على اعتاب الاستفتاء العام على الدستور العراقي الجديد بدات الاقلية في العراق بتحركات دعائية مسمومة بالتنسيق مع السلفيين الوهابيين.

فالاقلية التي قاطعت انتخابات الجمعية الوطنية العراقية في يناير / كانون الثاني الماضي اصدرت بيانا طلبت فيه من الشعب العراقي عدم المشاركة في الاستفتاء العام على الدستور الجديد , ودعت الى حل الجمعية الوطنية واقالة الحكومة المنتخبة برئاسة ابراهيم الجعفري.
وبموازاة ذلك اقدم السلفيون الوهابيون على بث شائعات عبر الفضائيات العربية من اجل تحطيم وحدة الشعب العراقي بجميع طوائفه.
فقد ادعت هذه الشائعات التي روجتها القوى التكفيرية السلفية ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق يعتزم نقل جسد الامام ابي عبد الله الحسين (ع) من مرقده في كربلاء المقدسة الى ايران.
وقد زعمت احدى هذه الفضائيات العربية انها حصلت على وثيقتين تثبت صحة ادعائها.
ومع ان نقل الجسد الطاهر للامام الحسين (ع) من مدينة كربلاء الى ايران امرا مستحيلا الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هو ان هؤلاء السلفيون الحاقدون المجرمون الذين يناصبون العداء علانية لاهل بيت الرسول (ص) كيف باتوا حريصين على قبر الامام الحسين (ع)؟.
أ لم يحرم الوهابيون السلفيون حتى زيارة قبر الرسول الاكرم (ص) ؟ فكيف يتباكى  هؤلاء الآن على قبر الامام الحسين (ع)؟.
من جهة اخرى فان هيئة ما تسمى بعلماء المسلمين في العراق التي لا تمثل سوى اقلية من المجتمع لا تتعدى خمسة بالمائة تحرض الشعب العراقي بالتمرد ضد الحكومة العراقية المنتخبة تزامنا مع بث هذه الشائعات المثيرة للفتنة.
فهذه الاقلية التي لديها صلات واضحة مع السلفيين الوهابيين والارهابيين العرب وحرمت اغلبية الشعب العراقي من ابسط حقوقه تحاول حاليا افشال العملية السياسية الجارية حاليا في العراق.
ان هيئة علماء السنة التي هي من مخلفات حزب البعث العراقي الفاشي لعبت دورا مهما خلال الخمس والثلاثين سنة التي حكم فيها نظام البعث المقبور في هدم الاماكن الدينية المقدسة في العراق وخاصة اثناء الانتفاضة الشعبانية المباركة ضد نظام صدام , بهدف اعادة عقارب الساعة الى الوراء وعودة العراق الى الوضع السابق.
ومع ان هذه الاقلية لم تشارك بمحض ارادتها في الانتخابات العامة التي جرت مطلع العام الجاري وليس لديها حق ابداء وجهة نظرها حول القضايا السياسة وفقا لمبادئ وقواعد الديمقراطية , الا انها مع الاسف استغلت الاجواء الديمقراطية في العراق الجديد ورحابة صدر المسؤولين العراقيين ووضعت العراقيل امام مسيرة ارساء الديمقراطية في العراق.
ان هذه الممارسات الاستفزازية لم يكن لها سابقة في اي بلد بالعالم بحيث ان هذه الاقلية التي لها صلات مباشرة ووثيقة مع نظام بائد تحاول مرة اخرى من خلال العمليات الارهابية واعمال العنف السيطرة مرة اخرى على مقدرات البلاد.
فقد اكدت هيئة علماء السنة في لقاءاتها المتعددة مع قوات الاحتلال بان اميركا اذا ماارادت الحفاظ على مصالحها في العراق فيجب عليها مساندة الاقلية , وهذا الامر يبين ان هذه الهيئة تريد الاستفادة من دعم المحتلين للاستيلاء على مقاليد الامور في العراق مجددا.
ان هيئة علماء السنة التي لا تمثل الا نفسها والسنة منها براء تلعب في الوقت الحاضر دورا خطيرا يشابه الدور الذي لعبه عمرو بن العاص في حرب صفين عندما وضع القرآن على الرماح من اجل خداع المسلمين السذج وتحريضهم ضد امير المؤمنين الامام علي (ع)
ومن هذا المنطلق يتعين على الحكومة العراقية الى جانب جهودها في القضاء على الارهابيين المجرمين ومن اجل توفير الاجواء المناسبة لاقامة الاستفتاء على الدستور واجراء انتخابات حرة ونزيهة حل هذه الهيئة المتآمرة ومحاكمة قادتها , وفي غير تلك الحالة فان هذه الهيئة التي تحمل افكارا بعثية جاهليه وعنصرية ستحاول في المستقبل عبر استغلالها دعم المحتلين والدول العربية المجاورة زرع الفرقة بين مكونات الشعب العراقي من شيعة وسنة وعربا واكرادا من اجل منع العراق من السير نحو اقامة النظام الديمقراطي.
وعلى كل حال فان الاوضاع الراهنة في العراق تشير الى ان السلفيين والارهابيين وهيئة ما تسمى بعلماء المسلمين ذات الافكار البعثية تحاول احداث اضطرابات داخلية , لذلك فان على الزعماء الدينيين والوطنيين في العراق مراقبة تحركات هذه المجموعات بدقة لافشال مخططاتهم التآمرية./انتهى/
حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء