طرد الدكتاتور العراقي المخلوع صدام اليوم الثلاثاء من قاعة المحكمة خلال محاكمته بتهمة ارتكاب أعمال ابادة جماعية في حملة الانفال ضد الاكراد وذلك للمرة الثالثة على التوالي.

ونقلت وكالة مهر للانباء عن رويترز انه أتيحت للعراقيين فرصة رؤية المشهد التلفزيوني النادر لحكامهم السابقين وهو يصيحون ويشيرون بأيديهم حيث طرد المتهمون الستة الآخرون أيضا.
وطرد القاضي الجديد محمد العريبي صدام خلال الجلستين السابقتين اللتين قاد فيهما المحاكمة الاسبوع الماضي. واستهل العريبي جلسة يوم الثلاثاء بتوجيه محاضرة الى صدام لضبط سلوكه.
وترك القاضي صدام يدلي ببيان لمدة 20 دقيقة بينما كانت مكبرات الصوت مغلقة حتى لا يمكن للصحفيين داخل المكان المخصص لهم والمحاط بالزجاج سماع ما يقوله الطاغية المخلوع.
ولكن بعد سماع شاهدين كرديين بدأ صدام الجدال مرة أخرى ونفد صبر القاضي.
وقال العريبي لصدام "انت متهم , يجب ان تحترم المحكمة." ثم قال بعد ان احتدم النقاش داخل القاعة "قررت المحكمة ابعاد المتهم صدام حسين من قاعة المحكمة."
ولدى مغادرة صدام مبتسما وقف مساعدوه الستة وحاولوا أن يتبعوه مطالبين بالخروج أيضا.
وصاح القاضي مطالبا باخراج صدام واعادة باقي المتهمين الى مقاعدهم.
وبدأ عدد من المتهمين الصياح والاشارة الى القاضي بأصابعهم.
وعلى غير العادة ترك الصوت مفتوحا للبث التلفزيوني وهو ما سمح لجميع العراقيين بمتابعة عدة دقائق من الفوضى داخل قاعة المحكمة بالصوت والصورة.
وطرد العريبي أحدهم وهو وزير الدفاع سلطان هاشم قب أن يأمر برفع الجلسة للاستراحة ويغلق الصوت.وقال مصدر قريب من المحكمة انه طرد المتهمين الآخرين بعد ذلك.
ورغم ان صدام طرد من قاعة المحكمة خلال الجلستين السابقتين الا أن جلسة اليوم الثلاثاء كانت الاولى في اطار هذه المحاكمة التي تستأنف دون وجود أي من المتهمين في المحكمة.
ويقاطع محامو الدفاع المحاكمة منذ تولي القاضي الجديد الاسبوع الماضي ولذلك فقد مثل المتهمين محامون عينتهم المحكمة.
ويمكن أن يواجه صدام والمتهمون الستة حكما بالاعدام شنقا فيما يتعلق بمقتل ما يقدر بنحو 180 ألف قروي كردي في حملة الانفال عام 1988 من بينهم آلاف قتلوا بالغاز السام.
ويواجه صدام وابن عمه علي حسن المجيد المعروف باسم "علي الكيماوي" تهما بالابادة الجماعية. ويواجه المتهمون الخمسة الآخرون تهما بالقتل الجماعي وبارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وقبل طرد صدام اليوم الثلاثاء استمعت المحكمة الى الشاهد عاصي مصطفى أحمد وهو قروي في الخمسينات من العمر والذي قال انه كان مجندا بالجيش العراقي واسير حرب لدى ايران. وعندما عاد في عام 1990 وجد منزله مدمرا كما فقد اثر زوجته وأطفاله الاربعة الذين لم يعثر عليهم بعدها.
وعندما سئل عما اذا كان يطلب تعويضا قال الشاهد ان العالم كله لا يعوضه عن ظفر اصبع أحد أطفاله.
ومن المقرر صدور حكم الشهر القادم في محاكمة أولى بدأت في اكتوبر / تشرين الاول الماضي وتتعلق بمقتل 148 شيعيا من بلدة الدجيل./انتهى/