أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، أن الهدف من الحرب عبر التاريخ كان فرض الإرادة وتحقيق النصر، بينما هدف المقاومة هو استمرارها"، مشيراً إلى أن "الحرب لها نهاية، لكن المقاومة لا تنتهي".

وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان أحمديان تحدث خلال مشاركته في الدورة الـ23 من البرنامج التدريبي–التنظيمي "جهاد أكبر" لاتحاد الجمعيات الإسلامية للطلاب المستقلين في مشهد، عن مفهوم المقاومة من منظور مبادئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأشار إلى أهمية إدراك النخب لمسؤولياتها في الظروف الحالية، قائلاً: "اليوم نحن في خضم نقاش عالمي حساس. ما الذي يجب أن تفعله المقاومة؟ هل يجب تنفيذ الوعد الصادق 3 أم لا؟ وإذا لم يتم تنفيذه، هل تفقد المقاومة مصداقيتها؟ وإن تم تنفيذه، فهل تحتفظ بأصالتها؟ أحيانًا تصبح هذه الأسئلة سطحية، ونقع نحن أيضاً في هذا الفخ".

وأضاف: "يجب أن نفهم فلسفة المقاومة، من أين بدأت؟ هل ظهرت فقط خلال الـ30 أو 40 سنة الماضية من خلال حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية؟ أم أنها امتداد لجذور تاريخية عميقة؟ وما هي رسالتها وسبب بقائها؟".

وأشار أحمديان إلى الجذور القرآنية لمفهوم المقاومة، موضحاً أن "الصبر والتقوى هما ما يحافظ على الإنسان في هذا الطريق"، واستشهد بالآية الكريمة: "فاستقم كما أمرت".

وأضاف: "بعض الأشخاص يضعون الحوار والتفاوض في مواجهة الاستقامة، وهذا خطأ. ليس هناك طريق واحد فقط، نعم، التفاوض له مكانه، وأنا لا أنكر ذلك، بل يمكن التفاوض حتى مع الكفار، ولكن وفق أي مبدأ؟ على أساس المقاومة، يمكننا التفاوض كما يمكننا القتال".

وأكد أحمديان أن "العدو يسعى إلى خلق ثنائيات زائفة، وإثارة الانقسامات، والسخرية، واتهام الآخرين بالجبن"، مضيفاً: "أحيانًا يقوم الغرباء بذلك، ولكن عندما نفعل ذلك فيما بيننا، فهذا أمر خطير".

وأوضح أن هناك محاولات "لمحو مفهوم المقاومة، وتصوير الأمر وكأن هناك حربًا مستمرة منذ 45 عامًا بين إيران وإسرائيل، في حين أننا لم نكن في حالة حرب مباشرة مع هذا الكيان خلال هذه الفترة".

وأضاف: "الثورة الإسلامية قررت إشعال وتوسيع جبهة المقاومة ضد إسرائيل، وهذا ما تحقق خلال الـ45 سنة الماضية. لم يكن الهدف المباشر خلال هذه الفترة هو إسقاط إسرائيل عسكريًا، بل إنشاء مقاومة مستمرة ضدها".

وأشار إلى أن البعض يشعرون بالأسف لانتهاء الحرب في غزة، معتقدين أنها كانت ستؤدي إلى زوال إسرائيل، لكنه أكد أن "خلق أهداف كبيرة زائفة هو أحد خدع العدو لدفع الناس إلى الشعور بالهزيمة".

وختم حديثه بالإشارة إلى تصريح قائد الثورة بأن "إسرائيل لن تكون موجودة بعد 25 عامًا"، موضحًا أن "هذا لم يكن وعدًا بإزالتها، بل كان تأكيدًا على أن العدو نفسه قد لا يبقى حتى ذلك الحين".

/انتهى/