واعرب الرئيس المصري عن اسفه لسقوط الدكتاتور العراقي المخلوع قائلا " انه لو كان صدام على راس الحكم لما وصل العراق الى هذه الحالة " .
واستخدم الرئيس مبارك كلمات بذيئة لا تليق برئيس بلد بحجم دولة مصر ومكانتها في المنطقة لكن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا ما الذي اثار غضب الرئيس المصري في هذه المرحلة بالذات؟.
طبعا هناك عدة اسباب ادت الى اثارة غضب مبارك تجاه شيعة آل الرسول الاعظم " ص " منها الاشارات التي اطلقتها الادارة الاميركية وتوجيه الدعوة لايران من اجل اقامة حوار مباشر بشان العراق وهذا الامر يعتبر نوعا من التقارب الايراني الاميركي ويدل على مدى نفوذ ايران في المنطقة , وبطبيعة الحال فان ذلك يقلص من دور مصر على الساحتين الدولية والاقليمية وهذا سر غضب الرئيس مبارك من شيعه اهل البيت (ع).
ولا شك ان الادارة الاميركية سواء ديموقراطية كانت او جمهورية تسعى الى التقارب مع ايران بسبب موقعها الجغرافي المتميز والموارد الطبيعية الهائلة التي تمتلكها حيث انها تختلف من ناحية التركيبة السكانية مع باقي دول المنطقة ولا بد ان يكون لها دور فاعل في صنع القرارات الاقليمية والدولية.
فبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر والتي اعطت انطباعا سيئا عن العرب لدى الشارع الاميركي جعلت اصحاب دوائر القرار في اميركا ان تبحث عن بديل يقلص دور بعض الدول المسؤولة عن ترعرع الارهابيين في بلدانها ولكن الخلافات السياسية الناشبة بين ايران واميركا منذ عام 1979 آلت الى تاجيل طي ملف الخلافات بين البلدين.
من جهتها حاولت بعض دول المنطقة ومنها مصر عرقلة التقارب الايراني الاميركي كلما تقدمت واشنطن بمبادرة لاقامة حوار مع طهران لان القاهرة تدرك تماما بان دورها سيندثر حالما تستعيد ايران دورها السياسي في السابق.
وفي ما يتعلق باعراب الرئيس المصري عن اسفه لسقوط الدكتاتور العراقي فانه من الواضح بان الرئيس مبارك كانت له صلة وثيقة مع الدكتاتور العراقي المخلوع حيث استنفعت مصر من هذا التقارب وساعدت الاجهزة الامنية العراقية على ضرب الشيعة والاكراد في العراق ابان حكم الطاغية صدام , اضافة الى تشغيل الملايين من المصريين في العراق والتي كانت تدر مليارات من الدولارات على الحكومة المصرية.
وطيلة الحرب المفروضة ضد ايران كان المستشارون العسكريون المصريون يعملون جنبا الى جنب مع جيش صدام البعثي ويتقاضون رواتب نجومية على حساب الشعب العراقي المظلوم.
ولهذا السبب كان سقوط الديكتاتور العراقي وهو الممول الرئيسي لحسني مبارك في حملاته الانتخابية قد تركت ضررا بالغا على شخص الرئيس المصري , ومن الطبيعي ان يعرب حسني مبارك عن اسفه ازاء سقوط الدكتاتور وتبوأ خيرة ابناء الشعب العراقي مناصب الحكم في هذا البلد.
وفيما يتعلق باتباع اهل البيت عليهم السلام يجب التذكير ان الشيعة في لبنان هم وحدهم هزموا الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان وحطموا اسطورة هذا الجيش الذي عجزت عن دحره الجيوش العربية طيلة 5 عقود من الزمن.
وعلى الرئيس مبارك ان يستذكر الماضي بانه واحد من الجنرالات المصريين الذين مهدوا الطريق من خلال تقاعسهم لوقوع نكسة حزيران عام سبعة وستين والذي فقدت مصر فيها كل قدراتها العسكرية آنذاك.
واليوم حينما اصبح الجيش الاسرائيلي يترنح تحت وطأة ضربات مقاتلي المقاومة اللبنانيه فان العلم الاسرائيلي يرفرف فوق مبنى السفارة الصهيوينة في القاهرة وبات الشعب المصري يقتات على المساعدات الاميركية رغم ان هذا البلد يجب ان يكون من اكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية في المنطقة.
وينبغي على الرئيس مبارك ان يدرك تماما ان اتباع اهل البيت (ع) ليسوا بحاجة الى شهادات ولاء منه او من غيره اذ ان جل القيادة الوطنية والمناهضة للاستعمار الاجنبي في العراق والبلدان العربية الاخرى هم من الشيعة ولا غبار على وطنيتهم , وتاريخ النضال العربي مليء ببطولات هؤلاء الشيعة حيث التاريخ يشهد بان كل قادة ثورة العشرين المباركة من علماء الشيعة في العراق وهذا البلد قدم آلاف الشهداء من اجل طرد الاستعمار من العراق.
حسن هاني زاده _ خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء