وكالة مهر للأنباء: "وافقت أوكرانيا على بنود اتفاق مع امريكا لاستغلال ثرواتها المعدنية، قد يوقعه يوم الجمعة الرئيس فلاديمير زيلينسكي خلال زيارة يقوم بها إلى واشنطن. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال قبل ذلك: "سمعت أنه سيأتي يوم الجمعة. هذا أمر جيد بالنسبة لي بالتأكيد. إنه يرغب في التوقيع معي، وأنا أفهم ذلك… إنها صفقة كبيرة، صفقة كبيرة جدا".
وجاء في تقرير أوردتها قناة العالم الاخبارية أن -"الصفقة الكبيرة" التي اشار اليها ترامب في حديثه، والتي سيوقع عليها زيلينسكي مرغما، هي بكل بساطة صفقة بيع اوكرانيا الى امريكا، امام مرآى ومسمع العالم اجمع. وهي عملية سوف لا تقتصر تداعياتها الكارثية على الجيل الاوكراني الحالي، ستمتد الى 10 اجيال قادمة، حيث ستنهب امريكا عائدات اوكرانيا على مدى مئات السنين.
-الخطوط العريضة للصفقة، التي رفضها زيلنيسكي في البداية، لانها سترهن اوكرانيا لامريكا، وحذر هو واركان نظامه، من احتمال ان يقتص الشعب الاوكراني منهم في حال التوقيع عليها، وهناك من حذر من وقوع حرب اهلية بسببها، تتلخص بما يلي: سيُطلب من أوكرانيا تحويل 50% من أرباح الدولة المستقبلية من الموارد الطبيعية من المعادن النادرة والبنية التحتية مثل الموانئ إلى صندوق استثمار جديد تملكه حكومة الولايات المتحدة. وستستمر المساهمات حتى يصل الصندوق إلى 500 مليار دولار.
-مجلة إيكونوميست ذكرت إن سداد هذا المبلغ، بالمعدلات الحالية لدخل أوكرانيا، سيستغرق مئات السنين. ونقلت عن مسؤول أوكراني قوله: "إذا وقعنا على هذا كما هو، فسنُطرد غدا من مناصبنا، ونُعدم من قبل الحشود الغاضبة".
-اللافت ان زيلينسكي سيوقع على الصفقة، دون اي ضمانات امريكية بحماية اوكرانيا في حربها مع روسيا، وكل ما هناك ان امريكا ستحمي الموارد الفعلية المستخرجة فقط!. واللافت اكثر، ان الصفقة التي ستجعل واشنطن تهيمن على معادن أوكرانيا وموانئها "مقابل الدعم الذي حصلت عليه اوكرانيا من امريكا سابقا"، بمعنى انه لن تقدم امريكا بعد الان في مقابل نهب ثروات اوكرانيا، اي دعم جديد لاوكرانيا.
-ان فكرة التوصل إلى صفقة نشأت في سبتمبر/ أيلول الماضي عندما عرض زيلينسكي منح حقوق التعدين مقابل مساعدة أمنية مستقبلية ودعوة للانضمام إلى حلف الناتو. لكن ترامب قلب المفهوم رأسا على عقب، مدعيا أن موارد أوكرانيا وبنيتها التحتية هي تعويض عن المساعدات التي تبرعت بها أمريكا بالفعل، واذا لم توقع اوكرانيا على اتفاق معه، سيكون الخيار الآخر هو الانتقام، حيث سيعمل ترامب على خنق تدفق الدعم العسكري، أو قطع الوصول إلى خدمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية في ستارلينك، الامر الذي سيضر كثيرا في خطوط القتال الاوكرانية، أو تسريع محادثات السلام الثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
-يمكن استخلاص عبر ودروس في غاية الاهمية من مصير اوكرانيا، ومصير رئيسها زيلينسكي، الذي صدق بوعود امريكا واوروبا، وتورط في حرب مع روسيا، اختلفت اهدافها، فهذه الاهداف عن زيلينسكي الانضمام الى الناتو ودخول "جنة اوروبا"، واهدافها عند اوروبا وامريكا، اضعاف روسيا وانهاكها، وبالتالي تفكيكها، ومن ثم الاستيلاء على ثروات اوكرانيا، في مقابل دعمها. اليوم فقد زيلينسكي ثلث مساحة بلاده، ودمرت بنيتها التحتية، وشرد الملايين من شعبه، وقتل عشرات الالاف من جنوده، وبدلا من أن تفي امريكا بوعودها وتدعمه، نراها تضرب اوكرانيا ضربة اشد قسوة من ضربة روسيا، بعد ان تتحول الى مستعمرة امريكية .. وصدق الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عندما قال "المتغطي بامريكا عريان".
/انتهى/