في خطوة تعكس تعزيز الحضور السينمائي المقاوم في المنطقة، وصل وفد مهرجان أفلام المقاومة الدولي، برئاسة نائب الأمين العام للمهرجان "محمد علي شجاعي فرد"، إلى بغداد لبحث سبل التعاون الثقافي والسينمائي مع المؤسسات العراقية.

وافادت وكالة مهر للأنباء، نقلا عن العلاقات العامة لمهرجان افلام المقاومة، بان هذه الزيارة، تعد الأولى من نوعها في إطار التوسع الدولي للمهرجان، حيث تهدف إلى إرساء شراكات جديدة في مجالات الإنتاج السينمائي والتبادل الثقافي بين إيران والعراق.

تعاون مؤسسي لتعزيز الهوية السينمائية المقاومة

كما جاءت هذه الزيارة بالتنسيق مع مؤسسة البصیرة، إحدى المنصات الإعلامية العراقية الرائدة، لبحث آفاق التعاون المشترك في إنتاج الأعمال السينمائية والمشاريع الإعلامية الهادفة. ومن المقرر أن يشمل التعاون إقامة فعاليات سينمائية، إنتاج مشترك للأفلام، ودورات تدريبية متخصصة في السينما والذكاء الاصطناعي.

وفي اليوم الأول من الزيارة، استضافت مؤسسة البصیرة العراقية وفد المهرجان، حيث تم استعراض الإمكانيات الفنية والتقنية التي تمتلكها المؤسسة، إضافة إلى بحث فرص التعاون في مجالات الإنتاج الإعلامي وتنظيم الفعاليات السينمائية داخل العراق.

اتفاقيات لتعزيز الحضور السينمائي المقاوم

وقد أثمرت الاجتماعات عن توقيع اتفاقية تعاون بين المهرجان ومؤسسة البصیرة؛ تضمنت الآتي :-

- إنتاج مشترك لفيلم قصير يعالج قضايا محورية مثل مكافحة الإرهاب، إحياء أربعينية الإمام الحسين (ع)، مقاومة الطغيان، مواجهة المشروع الصهيوني، واستعادة الهوية الدينية.

- تنظيم فعاليات سينمائية خاصة بمهرجان أفلام المقاومة في العراق.

- إنتاج أعمال سينمائية مشتركة، أبرزها الجزء الثاني من فيلم “الشمال من الجنوب الغربي”، الذي يتناول وقائع من معسكر أشرف.

- تنظيم ورش تدريبية في مجالات السينما والذكاء الاصطناعي لتعزيز المهارات الإعلامية لدى الشباب العراقي.

لقاءات رفيعة لتعزيز الشراكة الثقافية

كجزء من هذه الزيارة، أشار إسرافيل كليجي، المدير التنفيذي ومسؤول اللجنة الدولية للمهرجان، إلى أن الوفد سيلتقي بعدد من الشخصيات البارزة في المشهد الثقافي العراقي، ومنهم :-

- نائب وزير الثقافة العراقي لمناقشة سبل التعاون الثقافي الرسمي بين البلدين.

- الحاج مهند العقابي، رئيس هیئة الإعلام في الحشد الشعبي، لمناقشة دور الإعلام في توثيق الأحداث المقاومة.

- الدكتور مضاد الأسدي من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، لبحث دور المؤسسات الأكاديمية في دعم السينما المقاومة.

كما سيقوم الوفد بزيارة مراکز السينما والثقافة في بغداد، ومنها سينمات مول الجادرية والحرثية، لاستكشاف الإمكانات المتاحة لعرض الأعمال السينمائية المقاومة في العراق. ويحضر عرض سينمائي تاريخي ضمن أول مهرجان بصيرة للسينما والمسرح.

وورد في هذا التقرير، بان جدول الأعمال سيتختتم بإقامة أول مهرجان للسينما والمسرح تحت إشراف مؤسسة البصیرة، والذي سيشهد عرض فيلم “الشمال من الجنوب الغربي” للمرة الأولى في العراق. يُذكر أن الفيلم، الذي حصد 13 ترشيحًا دوليًا ومحليًا، نال عدة جوائز سينمائية مرموقة.

نحو تعاون سينمائي استراتيجي بين طهران وبغداد

يعكس هذا الحدث رغبة مشتركة بين مهرجان أفلام المقاومة ومؤسسة البصیرة في تعزيز التعاون السينمائي والثقافي بين إيران والعراق، عبر تبادل الإنتاجات السينمائية وإقامة منصات إبداعية مشتركة. وفي ظل التحديات الراهنة، يؤكد الطرفان على أهمية توظيف السينما كأداة للتعبير عن قضايا المقاومة وتعزيز الوعي الثقافي والسياسي.

ختامًا : نحو حضور أوسع للسينما المقاومة في العالم العربي

تشكل هذه الشراكة خطوة نحو تأسيس صناعة سينمائية مقاومة ذات امتداد إقليمي، إذ من شأنها أن تمهد الطريق لتعاونات أوسع مع دول المنطقة، وتسهم في إبراز قضايا الأمة الإسلامية من خلال لغة السينما والفن.