في تحرك نادر شاركت القوات البحرية الجزائرية في حملة واسعة ضد معاقل الإرهاب بجبال "إيدوغ" القريبة من مدينة عنابة كبرى مدن أقصى شرق البلاد.

 وأفادت وكالة مهر للانباء نقلا عن البيان الاماراتية ان البوارج الحربية الجزائرية أطلقت من البحر ما يزيد على مئة طلقة مدفعية أول من أمس على مواقع يفترض أنها تأوي ما بين 30 و 40 إرهابياً من الجماعة السلفية للدعوة والقتال.
 وقال مصدر أمني انها المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات البحرية في هجوم على مواقع إرهابية شرق الجزائر.
 وكانت قوات كبيرة من الجيش قد أطلقت منذ أسبوع حملة تمشيط كبرى في أصعب منطقة جبلية بالقرب من الحدود التونسية شاركت فيها قوات الطيران بطائرات استطلاعية ومقاتلات ميغ 29 ومروحيات حربية، ألقت أطناناً من القنابل على معاقل الإرهاب.
 كما شاركت في العملية قوات من سلاح المظليين (الكوماندوز) وفرقة كاملة من الدرك الوطني مختصة في الكفاح ضد الإرهاب مرابطة ببلدة الحجار قرب عنابة علاوة على مئات من أفراد الشرطة القضائية والحرس البلدي والمقاومة المدنية ضد الإرهاب (مجموعات مدنية سلحتها الدولة للمساهمة في مكافحة الإرهاب).
 وإلى غاية ظهر أمس كانت قوات المشاة قد بلغت مواقع لم يسبق للجيش أن دخلها منذ اندلاع الأزمة مطلع عام 1992، وكانت حكرا على الجماعات المتعاقبة التي سيطرت على المنطقة من الجماعة الإسلامية المسلحة والجيش الإسلامي للإنقاذ ثم الجماعة السلفية حالياً، وتمكنت قوات الجيش من دخول عدة قرى كان يسيطر عليها الإرهابيون وقد غادرها سكانها تباعاً منذ سنوات.
 وذكرت مصادر أمنية أن ما يجري هذه الأيام في المرتفعات الجبلية القريبة من مدينة عنابة هو أكبر هجوم في تلك المنطقة على الإطلاق، وسيكون نقطة تحول كبرى في المواجهات بين قوات الأمن والإرهاب.
 فالجيش وصل إلى مناطق لم يصلها من قبل، وقد يدخل أدغالاً لم يسبق أن وطأتها قدم إنسان إن اقتضى الأمر ذلك مع أن المهمة تبدو صعبة للغاية، لكن المعدات المسخرة للهجوم كبيرة ومشجعة بالنسبة للضباط والجنود المشاركين فيه، وحضور سلاح المظليين يعني بلوغ أقصى نقطة في تلك الجبال لتطهيرها تماماً من الإرهابيين./انتهى/