وكانت عملية التخصيب الصناعي لليورانيوم وحصول ايران على تقنية انتاج الوقود النووي وتصنيع اجهزة الطرد المركزي " السانتريفيوج " من اهم الاسباب التي ارغمت الاتحاد الاوروبي للعدول عن مواقفه المتصلبة السابقة تجاه ايران.
كما ان السيجنالات "الاشارات" التي ترسلها اميركا بشكل مباشر او غير مباشر الى القيادة الايرانية من اجل طي الصفحات الماضية وبدء صفحة جديدة تدل على ان ايران كسبت معركتها الطويلة مع اميركا والغرب.
وآخر التصريحات التي ادلت بها وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس في الواقع كان اعتذارا مبطنا لايران و"غمزة " عين من رئيسة الديبلوماسية الاميركية حيث لم تصدر هذه الاشارات الودية الا بقرار من القيادة الاميركية العليا.
وهذه المستجدات توحي بان الغرب واميركا توصلا الى هذه الحقيقة وهي ان ايران في مجال الطاقة النووية بلغت مرحلة لا يمكن التراجع عنها.
وفي المقابل فان ايران دخلت النادي النووي العالمي عنوة وبدون بطاقة دعوة من الغرب واميركا حيث فرضت نفسها على اصحاب هذه التقنية المتطورة جدا اذ ان اصحاب هذه التقنية الذين يتجاوز عددهم السبعة لا يرغبون بان تحصل دولة اسلامية ذات سيادة كاملة على هذه التقنية.
و بما ان هنالك دول اخرى اقليمية حاولت من خلال قوتها الاقتصادية والاعلامية ان تحد من النفوذ الايراني في المنطقة والعالم ولكن ثمه وقائع اثبتت ان اميركا والغرب لا يمكنهما تجاهل دور ايران المتنامي في اي معادلة سياسية.
فايران اللاعب الاول في المنطقة والمايسترو المسيطر على الفرقة السمفونية السياسية ولا توجد قوة عالمية بامكانها دخول بوابة الشرق من دون استلام بطاقة خضراء من طهران.
وحينما اعلنت ايران بانها لا تشارك في مؤتمر شرم الشيخ توالت الوفود العربية والاجنبية الى طهران لحثها على المشاركة لان دون ايران لا تستطيع الدويلات العربية ان " تحل او تربط ".
فاذن الدرس الذي اعطته ايران لشعوب لعالم الثالث خلال معركتها السياسية والمريرة مع اميركا والغرب مفادها ان ارادة الشعوب هي التي تنتصر في نهاية المطاف ولا يمكن لاي قوة مهما بلغت شدة بطشها ان تقهر الشعوب وترغمها على الركوع امامها.
فقد انتصرت ايران بفضل تماسك شعبها وحكومتها وعقول رجالها الذين بلغوا ذروة التقدم في مجال التخصيب الصناعي وهي تتقدم رويدا رويدا كي تصبح الحاضنة لباقي الدول التي تريد التحرر من الهيمنة الاستكبارية وتصبح مستقلة لا تأبى الاملاءات الخارجية.
حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
تاريخ النشر: ٣٠ أبريل ٢٠٠٧ - ١٠:٣٦
المحادثات التي جرت بين سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني ومسؤول العلاقات الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في انقره تدل على ان الاتحاد الاوربي انحنى في النهاية امام الكبرياء الايراني ورضخ للمطالب الايرانية بشان عملية تخصيب اليورانيوم.