ومن اهم المواضيع التي يتطرق اليها رئيس الوزراء العراقي خلال هذه الزيارة الاولى من نوعها والتي يرافقها فيها عشرة وزراء ، الشؤون الامنية والاقتصادية والسياسية وسبل مكافحة الارهاب الذي يستهدف وحدة العراق وامن المنطقة على حد سواء.
ومن المقرر ان يجري رئيس الوزراء العراقي خلال اقامته بطهران سلسلة محادثات مع رئيس الجمهورية السالامية الايرانية محمد خاتمي والرئيس المنتخب محمود احمدي نجاد والنائب الاول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف ورئيس مجلس الشورى الاسلامي غلام علي حداد عادل ووزير الخارجية كمال خرازي.
واخذت هذه الزيارة التاريخية منحا خاصا نظرا للتقلبات التي قد شهدتها العلاقات بين البلدين على مدى العقود الثلاثة الماضية.
وكان تدهور العلاقات الثنائية بين طهران وبغداد خلال العقود الماضية بعد استيلاء حزب البعث الفاشي على السلطة تصب دوما لصالح الدول الاستعمارية والاقليمية التي لا تريد ان يرتبط شعبي البلدين بعلاقات متميزة على اسس الجغرافيا والعقيدة لانها تعتبر خطرا على مصالحها.
وبعد سقوط نظام صدام الديكتاتوري الدموي الذي جعل من العراق بؤرة توتر تهدد جيرانها ، دابت قوات الاحتلال على توتير العلاقات بين الشعبين الجارين من خلال دس عملائها في الحكومات السابقة.
ومن ناحية اخرى حاولت بعض الدول العربية المجاورة للعراق من خلال تضخيم خطر الترابط الشيعي بين شعوب المنطقة , تشكيل كتلة اقليمية تسيطر على سياسات الحكومات العراقية السابقة ومنعها من اقامة علاقات ودية مع جارتها ايران.
وتركت هذه المحاولات اثرا سلبا على مجريات الاحداث في العراق مما جعل قوات الاحتلال تتخوف من تشكيل ما يسمى الهلال الشيعي في المنطقة وعلى هذا الاساس بدأت قوات الاحتلال ومعها بعض الدول العربية المجاوره بتوجيه شتى الاتهامات ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
واستغلت بعض الدول العربية المجاورة للعراق هذا التخوف اللا مبرر ومهدت الطريق لتوغل الارهابيين العرب في العراق للعبث بامن هذا البلد , حيث دفع الشعب العراقي ثمنا غاليا جراء حقد وضغينة هؤلاء الارهابيين العرب من خلال الاعمال الارهابية ليس ضد الاحتلال ، بل ضد الناس الابرياء والعزل بدوافع طائفية.
وليس العراق وحده بل قوات الاحتلال ايضا دفعت الثمن ازاء توجهاتها الخاطئة تجاه طائفة معينة في العراق حيث راح ضحية هذه التوجهات اكثر من الف وثمانمائة جندي اميركي سقطوا خلال العامين الماضيين في العراق , ولابد من القول ان قوات الاحتلال لم ولن تتمكن من ارساء الامن و الاستقرار الا من خلال ابداء تعاون صادق وبناء مع كافة الاطراف في العراق ومع دول الجوار بمنأى عن الخلافات السياسية بينها وبين تلك الدول.
كما ان على قوات الاحتلال ان تحدد جدولا زمنيا لانسحابها من العراق كي لا تعطي ذريعة للارهابيين للبقاء على ارض الرافدين.
ومن هذا المنطلق فان زيارة رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الى الجمهورية الاسلامية تعتبر زيارة هامة ستحدد ملامح العراق في المستقبل سياسيا واقتصاديا ودوليا وقد تسفر عن بدء مرحلة جديدة من التعاون الوثيق بين الشعبين الايراني والعراقي.
وبالطبع فان هناك ملفات هامة سيطرحها الجعفري على بساط البحث خلال زيارته لطهران وهذه الملفات هي كيفية تطبيق بنود قرار مجلس الامن رقم 598 بكل حذافيرها وازالة الترسبات الناتجة عن الحرب الظالمة التي شنها النظام العفلقي ضد الجمهورية الاسلامية واقامة تعاون بناء بين البلدين على الصعيدين التجاري والسياسي.
ومن المؤكد فان رئيس الوزراء العراقي سيطلب المساعدة من ايران لنقل تجاربها الناجحة في اعادة اعمار العراق ومشاركة ايران في بناء المصافي النفطية وسكك الحديد ونقل الطاقة الكهربائية من ايران الى العراق.
واخيرا وليس آخرا فان زيارة الدكتور ابراهيم الجعفري الى ايران ستعيد المياه الى مجاريها الطبيعيى وتزيل كل العوائق التي وضعها عملاء الاستعمار في الماضي امام مسار العلاقات بين الشعبين الجارين المسلمين وطي صفحة الماضي وبدء مرحلة جديدة في العلاقات بين ايران والعراق./انتهى/
حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري حاليا الى طهران لفتت انتباه وسائل الاعلام المحلية والاجنبية حيث تعتبر هذه الزيارة الهامة من ابرز التطورات على الساحة السياسية الايرانية والعراقية.