خلال حفل أقيم بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في الرياض، قال السفير الايراني علي رضا عنايتي، ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد توسيع ثقافة الحوار وتشكيل حوار إقليمي لخلق رؤية مشتركة للمنطقة وأمنها وازدهارها.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أقيم حفل اليوم الوطني واحتفال الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإسلامية في الرياض بحضور نائب أمير منطقة الرياض، ونائب وزير الداخلية، ونائب وزير الدفاع السعودي، ومديري ومسؤولي وزارة الخارجية، ومجموعة من المسؤولين الحكوميين والثقافيين والإعلاميين السعوديين، والسفراء والدبلوماسيين المقيمين في السعودية، والملحقين العسكريين والدفاعيين من مختلف الدول، وعدد من الإيرانيين المقيمين في "قصر الثقافة" بمنطقة "حي السفارات" في الرياض.

وقال السفير الإيراني لدى السعودية، علي رضا عنايتي في الحفل، في إشارة إلى إنجازات الثورة الإسلامية خلال الأعوام الستة والأربعين الماضية: "إن الشعب الإيراني وقادته، بثقة من الله تعالى وبنفسهم، عملوا بلا كلل لتحقيق رغباتهم في إقامة حكومة مستقلة تتمتع بالسيادة والديمقراطية والحرية، وتخدم الأمة وتلتزم بقوانين الإسلام"، مضيفا: "لقد استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بتوجيه من قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (حفظه الله)، أن تتقدم في مسيرتها العلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية خلال العقود الماضية، ورغم كل الضغوط والعقوبات، فقد شهدت تقدماً كبيراً في مجالات التنمية الاقتصادية والاكتفاء الذاتي والصادرات غير النفطية".

وأضاف: "إيران تريد توسيع ثقافة الحوار وتشكيل حوار إقليمي لإيجاد رؤية مشتركة للمنطقة وأمنها وازدهارها، وفي هذا الإطار قدمت مبادرات إقليمية أدت إلى عقد أول اجتماع لوزراء خارجية إيران والسعودية وقطر والكويت وعمان والإمارات والبحرين في الدوحة على هامش الحوارات الآسيوية، حيث اجتمع وزراء خارجية الدول السبع في المنطقة حول طاولة واحدة لأول مرة منذ عقود".

اهتمام إيراني خاص بتطوير العلاقات مع جيرانها

وتابع سفير بلادنا حديثه قائلاً: "إن إيران تولي اهتماماً خاصاً بتطوير العلاقات مع كافة دول العالم، وخاصة مع جيرانها. ويرتكز التركيز الاستراتيجي الإيراني في هذا الصدد في المقام الأول على تعزيز مبدأ حسن الجوار، وتوطيد العلاقات مع الجيران، وتطوير التعاون المتزايد والمتبادل في المنطقة".

ضرورة تشكيل حوار اقليمي في غرب اسيا

وفي إشارة إلى خطط إيران لزيادة التقارب في المنطقة، أشار عنايتي إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد في هذا الصدد توسيع ثقافة الحوار وتشكيل حوار إقليمي لإيجاد رؤية مشتركة للمنطقة وأمنها وازدهارها، وفي هذا الإطار قدمت مبادرات إقليمية أدت إلى عقد أول اجتماع لوزراء خارجية إيران والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت وعمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين في الدوحة على هامش الحوارات الآسيوية، حيث اجتمع وزراء خارجية الدول السبع في المنطقة حول طاولة واحدة لأول مرة منذ عقود للتأكيد على التزامهم بخلق الأمن الشامل والتنمية المستدامة وقبول واحترام الحقوق المشروعة لجميع الأطراف ونعتقد أن التدخل الأجنبي في الشؤون الإقليمية لن يخدم مصالحنا وأن تصرفات المتدخلين ستؤدي إلى تدمير الأمن والاستقرار في المنطقة.

تطوير العلاقات الإيرانية السعودية سيكون له آثار إقليمية إيجابية

وقال سفير بلادنا في الرياض، في إشارة إلى عزم البلدين على تطوير العلاقات: "عندما نتحدث عن العلاقات الإيرانية السعودية فإننا لا نتحدث عن العلاقات الناشئة في هذا العام أو هذا العقد أو هذا القرن، لأن هذه العلاقات عميقة الجذور ولها تاريخ طويل. ولكن خلال العامين الماضيين، وتحت القيادة الحكيمة للبلدين، فخامة الدكتور مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وفخامة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، عوضنا الفرص الضائعة، بحيث حققنا إنجازات في العديد من المجالات، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي، بحيث من المستحيل مناقشتها جميعها في هذا التجمع الموقر".

تقديراً للمواقف الجادة والحاسمة للمملكة العربية السعودية في دعم القضية الفلسطينية

وتابع عنايتي: "اليوم لا يمكننا أن ننسى ما يحدث في غزة وفلسطين وما شهدناه من قتل وتدمير منذ أكثر من عام.. إن ما يحدث هو دليل على الكراهية البغيضة التي يكنها الكيان الصهيوني لأمة اغتصب أرضها ودمر عائلتها وتواجه التهجير والهجرة القسرية من أراضيها بعد التطهير العرقي والإبادة الجماعية. ونحن ندين الدعوات لتهجير الشعب الفلسطيني، وندين الاعتداءات الوحشية على فلسطين ولبنان، ونؤكد على استمرار جهود الدول الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي لاستعادة حقوق فلسطين المشروعة وإقامة دولتها وعاصمتها القدس. إننا نواصل الإشادة بالمواقف الجادة والحازمة للمملكة العربية السعودية في دعم القضية الفلسطينية على المستويات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية".

/انتهى/