وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن موقع "khamenei.ir" انه كان السيد المجاهد الشجاع المخلص السيد هاشم صفي الدين رضوان الله عليه... من أبرز شخصيات حزب الله وصديقاً ورفيقاً دائماً للسيد حسن نصر الله. وبفضل حكمة وشجاعة قادة مثله، تمكن حزب الله مرة أخرى من حماية لبنان من خطر التفكك والانهيار وتحييد خطر الكيان الغاصب، الذي داس جيشه القاسي والقمعي حتى على بيروت في بعض الأحيان. إن شجاعته وتضحياته، وشجاعة وتضحيات قادة ومقاتلي محور نصر الله، هي التي أبعدت عن لبنان خطر اغتصاب واحتلال جنوب الليطاني وصور ومدن أخرى في تلك المنطقة، وضمها إلى فلسطين المغتصبة والمحتلة، وأبرزت أرواح حزب الله وممتلكاته وسمعته الثمينة في سبيل الحفاظ على وحدة أراضي ذلك البلد، وأحبطت الكيان الصهيوني المعتدي والمجرم. 1403/08/03
انتخب السيد هاشم صفي الدين، الذي كان يرأس المجلس التنفيذي لحزب الله، أميناً عاماً بعد استشهاد السيد حسن نصر الله. ولكن بعد أيام قليلة فقط، استشهد في قصف الكيان الإسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت، وشيع جثمانه امس الاحد إلى جانب الشهيد السيد حسن نصر الله، بصفتهما الأمينين العامين الشهيدين لحزب الله.
بمناسبة استشهاد الأمينين العامين لحزب الله، نشر موقع "khamenei.ir" لأول مرة النص التفصيلي للمقابلة التي أجرتها مع الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد هاشم صفي الدين، بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران. في هذه المقابلة، شاركنا الشهيد صفي الدين ذكرياته حول العلاقة بين حزب الله في لبنان وآية الله الخامنئي.
وجاء في جزء من تصريحات الشهيد السيد هاشم صفي الدين في هذه المقابلة:
فيما يتعلق بمعرفتي الشخصية بشخصية سماحة القائد آية الله الخامنئي، فلا بد أن أقول إنه في الأيام الأولى لتأسيس حزب الله، كنت في مدينة قم المقدسة، وكنت أدرس كطالب في الجمهورية الإسلامية. أنا كطالب درست العلوم الدينية من الأساتذة والعلماء، ولكن بما أن مرحلة تشكيل حزب الله كانت صعبة جداً، بسبب انتمائي لحزب الله، فقد تابعت التطورات في لبنان منذ البداية. في ذلك الوقت، مع أولئك الإخوة الذين كانوا في قم وشاركوا في تأسيس حزب الله، كنا نتابع كل التفاصيل والقضايا المتعلقة بتأسيس حزب الله وتشكيل نشاطات المقاومة. معرفتي الشخصية بالسيد القائد لم تكن من خلال لقاء شخصي، بل من خلال وجودي في قم واهتمامي بحزب الله وقضايا الجمهورية الإسلامية. لقد كان وما زال اعتزازي بأنني كنت ميالا إلى الخط المبارك لولاية الفقيه وخط الإمام الخميني (رحمه الله). لقد كنت منذ وجودي في الجمهورية الإسلامية أتابع شخصية سماحة السيد، ومثل أي شخص آخر في قم تعرفت على شخصيته، وكنت طوال كل هذه السنوات الصعبة أتابع القضايا المتعلقة بالجمهورية الإسلامية. كنت في إيران لمدة عشرين يومًا تقريبًا قبل انتخابه رئيسًا للجمهورية الاسلامية الايرانية.
في المراحل الأولى لتشكيل حزب الله، كنت أتابع التطورات في لبنان بشكل مستمر. وفي ذلك الوقت، كان الإمام الخميني (رض) قد أوكل مسؤولية إدارة شؤون حزب الله إلى سماحة القائد آية الله الخامنئي. كنت أتابع الشؤون اللبنانية ولم تكن لدي أي علاقة مباشرة معهم. وبعد وفاة الإمام الخميني (رحمه الله) وتسليم القيادة إلى سماحة القائد، عدت إلى لبنان، وكنت كعضو في شورى حزب الله مشاركاً بشكل مباشر في الأمور.
