وكالة مهر للأنباء: استيقظ سكان قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء على أصوات القنابل والانفجارات مرة أخرى. وأسفرت الهجمات البرية والجوية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على هذا القطاع عن سقوط أكثر من 350 شهيداً ومئات الجرحى والمفقودين خلال خمس ساعات فقط.
بعد أكثر من عام من عدوان الاحتلال على قطاع غزة، والذي خلف عشرات الآلاف من الشهداء في القطاع، توصلت حركة حماس والكيان الصهيوني إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى. وبدأت المرحلة الأولى من هذا الاتفاق في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث تم إطلاق سراح عدد من الأسرى الصهاينة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
انتهت هذه المرحلة في شهر مارس/آذار من هذا العام، ولم تبدأ المرحلة الثانية أبدًا. وهذا على الرغم من أن تل أبيب انتهكت بنود الاتفاق مراراً وتكراراً حتى خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، من خلال استهداف المواطنين الفلسطينيين، وإغلاق المعابر، ووقف تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
في الأساس، اضطر الكيان الصهيوني إلى قبول وقف إطلاق النار في قطاع غزة لعدة أسباب: - الحرب المطولة والمدمرة في غزة، وضعف القوة البدنية والنفسية للجيش الصهيوني نتيجة انخراطه في حرب منهكة، واستمرار العمليات من قبل القوات الفلسطينية رغم حصار غزة، وتكثيف الضغوط من قبل عائلات الأسرى والأحزاب الصهيونية على حكومة الكيان الصهيوني وخاصة نتنياهو.
ويبدو أنه بعد تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار والإفراج عن عدد من الأسرى الصهاينة، فقد خف الضغط إلى حد ما على حكومة الكيان الصهيوني ونتنياهو. ومن بين مخاوف نتنياهو انهيار الائتلاف الحاكم في الكيان الصهيوني وانسحاب أحزاب اليمين المتطرف منه بسبب دخول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
الولايات المتحدة التي دخلت في البداية المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار ببادرة وساطة، أعطت الآن تل أبيب الضوء الأخضر لاستئناف الهجمات على غزة. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤول صهيوني أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى الكيان الإسرائيلي الضوء الأخضر لاستئناف العدوان على قطاع غزة. وأضاف المسؤول الصهيوني أن تل أبيب أبلغت واشنطن في وقت سابق باستئناف العدوان على غزة. وأكد متحدث باسم البيت الأبيض هذا الأمر أيضًا.
وأعلنت حركة حماس مراراً خلال الأسابيع الأخيرة أن تل أبيب لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بقيادة المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكاف، وتحاول الحصول على الذرائع اللازمة لاستئناف الحرب على غزة من خلال عرقلة المرحلة الثانية من المفاوضات.
وكان مطلب حماس الوحيد هو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقت سابق، ولكن بعد تنفيذ المرحلة الأولى سعى الكيان الإسرائيلي إلى تمديد هذه المرحلة دون الالتزام بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة. وبدلاً من لعب دور الوسيط المزعوم، كثفت الولايات المتحدة أيضاً تهديداتها ضد حركة حماس من خلال تبني سياسة العصا والجزرة. وفي الوقت الذي قدم فيه اقتراحا غير مدروس بتمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر مقابل إطلاق سراح عدد إضافي من الأسرى الصهاينة، زاد من حدة خطابه بشأن استئناف الحرب على غزة.
إن دعم أميركا لعدم التزام الكيان الصهيوني باتفاق وقف إطلاق النار أظهر مرة أخرى مدى عدم مسؤولية هذا البلد وتمرده على الاتفاقيات الدولية، حتى كوسيط كما يسمى.
/انتهى/