وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن اللواء باقري قال خلال كلمته في الملتقى الوطني حول تعبئة الشعب والموارد الوطنية في الدفاع المقدس، إن هناك عوامل متعددة تشكّل القوة الوطنية للدول، وهناك نظريات مختلفة حول هذا الموضوع.
وأضاف أن النظام الهرمي الذي يُستخدم في الدراسات الجغرافية السياسية يتحدد بناءً على قوة الدول، حيث تمتلك الدول الأكثر قوة نطاق نفوذ أوسع، مما يوفر لها فرصًا أكبر. وأكد أن من بين العوامل الرئيسية لتشكيل القوة الوطنية لأي دولة، يأتي دور الشعب، وقدرة الحكومات على حشد الجماهير والموارد الوطنية، مما يسهم في إبعاد التهديدات، وتحقيق الأمن والاستقرار، وتمكين الدول من تنفيذ قراراتها وبرامجها الوطنية.
وأكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن أي نشاط ثقافي أو اقتصادي يعتمد على الاستقرار، الذي يتطلب قوة وأمنًا وطنيًا، وهو ما يلعب فيه الشعب دورًا أساسيًا. وأوضح أن الثورة الإسلامية كانت ثورة قائمة على الشعب، حيث جعل الإمام الخميني الاعتماد على الجماهير محور نهضته، وقام بتنظيمهم عبر الهيئات الدينية، مما أدى إلى تشكيل هيكل شعبي غير مسبوق عالميًا.
وأشار باقري إلى أنه في معظم الثورات العالمية، لم يشارك أكثر من 20% من الشعب إلى جانب الثوار، بينما في الثورة الإسلامية الإيرانية، بلغت نسبة المشاركة الشعبية حوالي 90%، وهو ما يعكس رؤية الإمام الراحل تجاه دور الجماهير. وأضاف أن الإمام الخميني، بعد انتصار الثورة، ووسط تصاعد المؤامرات الأمريكية، رأى أن السبيل لحماية البلاد يكمن في تأسيس البسيج، وهو ما تحقق بعد عام واحد فقط من انتصار الثورة.
وأردف قائلًا: "بعد هذا القرار، واجهنا هجومًا عسكريًا شاملًا، ولم يكن الجيش الإيراني آنذاك مستعدًا بالكامل، كما كان الحرس الثوري مؤوسة ناشئًة، ولو لم يهبّ الشعب للقتال، لكانت الجمهورية الإسلامية قد واجهت الهزيمة. وعلى الرغم من الصعوبات في الأشهر الستة الأولى من الحرب، فقد بدأت العمليات الكبرى منذ مارس 1981، مما أدى إلى تحقيق انتصارات عظيمة ضد العدو بفضل تنظيم الشعب وتعبئته."
وأوضح باقري أن "الأمن الوطني الإيراني في نهاية الحرب لم يكن قابلًا للمقارنة مع وضعه في عام 1979، وهذا النموذج أثبت نجاحه." مشيرًا إلى أن "من بين ستة ملايين شخص شاركوا في الحرب، كان ثلاثة ملايين منهم من المتطوعين والبسيجيين، مما أوجد ملحمة كبرى في تاريخ الدفاع المقدس."
وفي إشارة إلى مراسم تشييع السيد حسن نصرالله، قال باقري: "لقد تحولت مراسم تشييع شهداء محور المقاومة إلى ملحمة خالدة في تاريخ غرب آسيا ولبنان، حيث أظهرت هذه الفعالية العظيمة حجم الدور الذي لعبه الشهيد حسن نصرالله والشهيد هاشم صفّي الدين في تأسيس المقاومة المناهضة للصهيونية وتعزيزها، وفي تشكيل حزب الله البطل."
وأضاف: "هذه المراسم لم تكن مجرد وداع، بل كانت تجسيدًا لعرفان الشعب اللبناني، وكذلك مختلف الشعوب، تجاه هؤلاء القادة العظام، وأصبحت نقطة انطلاق جديدة لتعزيز فكر المقاومة والتعبئة في العالم الإسلامي."
/انتهى/