واكد قائد الثورة الاسلامية ان انموذج الاسلام المطبق في ايران هو احد المقومات الاخرى للقدرة الوطنية.

واضاف سماحة آية الله العظمى الخامنئي : ان الاسلام المعروض في ايران حاليا يختلف مع الاسلام الطالباني وكذلك الاسلام الامريكي او المتحلل في الثقافة الغربية , فهو اسلام يتسم  بفكر تنويري والالتزام بالعقائد الاسلامية والابداع والاصالة , وعلى اساسه تشكل نظام وحكومة تستند على الشعب , وخلال ال 27 عاما الماضية وبالرغم من وجود جميع الضغوط فانه لم ينحرف عن مساره الرئيسي , ومن هذا المنطلق فانه نظام محبوب جدا لمسلمي العالم وقابل للاقتداء به وهذا هو عكس مطلب القوى العالمية وخاصة امريكا.
واعتبر سماحته المساحة الواسعة وتنوع السكان وامتلاك مصادر مهمة للطاقة والعديد من الثروات الطبيعية , وذكاء الشعب ووجود صلة وثيقة بين الحكومة والشعب ومستوى المشاركة الشعبية الواسعة في اتخاذ القرارات والانتخابات والموقع الجغرافي الحساس للغاية من المقومات المادية لقدرة البلاد مؤكدا انه اضافة الى ذلك فان الايمان بالاسلام والروح المعنوية للشعب الايراني وتواجدهم على الاصعدة المختلفة والحساسة للبلاد في الاعوام الماضية على اساس هذا الايمان من مقومات ثقافة قدرة البلاد حيث ان روحية التضحية والاستشهاد ناتجة عن الايمان بالاسلام وان القوى العالمية تخشى ايضا منها وعلى هذا الاساس يجب الحفاظ عليها دوما.
واكد قائد الثورة الاسلامية على انه يجب على صعيد السياسة الخارجية من حلال هذا الرصيد والروحية القيام بدور التفاوض والمواجهة مع القوى التسلطية كي لا تتمكن من فرض مطالبها , واستعرض سماحته كيفية التعامل والعلاقات مع باقي الدول مضيفا : في التعامل والعلاقات الثنائية يجب ان الاخذ بنظر الاعتبار تنظيم العلاقات , والعمل بالشكل الذي يشعر فيها الطرف المقابل ان اي تصرف ايجابي او سلبي سيكون له رد فعل ونتيجة تتناسب معها.
وتطرق سماحة قائد الثورة الاسلامية الى القضية النووية بصفتها احد القضايا المطروحة على السياسة الخارجية وقال : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر التراجع عن القضية النووية التي هي مطلب وطني عظيم وحق طبيعي للشعب الايراني , يعني زعزعة استقلال البلاد وبالتالي سيؤدي الى ان يدفع الشعب الايراني ثمنا باهضا للغاية.
واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي الاستفادة من التكنولوجيا النووية للاغراض السلمية امرا ضروريا ولا بد منه بالنسبة لمستقبل البلاد واصفا اياها بانها القدرة العلمية المتفوقة من اجل التقدم في شتى المجالات وقال : ان اي تراجع في المرحلة الحالية سيؤدي الى سلسة لا تنتهي من الضغوط والتراجعات الاخرى وعلى هذا الاساس فان هذا الطريق لاعودة عنه ويتعين على الجهاز الدبلوماسي الدفاع عن هذا الحق بشجاعة.
ووصف قائد الثورة الاسلامية ان الدافع الاساسي لامريكا وبعض الدول الغربية التابعة لها لمنع ايران من الحصول على حقها الطبيعي والعلمي , هو الخشية من وصول الشعب الايراني الى القمة الرفيعة للامكانيات العلمية مضيفا : انهم يقولون في دعاياتهم ان ايران اخفت نشاطاتها وهذا كلام غير منطقي لانه جميع الدول لاتعلن قضاياها العلمية في مرحلة الابحاث ولكنها تعلن نجاحها في تلك الابحاث في مرحلة خاصة , وعلى هذا الاساس فان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت رسميا وبشكل عام في مراحل مختلفة تشغيل منشآتها النووية.
ووصف سماحة ىية الله الخامنئي الادارة الامريكية الحالية بانها مجموعة لديها افكار رجعية واستعمارية تعود الى القرن التاسع عشر مضيفا : ان هؤلاء الافراد يتصورون انه من خلال اجراءاتهم يمكن ادارة العالم بقوة الاسلحة او الاموال في حين انهم لن ينجحوا ابدا مثلما فشلوا في الشرق الاوسط وخاصة في العراق وافغانستان ولبنان وسوريا وفلسطين.
