وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: أكثر من عام على انطلاق طوفان غزة الجارف، ومعركة الدفاع المقدس التي خاضتها المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة.
أهدافٌ كبيرة وضعها الاحتلال لمعركته، كالقضاء على المقاومة، وتحرير الأسرى، وتهجير سكان غزّة، ولكن بعد صمود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، أجبر الاحتلال على الجلوس إلى طاولة الحوار والنزول عن الشجرة.
ومشاهد تسليم الأسرى، وتصريحات الإعلام العبري، تعكس بما لا يدع مجالاً للشك من هو المُنتصر ومن هو المهزوم في هذه المعركة.
حول مشاهد تسليم الأسرى وماححملها من دلالات، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع، المسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان "أ.وليد كيلاني" وجاء نص الحوار على النحو التالي:
سيل من البشر تدفق من جنوب القطاع الى شماله .. مئات الالاف لم ينتظروا ليلة واحدة بعد الاعلان عن وقف النار والسماح لهم بالعودة، عادوا وهم يعرفون ان بيوتهم سويت بالارض وانه لا خدمات في مناطقهم!! فما تفسير ذلك على الصعيد الوطني، وما دلالاته السياسية في خضم المواجهة مع مشاريع الاحتلال ابان الحرب ؟
بدايةً يجب التأكيد أن هذا الشعب وهذه المقاومة التي صنعت من المحنة منحة ومن البلية عطية ومن الألم أمل بإذن الله لن تُكسرهذه المقاومة وهذا الشعب ولن يهزم، نتنياهو الذي قال في حزيران الماضي ان أمن "إسرائيل" يتوقف على الانسحاب من محور فيلادلفيا رأيناه اليوم كيف يوقع على هذا الانسحاب ويتراجع عن هذه التصريحات ومنذ يومين، رأينا القناة الرابعة عشر الإسرائيلية وهذه القناة تابعة لليمين المتطرف قالوا ان الجنود غادروا ممر نتساريم وهم يذرفون الدموع، ويشعرون أن مافعلوه لأكثر من عام بغزة قد ذهب هباءً منثورا، لقد غادروا الجنود "نتساريم" وهم محبطين وغاضبين ونادمين. هكذا هي الأحوال والحالة لدى الجنود الإسرائيليين الذين قاتلوا داخل قطاع غزة لأكثر من 471 يوماً.
لقد عاد منذ يوم الإثنين أكثر من 300 ألف نازح إلى شمال قطاع غزة ومازال النازحون الفلسطينيّون يتدفقون من مناطق الجنوب إلى الشمال وهذا له دلالت كبيرة أن العدو الصهيوني لم يستطع أن يحقق أهداف هذه الحرب، لم يستطع أن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وبعودة النازحين بهذه الكثافة وبهذه الصورة تكون قد أفشلت كل مخططات العدو الصهيوني الذي تكبّد هزيمة عسكرية وأخلاقية وسياسية وإعلامية خلال الحرب على قطاع غزة، وذلك بقوة الايمان مع الإرادة التي كان يتمتع بها أهل قطاع غزة وهي أقوى من كل أسلحتهم المنطوّرة والاهم من كل ذلك هو أن المقاومة وصمودها وصمود الشعب الفلسطيني ووقوف الشعب الفلسطيني صفاً واحداً مع المقاومة قد وضعوا حداً فاصلاً ونهائياً لمختطات التهجير وأي خطوات من شأنها سلب أو اقتطاع جزء من أرضنا لقد أُفشلت خطة الجنرالات في شمال قطاع غزة، لقد أفشل الشعب الفلسطيني والمقاومة عملية "ترانسفير" إلى البلاد المحيطة بقطاع غزة .
لعل اكثر ما لفت النظر بعد هذه العزيمة الشعبية وارادة الصمود، كان ظهور قوات النخبة في حماس والجهاد بكامل ملابسهم العسكرية واسلحتهم الحربية. ماذا ارادت المقاومة ان تقول بذلك؟ وكيف استقبل الجمهور الصهيوني هذه المشاهد؟
هذه الملحمة التاريخية "عملية طوفان الأقصى" التي سطّرتها المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذه التضحيات العظيمة تتطلب من العالم إنصاف هذا الشعب بإنجاز حقوقه المشروعة وإنهاء الاحتلال الجاثم على أرضنا منذ 77 عاماً. من هنا نقول يجب على العالم النظر إلى القضية الفلسطينية على انّها قضية مُحقة وليس على أن هؤلاء مجموعة من "الإرهابيين" كما يصفون المقاومة أو مجموعة من "المشاغبين" أو "المخربين"، هؤلاء مقاومة مصممة على تحرير أرضها مصممة على نيل حريتها مصممة على اخذ كل حقوقها، مثلها مثل كل شعوب العالم التي تحررت من عبق الاحتلال، لذلك يجب على العالم النظر بمنظار العدالة تجاه الشعب الفلسطيني وبالأخص إلى أهلنا في قطاع غزة.
لا شك ان الحدثين السابقين: عودة الفلسطينيين الى الشمال وعودة حماس الى الشارع لادارة القطاع، لهما دلالتهما على صعيد سردية النصر والهزيمة التي يدور حولها الجدل اليوم.. فهل يمكن القول ان نتنياهو انتقل من وهم النصر المطلق الذي وعد به جمهوره الى واقع الهزيمة والخيبة؟ وما انعكاس ذلك على واقع اليوم التالي الذي شغل الادارة الاميركية السابقة ؟
أما بخصوص تسليم الأسرى وهذه المشاهد التي تثلج الصدور والتي أفرحت شارعنا العربي والإسلامي، وأغاظت العدو الصهيوني، لقد أظهر ت هذه الصور، صور أسيرات العدوّ وهن بكامل صحتهنَّ الجسدية والنفسية بينما رأينا على المشهد الآخر كيف بدت على أسرانا وأسيراتنا آثار الإهمال والإنهاك ما يجسد الفارق الكبير بين قيم وأخلاق المقاومة وبين همجية وفاشية الاحتلال، هذه المشاهد تبعث برسائل عميقة ذات دلالات استراتيجية لحكومة العدو الفاشية وجيشه المجرم المهزوم ولكل داعمي هذا المُحتَل هذه المشاهد هي دليل إبداع المقاومة التي رأيناها على مدار 15 شهراً وهذه المشاهد تُروى من خلالها قصص البطولة وتعكس العزة والكبرياء التي في نفوس أهل غزة.
ما تفسيركم لهذا التلاحم العضوي النادر بين الشعب الفلسطيني والمقاومة سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية ؟ وما انعكاس ذلك على مستقبل الصراع مع الاحتلال ومشاريع التسوية؟
هذه المشاهد هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره، احتشاد الجماهير لمواكبة عملية التسليم بقيادة المقاومة هو تجسيد للتلاحم الشعبي معها وتأكيد للالتفاف حولها واحتضانها على امتداد 471 يواً.
من هنا نقول جاء التسليم الأخير، على ركام منزل سيد الطوفان لنقول رسالة واضحة أن الشهيد يحيى السنوار الذي وعدَ وكالن له قسم للأسرى أنه سوف يعمل على تحريرهم، ها هي المقاومة تنفذ وتوفي بوعدها اليوم بهذه العملية وبهذه المشاهد البطولية.
وختاماً يجب ان يعلم نتنياهو الذي وعد شعبه بالنصر المُطلق، نقول له لقد تبدل هذا النصر المُطلّق الذي وعدت به شعبك إلى هزيمة وخيبة أمل، وذلك بصمود المقاومة والشعب الفلسطيني.
/انتهى/