نقلت وكالة مهر للانباء عن صحيفة الجزيرة السعودية ان من يدخل مستشفى معالجة الأورام السرطانية الواقع على مقربة من ساحة الأندلس في وسط بغداد يكتشف أن مرض السرطان بات ينافس ضحاياه قتلى الانفجارات اليومية في العراق .
يقول الدكتور "علي كاظم" مدير المستشفى إن هناك ارتفاعاً متزايداً في حالات الإصابة بالأورام السرطانية لدى العراقيين (نسجِّل سنوياً نحو 7500 حالة) وبسبب قلة الإمكانات المتوافرة لدينا ونقص العلاج اللازم ارتفعت النسبة إلى 9 في المائة).
ويوضح الدكتور كاظم العقبات التي تواجههم (نحن نعمل على أجهزة للتشخيص، اثنان منها لا يتناسبان مع تطورات التقنية الموجودة في العالم)، ويتابع قائلاً: ( إن هذا المستشفى هو الوحيد في عموم العراق المتخصص في علاج الأورام السرطانية، وإضافة إلى الحروب، وما رافقها من تلوث بيئي ناتج عنها وكثرة عوادم السيارات، وسوء التغذية، والتدخين، كلها ساعدت على ارتفاع نسبة السرطان في العراق على نحو مخيف).
وأعرب أ. السامرائي وهو مهندس مختص بالتلوث البيئي عن قلقله الشديد تجاه تزايد حالات التلوث، ويشرح الأسباب من وراء انتشار مرض السرطان في العراق فيقول: (إن ارتفاع مرض السرطان بأنواعه، يعود بالدرجة الأولى إلى ما جرى في منطقة (التويثة) الواقعة جنوب شرق العاصمة بغداد، وهو موقع نووي عراقي معروف وسبق أن تعرض للقصف من قبل الكيان الصهيوني عام 1981، وما تعرض له من سلب ونهب في أعقاب الاحتلال الأمريكي).
ويستغرب السامرائي كيف يتم كل ذلك أمام أعين وأنظار القوات الأمريكية التي كانت تعلم جيداً طبيعة هذا الموقع ويتهمها بأنها متعمدة من أجل نشر الفوضى الصحية، فهي كما وضعت قواتها أمام مبنى وزارة النفط ومنعت أي عمليات سلب ونهب لها كان بإمكانها أن تفعل الشيء ذاته مع موقع (التويثة) النووي، إن المسؤولية بالدرجة الأساس تقع على عاتق قوات الاحتلال في انتشار مرض السرطان والأورام السرطانية.
ويكشف السامرائي بعضاً من تفاصيل ما تعرض له موقع التويثة النووي فيقول: (لقد تمت سرقة 400 حاوية تحتوي على مواد كيماوية وإشعاعية ذات خطورة على البيئة، وعلى الصحة العامة للأجيال القادمة)، ويوضح السامرائي أن أغلب الذين قاموا بتلك السرقات أناس بسطاء لا يعرفون أنهم يعرِّضون أنفسهم والناس الآخرين لخطر الإصابة بالسرطان، (وكان همهم أن يسرقوا شيئاً يستحق البيع، كي يحصلوا على المال، وبعضهم استخدم الحاويات في منزله بعد تفريغها من محتواها، وبعض أهالي القرى القريبة استخدموها كحافظات للألبان، وآخرون قاموا برمي محتوياتها في نهر دجلة الأمر الذي أدى إلى تلوث مياه النهر المنحدرة صوب جنوب العراق). ويضيف السامرائي: (الأمريكان كانوا قد سحبوا قبل حربهم الأخيرة أربعين طناً من اليورانيوم المنضب عبر فرق التفتيش، وتركوا المواقع بعد انتهاء الحرب وسقوط النظام عرضة للنهب والسلب الذي استمر لشهرين، على الرغم من وجود قواتها في أغلب هذه المواقع، إن ما قامت به الإدارة الأمريكية الحالية ينبغي أن تحاكم عليه دولياً، فهي السبب المباشر لموت الآلاف من العراقيين، وهذا هو الإرهاب بعينه).
ومن جانبه قال الدكتور حازم العكيلي أخصائي الأمراض السرطانية إن ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان، ناتج عن الاحتلال الأمريكي للعراق، مما اضطرنا إلى فتح مركز للكشف المبكر.
ويؤكِّد العكيلي أن العراق بحاجة إلى عشرات السنين ليتخلص من آثار المواد المشعة التي تنتشر على أرضه./انتهى/
تاريخ النشر: ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٥ - ١٤:٥٦
عراقيون يطالبون بمحاكمة واشنطن لعدم حمايتها مواقع نووية إثر الاحتلال مما يعتبر احد اسباب انتشار مرض السرطان في البلاد حيث بلغت 7500 إصابة سنويا .