واجهت المقاومة ضغوطاً دولية منذ انطلاقتها حتى يومنا هذا. لقد كانت هذه الضغوط موجودة في كل عام، وفي كل لحظة، وخلالها كانت حكمة قائدنا هي التي ترشدنا. كانوا يقولون لنا أعتقد أن عليكم أن تسلكوا هذا الطريق. وكنا نذهب في هذا الطريق أيضاً وأدركنا أنه الطريق الأفضل. وإذا أردنا أن نختصر الكلام بكلمة واحدة، فلا بد من القول إن مفتاح الكرامة، مفتاح النصر، مفتاح النجاح، مفتاح الهداية، في كل تجربة من تجارب المقاومة اللبنانية، هو في يد القائد.
نحن في حزب الله لدينا ثقافة مبنية على نهج ومنهج الإمام الخميني (رحمه الله). ومن أبعاد ثقافتنا حب الإمام. ولعلنا من جيل كان يظن أن الحياة على المستوى العاطفي والروحي لا يمكن أن تستمر بدون الإمام الخميني! وهذا أمر طبيعي، وأنا شخصياً أذكر أن أحد أحزن أيام حياتي كان يوم وفاة الإمام. لا أعتقد أن هناك يومًا آخر في حياتي كنت فيه حزينًا إلى هذا الحد. بالنسبة لنا جميعًا، فإن فقدان أصدقائنا وعائلاتنا هو من ناحية، وفقدان الإمام هو من ناحية أخرى. وبالطبع كل هذا حدث أثناء استعداداتنا لذلك اليوم أثناء مرض الإمام. وقد أوضحت الجمهورية الإسلامية الظروف الخاصة التي عاشها الإمام في أيامه الأخيرة على شاشات التلفزيون، وكان هناك نوع من الاستعداد ليوم رحيله. ولكن في اليوم الذي أُعلن فيه عن وفاة الإمام، شعرت وكأن العالم توقف وانتهى. كنت في الجمهورية الإسلامية في ذلك الوقت وأتذكر ذلك اليوم بوضوح. كنا نخرج إلى الشوارع، وكان الناس جميعهم يبكون، ولا أحد يبتسم، وكان الجميع يقدمون التعازي لبعضهم البعض. ومن الأمور الغريبة أننا إذا انتقلنا من مكان إلى مكان كنا نرى سائق التاكسي حزيناً، وصاحب المحل حزيناً، وكل الناس هكذا، وكلنا حضرنا جنازة الإمام الخميني رحمه الله.
ولكن عندما أعلنوا عن انتخاب سماحة آية الله الخامنئي قائدا جديداً شعرنا بأن أرواحنا عادت إلى أجسادنا وشعرنا بالثقة. ومن الطبيعي أن هذه قضية داخلية وفكرية. وبالطبع ليس الأمر مسألة داخلية بحتة تماماً، بل يأتي هذا الشعور والعاطفة إلى الإنسان الذي يدرك صفاته ويعترف بخيره ونعمه. لقد شعرنا وكأن يد الله تعالى مرفوعة نحونا، وأستطيع أن أقول دون مبالغة أو تظاهر أننا شعرنا بأن نفس القوة التي كانت موجودة في حياة الإمام موجودة أيضاً تحت قيادته. وأذكر جيداً أننا لم نكن نؤمن بقيادة القائد منذ البداية فحسب، بل كنا في حزب الله على يقين بأن هذا الخيار هو قبل كل شيء خيار إلهي، والحمد لله خيار ناجح، وكنا نعتقد أن نعمة الوقت كانت موجودة بالتأكيد في هذا الأمر. لقد كان لدينا إيمان كبير بحزب الله، وكان لهذا الإيمان تأثير عميق على كل منظمات حزب الله، من القيادة إلى المستويات الدنيا.
ونحن نعتقد أن جبهة المقاومة وهذه الحركة المستمرة في كل أنحاء العالمين الإسلامي والعربي سوف تستمر في مسيرتها بقيادة الإمام الخامنئي (دام ظله) وتضع منجزاتها في تصرف إمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف) بكل خشوع وخضوع. يا سيد زماننا! هل هذا يكفي؟ ونطلب منهم أن يقبلوا منا الإنجاز المذهل الذي حققناه على صعيد العمل المقاوم في المنطقة. يا سيد زماننا! الذي يقود المقاومة هو نائبك؛ هو الولي الفقيه؛ هل هذا يكفي أم أننا بحاجة إلى تقديم المزيد من الإنجازات؟ نحن مستعدون لتقديم المزيد من التضحيات من أجل تهيئة الظروف لقدومكم المبارك. إن فرج صاحب الزمان (عليه السلام) بيد الله، وهو الذي يعلم متى يكون ذلك. نسأل الله أن يقرب فرجهم.
/انتهى/