعتبرونها خسارة للعدو خاصة بعد تصريح المتطرف بن غفير "انه اتفاق مهين واستسلام كامل" ؟
بلغة الكفاح التي تكتب بدماء الشهداء وصبر الاحياء شاهدنا عودة اهالي شمال قطاع غزة التي تشكل لحظة تاريخية في رحلة العودة سيرا على الاقدام نحو المنزل ونحو الارض، وهذا يؤكد بأن الفلسطينيون لن يكرروا ما حصل في عام النكبة في عام 1948 بعد التهجير القسري والخروج من الارض، الان يتشبثون بأرضهم ويعودون الى المناطق التي فرض على جيش الاحتلال ان ينسحب منها، وقد عبر أهالي غزة بفرحتهم العامرة من خلال التكبيرات والاناشيد الثورية وهم يجتازون طرقات وعرة مدمرة ويعودون نحو ركام منزلهم، وهم بذلك يؤكدون على انتصارهم المطلق على كيان الاحتلال الذي عبر قادته بأن مشاهد عودة اهالي غزة هي تأكيد على الهزيمة والاستسلام لجيش الاحتلال ، وقد عبر اهل غزة عن فرحتهم من خلال التأكيد على انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته ، واعتبار هذه العودة تبشر بالعودة الكبرى الى كل فلسطين وهزيمة مشروع ترامب للتهجير، حيث كان مشهد العودة مكللت بالعنفوان والكرامة في غزة كما في جنوب لبنان، حيث رأينا مشهدان يلتقيان تحت سقف التحدي والصمود حيث عودة الاوفياء اصحاب الارض هي ليست مجرد خطوة بل عهد متجدد للارض من قبل اصحابها الاوفياء الذين يصرون على العودة مهما قست عليهم الظروف، والعودة هي دليل على فشل الاحتلال في تحقيق اهدافه التي أعلنها منذ بداية الحرب على لبنان وقطاع غزة.
الدعم الاميركي ل "اسرائيل" لا حدود له خاصة ان وزير الدفاع الاميركي الجديد جدد التزامه بأمن "اسرائيل" هل سيقف عند الانسحاب من غزة واتمام صفقة الاسرى او ما يحصل حاليا من انسحاب للعدو على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة ام ان هناك جمر تحت الرماد يتم التهيئة له؟
الدعم الاميركي لكيان الاحتلال وهو دعم غير محدود، وهو دعم لم يتوقف ولن يتوقف خاصة خلال الحرب على غزة والعدوان على لبنان، ولولا هذا الدعم لما كان كيان الاحتلال موجود اصلا، ومنذ بداية الحرب ارسلت الولايات المتحده حاملات طائرات وغواصة نووية، وانشأت قطار جوي لنقل الذخائر وهذا عمل غير مسبوق ولم يتوقف حتى الان، ولدى الادارة الحالية فريق اكثر صهيونية من فريق الادارة السابقة الذي قدم نفسه بتصريحات علنية بإعتباره صهيونية، وقد قام دونالد ترامت بإعادة تسليح الكيان بقنابل تزن الفين رطل، كما جاء اعلان وزير الدفاع الاميركي عن التزامه بأمن كيان الاحتلال وتزويده ودعمه بالسلاح، وبكل ما يحافظ كما يدعي على امنه وبقلئه وقد وصف بعض المحللين حديث وزير الدفاع الاميركي بأنه حديث جاء من مدمن كحول الى مدمني قتل واجرام، وقد يشكل كلام وزير الدفاع الاميركي دافعا جديدا للاحتلال للمزيد من الخروقات للاتفاق مع غزة ومع لبنان، كما ان هذا التصريح سيدفع نتنياهو لتعطيل المرحلة الثانية والثالثة من هدنة غزة او المماطلة والتسويف في مراحل تطبيق المرحلتين الثانيه والثالثة، ايضا التسويف والمماطلة بموضوع الانسحاب الكامل من كافة النقاط الموجود فيها جيش الاحتلال في جنوب لبنان، واعتقد ان التصريح مرتبط بتخطيط امريكي- صهيوني لمواجهة ليس فقط المقاومة المسلحة في فلسطين ولبنان، بل ايضا مخططات لمواجهة حالة المقاومة الشعبية التي تؤرق الاسرائيلين والاميركيين ، وهم بذلك قد يعملون على مواجهة المقاومة الشعبية والالتفاف حول خيار وثقافة المقاومة بشن حروب فتنة وتضليل وخداع بإتجاه ليس فقط لبنان وفلسطين بل بإتجاه شعوب المنطقة ودولها بشكل عام.
/انتهى/