القي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كلمه في مستهل الاجتماع الايراني الاميركي في بغداد معربا عن امله بان يسفر هذا الاجتماع الي نتائج ملموسه يخدم مصالح الشعب العراقي وباقي شعوب المنطقه.

 وفي ما يلي نص كلمه رئيس الوزراء العراقي  :                                 
يسعدني أن أرحب بكم ً، حيث تشهد بغداد أول لقاء بين ممثلين عن الحكومة الأميركية والحكومة الإيرانية للتحاور في الشأن العراقي.. وكلي أمل أن يكون هذا اللقاء فاتحة خير للعراق وخطوة مهمة نحو الأمن والإستقرار في المنطقة، وآمل أن يفتح لقاؤنا اليوم بوابة التفاهم المشترك إلى لقاءات أخرى تعالج جملة المسائل العالقة بيننا من أجل أمننا.
إن هذا اللقاء جاء حصيلة للأجواء الإيجابية التي تمخضت عنها الجهود المتواصلة طيلة القترة السابقة بدءاً من مؤتمر دول الجوار في بغداد فمؤتمر شرم الشيخ وإننا نشعر بالغبطة لإستجابة الطرفين الأميركي والإيراني إلى رفع مستوى الإتصالات بينهما.
نأمل أن يكون هذا اللقاء متسماً بالإيجابية والشفافية وروح المسؤولية والإرادة الجادة في التوصل إلى صيغ مشتركة من شأنها أن تدعم الأمن الوطني والإقليمي.
إننا نعتقد أن مشاركتنا في لقائكم هذا ليست مشاركة عابرة، فلسنا وسطاء بين طرفين متخاصمين فحسب بل إنما نشعر إننا طرف أساس يسعى إلى توجيه الحوار بإتجاه إيجابي.
كما يسعى إلى تذليل العقبات التي تعترض طريق النجاح لضمان التوصل إلى نتائج من شأنها أن تدفع بالعملية السياسية إلى آفاق التلاحم الوطني عبر تحقيق الأهداف المشتركة لنا جميعاً والتي تحفظ للعراق وحدته وأمنه وإستقراره.

                            

إننا نحرص كل الحرص على أن يكون الشأن العراقي حصراً هو موضوع هذا اللقاء وذلك لشعورنا أن لدى الطرفين إرادة ثابتة في التوصل إلى مساحات مشتركة تعكس فهماً مشتركاً للعلاقة بينهما فيما يتعلق بالملف العراقي وتداعياته. أملاً في دعم الشعب العراقي ومساعدته في الوقوف بوجه مخططات الإرهاب.
وكلنا ثقة أن إحراز أي تقدم في هذا اللقاء سيعزز دون شك جسور الثقة بين الدولتين ويخلق مناخات إيجابية تسهم في معالجة العديد من الملفات العالقة الأخرى وهنا نود التأكيد على المباديء التالية:
1- إحترام إرادة الشعب العراقي وخياره الديمقراطي كونه دولة ديمقراطية فيدرالية موحدة تعمل على إرساء قواعد السلم الأهلي وإقامة علاقاتها الخارجية على أساس الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
.ونريد عراقاً مستقراً خالياً من القوات الدولية ومن التدخلات الإقليمية وأن لايتحول إلى قواعد لمنظمات إرهابية تضر بأمن العراق ودول الجوار ونتطلع إلى موقف مماثل من قبل الدول الأخرى سيما دول الجوار والمنطقة. ونؤكد أن العراق القوي بديمقراطيته وإقتصاده نريده نقطة إلتقاء الإرادات من أجل ضمان الأمن والإستقرار الإقليمي.
2- إن وجود القوات المتعددة الجنسية في العراق مرهون بإستكمال بناء ورفع جاهزية القوات الأمنية العراقية وإن بقاءها مرتبط بالحاجة الأمنية الداخلية ولن يكون العراق منطلقاً لتهديد أية دولة من دول الجوار.
3- يرى العراق إن قرارات مؤتمر شرم الشيخ الأخير يشكل أساساً جيداً لدعم العراق والتعاون معه على تنفيذ الإلتزامات والتعهدات المتبادلة، وفي هذا الخصوص ندعو دعم إجتماعات اللجان الثلاث ووضع توصياتها موضع التطبيق ونأمل من الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ان يساهما في دعم المطالب العراقية التي ستطرح في هذه اللجان.
4- يعلن العراق حرصه وإستعداده على إدامة هذا التواصل ورفع مستوى المشاركة فيه بمايسهم بتحقيق الأهداف المرجوة منه.. وبما يخدم مصالح الأطراف جميعاً.
وإسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأدعو الدول الإقليمية ودول الجوار العراقي إلى تعزيز هذا التوجه وإعتماد لغة الحوار المباشر كوسيلة وحيدة للتفاهم وتبديد الشكوك وحل الأزمات بما يخدم أمن وإستقرار وسيادة وحماية وحدة العراق وسلامة أراضيه وهو ماينعكس بشكل إيجابي على الأمن الإقليمي والعالمي.
وفي الختام أحييكم مرة أخرى وأتمنى للقائكم هذا النجاح.
                                                             والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.