اصدرقائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي بيانا هاما اشاد فيه بالمشاركة الواسعة للشعب الايراني في المرحلة الثانية من انتخابات رئاسة الجمهورية , وعزيمته الراسخة في الدفاع عن الاستقلال الوطني والتزامه عمليا بالدفاع عن مصالح البلاد ونظام الجمهورية الاسلامية.

وفيما يلي نص بيان قائد الثورة الاسلامية :
                    بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الشعب الايراني العظيم
ان قلمي عاجز عن وصف تحليكم بالسعي الدؤوب والدافع العميق والبصيرة النافذة والحماس الصادق , فانتم وفي جمعتين متتاليتين وفي خطوة بليغة وذات مغزى كبير , قد اظهرتم للعالم عظمتكم مرة اخرى , واثبتم قدرتكم لذوي النوايا الشريرة والاعداء الحاقدين , وبرهنتم على عزيمتكم الراسخة في الدفاع عن الاستقلال الوطني , واثبتم عمليا التزامكم بالدفاع الشجاع عن مصالح البلاد ونظام الجمهورية الاسلامية التي تحقق جميع الاهداف الاسلامية والثورية , لقد قدمتم للاصدقاء والاعداء على حد سواء صورة رائعة للتضامن الوطني والمشاركة العامة , وجسدتم رمز صلابتكم واقتداركم في مواجهة الاطماع الاستكبارية , والآن فان عدوكم بالرغم من تخرصاته , اصابه الذل في مواجهة عظمة وشفافية سيادتكم الشعبية , وان الامة الاسلامية الكبرى في ارجاء العالم  تفتخر بطاقة وقدرة النظام الاسلامي التي هي مظهر الهوية الجماعية للمسلمين.
ان هذا الانتصار الباهر للشعب هو مظهر للرحمة الالهية لكم ايها الشعب المؤمن والشباب الصادق والصالح ونصرة من الباري تعالى , فاني اسجد لله شاكرا بخشوع واساله استمرار عنايته ورحمته ونصرته لكم ايها الشعب العزيز والوفي واوصيكم بالشكر والذكر والخضوع والرفق والمداراة , كما اهنئ رئيس الجمهورية المنتخب الدكتور محمود احمدي نجاد بمناسبة توليه هذه المسؤولية الجسيمة , والفت عنايته وجميع افراد الشعب الى النقاط التالية :
1- ان فترة الانتخابات فترة حماس وتوتر ومع انتهاء الانتخابات يجب ان يحل الوقار والصداقة والتعاون بدلا من الاثارة والتوتر , فالجميع سواء انصار المرشح المنتخب او انصار المرشحين المحترمين الآخرين يجب ان يعبروا عن استيعابهم وحلمهم ومعرفتهم , وان لا تجبر المشاعر سواء المفرحة او المحزنة الشخص الملتزم والحصيف عن اتخاذ سلوك مغاير لشأنه , فالوحدة الوطنية والصداقة والمداراة هي الضمانة لامن البلاد واحباط لاية مؤامرة.
2- والآن وبعد اسابيع من الكلام والاستماع فان الدور للعمل والسعي , ولرئيس الجمهورية المنتخب فرصة ثمينة لغاية تسلمه رسميا للمسؤولية , من الاحرى ان يستغل هذه الفرصة بدون اهدار الوقت لاتخاذ اجراءات تتطلبها بداية توليه المسؤولية الجسيمة لرئاسة الجمهورية , وعلى جميع مسؤولي البلاد والنخب في مختلف القطاعات , اعتبار مساعدته التزاما انسانيا واسلاميا.
3- ان الدور المؤثر والحاسم لمرشحي رئاسة الجمهورية في صنع هذه الملحمة الوطنية الكبرى لايمكن انكارها , وشكرهم واجب على الجميع , فاني اقدم شكري الجزيل لجميع السادة وبالاخص الى سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ هاشمي رفسنجاني الذي يعتبر من ذخائر الثورة واحد الشخصيات البارزة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية , وآمل من اخي العزيز ورفيقي القديم ان يؤدي دوره مثل السابق في المجالات المهمة للنظام الاسلامي.
4- ارى من الضروري ان اشكر من الصميم جميع افراد الشعب العزيز الذين خلقوا مرة اخرى حادثة عظيمة من اجل تقدم ورقي البلاد , وجميع الذين ساهموا في هذا الاختبار العظيم , لاسيما المراجع العظام والعلماء الاعلام والنخب الجامعية , والشرائح الاجتماعية والسياسية والثقافية المختلفة وكذلك اجهزة الاعلام وخاصة الاذاعة والتلفزيون الذين ادوا دورا مبدعا في هذه الحركة العامة , وجميع المراسلين والناشطين في مجال الاخبار والتحاليل , وكذلك المسؤولين عن اقامة الانتخابات , ومجلس صيانة الدستور ووزارة الداخلية والمحافظين والقائمقاميين واعضاء الاجهزة التنفيذية والمشرفة , واجهزة الشرطة والامن والمخابرات والقضاء الذين بذلوا جهودا حثيثة لضمان امن ايام الانتخابات , واسال الله ان يجزيهم الاجر والثواب. 
مرة اخرى اشكر الله تعالى على نعمته ورحمته لهذا الشعب وهذا البلد , واقدم سلامي المخلص الى بقية الله ارواحنا فداه , وان يشملنا برعايته وعنايته ودعاءه.
 والسلام عليكم  ورحمة الله وبركاته
    السيد علي الخامنئي
4 تير 1384 هـ ش المصادف لـ 25 يونيو 2005م