واكد سماحته ان سبب الهزائم المتتالية لهذه المجموعة الرجعية هي حساباتهم الخاطئة وتجاهل عزم وارادة وهوية الشعوب مضيفا : انهم يقولون من خلال وسائل دعايتهم اكاذيب كثيرة حول ايران واذا كانت هذه اساس حساباتهم فانها محكومة بالفشل بالتاكيد.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى التصريحات الاخيرة للرئيس الامريكي بشان عدم وجود الديمقراطية في ايران مؤكدا : اذا لم تكن هناك ديمقراطية فهي في امريكا لان جميع خيوط الانتخابات هي بيد اقلية صغيرة من الراسماليين والذين معظمهم من الصهاينة , ولا يوجد تاثير لصوت الشعب هناك , وان معظم الناس ايضا لايشاركون في الانتخابات , مع العلم ان نفس السيد جورج دبليو بوش وصل الى كرسي الحكم عن طريق التزوير.
واضاف سماحته في هذا الشان قائلا : ولكن في الجمهورية الاسلامية الايرانية فان الشعب يشارك في الانتخابات المختلفة مشاركة حقيقية وحماسية ومكثفة وينتخبون بحرية على مختلف توجهاتهم الشخص الذي يريدونه والمثال البارز لذلك انتخابات رئاسة الجمهورية الاخيرة.
واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي التصرفات المخالفة للقانون التي قام بها الرئيس الامريكي ومن بينها التنصت على المكالمات الهاتفية للامريكيين وتدني شعبيته بين اوساط الشعب الامريكي والتعتيم على الاخبار من ضمن الحالات التي شوهت بشدة الديمقراطية الموجود في امريكا.
واكد سماحته اذا كان زعماء امريكا يسمحون لوسائل دعايتهم ببث هذا الحديث والحقائق بشكل كامل للشعب الامريكي , فان عددا من الامريكيين سيؤيدون كلامه مما سيؤدي الى القاء الذعر في نفوس حكام البيت الابيض.
وتطرق قائد الثورة الاسلامية كذلك الى قضايا العراق وقال : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بشان قضايا العراق , تساند مطلب شعب هذا البلد والحكومة الشعبية ولكن المحتلين لايمتثلون لمطلب الشعب العراقي ويعيقون ظلما تحقيق المطلب الوطني لشعب هذا البلد لانه سيكون بضررهم.
واكد سماحته على انه اذا انسحب المحتلون من العراق فان الامن سيستتب في هذا البلد مضيفا : ان الشواهد والقرائن التحليلية وكذلك بعض المعلومات تشير الى ان اجهزة المخابرات الامريكية والصهيونية تقف وراء الاغتيالات والانفجارات في العراق.
واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي القضية الفلسطينية من ضمن القضايا الهامة في السياسة الخارجية وقال : ان قضية فلسطين هي قضية انتصار شعب في كفاحه الشاق من اجل استعادة حقوقه , ومن هذا المنطلق يجب الاهتمام بهذا الانتصار مع الاخذ بنظر الاعتبار تاريخه والرؤية البعيدة المدى للتطورات في فلسطين.
واعتبر سماحته تهديد الكيان الصهيوني باغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية المنتخبة دلالة على وقاحة وصمت الدول الغربية المتشدقة بالديمقراطية تجاهها , ومبعث خجل لهم وقال : ان موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية هو تقديم الدعم المعنوي والسياسي لجهاد الشعب الفلسطيني المسلم والتاكيد على استعادة حقوقه.
واوصى سماحة آية الله العظمى الخامنئي في جانب آخر من حديثه رؤساء البعثات الدبلوماسية الايرانية في خارج البلاد والعاملين في المجال الدبلوماسي برعاية تقوى الله في جميع الاعمال وترسيخ الايمان والصلة بالباري تعالى , واداء المهام لكسب رضا الله ونيل الثواب الالهي , والتوكل على الله.
وفي هذا اللقاء بين وزير الخارجية منوجهر متكي التوجهات الجديدة لوزارة الخارجية ومن بينها اعادة النظر بشكل حذر وحكيم في التعامل مع المحيط الدولي , واعادة تعريف العلاقات في المجالات الثقافية والاقتصادية وزيادة الاهتمام بالايرانيين المقيمين في خارج البلاد باعتبارهم ثروة وطنية./انتهى/