وافادت وكاله مهر للانباء في تقرير لها عن الشهيد الغالي " علي اكبر شيرودي " ان الخبراء في الحروب الجويه وصفوه بانه من ابرز الطيارين المعروفين في العالم حيث قال عنه الشهيد " مصطفي جمران " انه كان يحمل علي قوات العدو بطائرته المروحيه ويلقي الرعب في نفوس العدو ويناور بها وكانه يستقل مقاتله فانتوم.
لقد ولد الشهيد " شيرودي " في قريه " بالاشير" التابعه لمدينه " تنكابن " بمحافظه مازندران (شمال ايران) عام 1955 في عائله قرويه مومنه وتعلم القرآن الكريم قبل دخوله المدرسه الابتدائيه وقد كان معروفا لدي الجميع بذكائه وصفائه ونقاء روحه وجعلت هذه الصفات الايمانيه متفوقا علي اقرانه .
وقد عاش شهيدنا الغالي حياه اقتصاديه صعبه حيث انه كان يقطع مسافه طويله من المدرسه الي البيت في القريه الا ان هذه المشاكل لم تترك ايه آثار علي عزيمته لمواصله الدراسه وتحصيل العلم وفي الوقت ذاته كان يساعد والده في شوون العمل والزراعه.
واستطاع هذا الشهيد ان يبلغ مرحله كبيره من الايمان وهو في مرحله شبابه وتحول الي اسوه وقدوه لاقرانه حتي ان استاذ الدين في المدرسه كان يعتبره نموذجا في الاخلاق الاسلاميه ويصفه في تصرفاته بانه يشبه الشهيد الشيخ " يونس " الفومني الذي قاد ثوره الغابه في شمال ايران ضد الاستعمارين البريطاني والروسي واستشهد علي يد عملاء " رضا خان " والد الشاه المقبور.
واطلع الشهيد " شيرودي " في العام 1971 علي افكار الامام الخميني (رض) وبدا بدراسه مولفات وكتب العالم الشهيد والفيلسوف الاسلامي الكبير " مرتضي مطهري " والشخصيات الاسلاميه الجهاديه الاخري.
وبدا هذا البطل المجاهد دوره الطيران في العام 1972 وانتقل الي مدينه اصفهان بعد اكماله هذه المرحله لمواصله دورته في قياده طائره " كبري " وعمل بعد الانتهاء من هذه المراحل في الجيش بمدينه كرمانشاه وتعرف هناك علي زميله وابن بلدته الشهيد " احمد كشوري " الذي كان يعتبر بدوره قدوه للطيارين المومنين.
وبدا الشهيدان " شيرودي " و " كشوري " مع تصاعد حركه الشعب الايراني بقياده الامام الخميني (قدس سره الشريف) بنشاطهما الجهادي من خلال توزيع البيانات التي كان يصدرها الامام الراحل (طاب ثراه) وبعد انتصار الثوره الاسلاميه توجه الي منطقه كردستان لاطفاء فتنه اعداء الاسلام بصوره طوعيه ولازال شابا يبلغ من العمر 24 عاما.
وقد ادي هذا الشهيد السعيد دورا رئيسيا في اخماد نار الفتنه في كل من مدينه " باوه " وتحرير هذه المدينه من دنس اعداء الثوره وابدي بلاء حسنا حتي وصفه ممثل قائد الثوره الاسلاميه حينذاك " اكبر هاشمي رفسنجاني " بانه مالك الاشتر في الوقت الحاضر.
وعن شجاعته وفتوته ذكر احد زملائه ان الشهيد " شيرودي " اراد ان يلقي بصاروخ نحو مواقع اعداء الثوره في احدي المناطق فراي طفلا في ذلك المكان فعمد الي ابعاده عن الموقع بجناح الطائره ثم عاد ليضرب المكان ويدمره عن آخره.
الشهيد " شيرودي " مع الشهيد آيه الله " عطاء الله اشرفي اصفهاني " بمدينه كرمانشاه
ولدي فرض صدام الحرب علي الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه في الثاني والعشرين من سبتمبر/ ايلول/ عام 1980 توجه الشهيد " شيرودي " الي مدينه كرمانشاه وتصدي لقوات الاحتلال الصدامي بطائرتين مروحيتين مع عدد قليل من اخوانه الذين كانوا يشاطرونه الراي في التمرد علي " ابو الحسن بني صدر " الذي امر باخلاء قاعده المدينه.
وقد ابدي الشهيد الغالي واخوانه بلاء حسنا مما اجبر " بني صدر " علي تكريمه ورفع درجته العسكريه بعد اسبوعين من مقاومته الصلبه امام القوات الصداميه الا انه رفض ذلك لانه يعتبر نفسه جنديا في خدمه الوطن وما قدمه انما هو من اجل الاسلام والامتثال لامر الامام الخميني (رض) والشعب الايراني.
وكبد الشهيد " شيرودي " في عملياته الخسائر الفادحه والجسيمه بقوات صدام في افراده ومعداته بغرب ايران حيث استشهد في عمليه منطقه " بازي دراز " عندما بدات قوات صدام هجوما شديدا علي هذه المنطقه مستخدمه 250 دبابه وتدعمها نيران المدفعيه الثقيله المكثفه والمقاتلات الروسيه والفرنسيه لاحتلالها بعدما اعادها هذا الشهيد الغالي وقتل الوغد الذي اصابه ببندقيه كلاشينكوف والتحق بالرفيق الاعلي وترك خلفه بنت اسمها " عادله " وكان لها من العمر خلال استشهاد والدها (4 سنوات) و" ابوذر " الذي كان يبلغ من العمر حينذاك عاما واحدا . / انتهي/