تاريخ النشر: ٢٣ يوليو ٢٠٠٥ - ٢٠:١٢

استمرت الشرطة البريطانية في استجواب رجلين اعتقلا في جنوب لندن فيما تمشط المدينة في إطار أكبر مطاردة في تاريخ بريطانيا يوم السبت بحثا عن اربعة مشتبه بهم.

ونقلت وكالة مهر للانباء عن رويترز انه جرى احتجاز الرجلين بعد مداهمات نفذت في وقت متأخر يوم الجمعة في منطقة ستوكويل بجنوب لندن بالقرب من أحد مواقع القنابل التي لم تنفجر والتي استهدفت ثلاثة قطارات أنفاق وحافلة وهي نفس الاهداف التي جرى تفجيرها في السابع من يوليو / تموز.
ووقعت هجمات الخميس بعد اسبوعين من مقتل 52 شخصا في هجمات انتحارية على شبكة النقل في العاصمة البريطانية. وتبدو هجمات الخميس نسخة مطابقة من الهجمات التي وقعت قبل أسبوعين.
ووقع الاعتقال بعد ساعات من مطاردة الشرطة لرجل آخر وقتله امام الركاب المذهولين في محطة ستوكويل المزدحمة لقطارات الانفاق.
ونشرت الشرطة صورا مأخوذة من دائرة تلفزيونية مغلقة وظهر فيها المشتبه بهم الاربعة في هجمات الخميس وناشدت الجمهور المساعدة في العثور عليهم ولكنها حذرت من انهم خطرون ويجب عدم الاقتراب منهم.
وبعد مرور أقل من 24 ساعة على نشر الصور قالت الشرطة انها تلقت 400 مكالمة من المواطنين.
وانتقل صراع بريطانيا ضد الارهاب بعد اطلاق النار على مشتبه به خمس مرات من مسافة قريبة وقتله في القطار الى مستوى جديد من استخدام القوة في دولة لا يحمل بها اسلحة الا ضباط الشرطة المتخصصون وحيث وقائع القتل على يد الشرطة نادرة.
واثارت الواقعة جدلا قويا بشأن اتباع الشرطة فيما يبدو سياسة اطلاق النار بهدف القتل.
ونددت لجنة حقوق الانسان الاسلامية ونشطاء مناهضون للحرب باطلاق النار بوصفه بداية لمرحلة خطيرة ولكن الشرطة ورئيس بلدية لندن دافعا عن موقف الشرطة.
وقال رئيس اللجنة مسعود شجرة في بيان ان اللجنة "تخشى من أن أناسا أبرياء قد يفقدون حياتهم بسبب سياسة ..اطلاق النار بهدف القتل..الجديدة التي تتبعها شرطة العاصمة."
ولكن رئيس بلدية لندن كين ليفنجستون قال ان واجب الشرطة هو حماية العامة من الاشخاص الذين يعتبرون ارهابيين مشتبها بهم. وقالت الشرطة انها تتبعت القتيل من منزل تحت المراقبة وانه هرب حينما اعترضته.
وقالت لجنة شكاوى الشرطة المستقلة انها تحقق في الواقعة كما هو الحال في جميع عمليات اطلاق النار التي نفذتها الشرطة وأفضت للوفاة.
وذكرت وسائل الاعلام ان الشرطة تعمل بموجب تعليمات سرية جديدة يطلق عليها الاسم الرمزي (العملية كراتوس) والتي تسمح للشرطة بالتصويب على رأس المشتبه به مباشرة وليس الجسد اذا رأت انه يشكل خطرا على المواطنين.
وهرعت الشرطة الى عدة مناطق استجابة لعدة انذارات أمنية.
وأغلقت الشرطة لفترة وجيزة محطة مايل اند لقطارات الانفاق في شرق لندن يوم السبت بسبب انذار أمني ولكنها رفضت التعليق على تكهن بأن الانذار كان بسبب رؤية شخص اعتقد بطريق الخطأ انه أحد المفجرين المشتبه بهم. وقالت الشرطة انها لم تعتقل أحدا.
وادت هجمات السابع من يوليو تموز الى مقتل 52 شخصا واصابة 700 في اسوأ هجمات في تاريخ لندن في وقت السلم. ولكن يوم الخميس الماضي لم تنفجر القنابل بشكل صحيح ولم يقتل احد.
ولذلك فان الشرطة لديها خيوط كثيرة تشمل القنابل التي لم تنفجر وصور كاميرات المراقبة التلفزيونية واقوال الشهود.ولكن خبراء أمنيين ورئيس شرطة لندن السابق حذروا من أن الهجمات قد تستمر.
وقال قائد شرطة لندن السابق جون ستيفنز لهيئة الاذاعة البريطانية "اذا نظرت الى أي حملة ارهابية عادية عبر التاريخ فستجد أنها استمرت لفترة ليست قصيرة من الزمن."
وسيطرت متابعة تفاصيل تطورات الاحداث على النشرات التلفزيونية البريطانية بينما نشرت الصحف صور المشتبه بهم تحت عناوين "الاربعة المتصدرون لقائمة ابرز المطلوبين" و "الهاربون" و"القنابل البشرية".
وحكى شهود عن مطاردة الشرطة السرية لمشتبه به حتى عربة قطار انفاق. وتعثر الرجل اثناء جريه حيث اطلقت عليه النار حينئذ اكثر من مرة من مسافة قريبة بينما رقد على الارض.
وقال ايان بلير قائد شرطة لندن يوم الجمعة ان قواته تواجه "اضخم تحد في العمليات" في تاريخها.
ورفضت الشرطة القول ما اذا كان الرجل الذي احتجز يوم الجمعة او الرجل الذي قتل في قطار الانفاق من الاربعة المشتبه بهم.
ولكن صحيفة صن الواسعة الانتشار قالت ان هناك شبهات في ان الرجل المحتجز حاول تفجير الحافلة في انفجارات يوم الخميس. ولم يصدر تعليق من الشرطة.
واعلنت كتائب ابو حفص المصري المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن تفجيرات الخميس وتلك التي وقعت في السابع من يوليو / تموز وهددت باستهداف ايطاليا والدنمرك وهولندا وهي دول لها قوات ايضا في العراق.
ولكن خبراء امنيين شككوا في اعلان تلك الجماعة مسؤوليتها عن هجمات سابقة في اوروبا.
وناشد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التزام الهدوء ولكنه رفض الاقتراحات بأن غزو بريطانيا للعراق الى جانب الولايات المتحدة له صله بأي شكل من الاشكال بالهجمات./انتهى/