استبعد وزير الخارجية الايراني منوتشهر متكي أن تشن الولايات المتحدة حربا جديدة في المنطقة، معتبرا أنها ليست في موضع يؤهلها لذلك.

وأضاف متكي في مقابلة مع قناة العالم : إن السياسات الاميركية في الشرق الاوسط اظهرت فشلها واحدة تلو الاخرى، وإن اميركا مارست خلال السنوات الست الماضية أسوأ سياساتها في المنطقة.
و حذر متكي كيان الاحتلال الاسرائيلي من مغبة هجوم جديد على لبنان، فيما دعا الدول العربية والاسلامية الى دعم مصالحة بين الفلسطينيين ، ووضع حد للاقتتال الداخلي الفلسطيني.
وفي الشأن العراقي، اشار متكي الى أن طهران تلقت دعوة من الحكومة العراقية لإستئناف جولة جديدة من الحوار الثلاثي حول العراق.
كما جدد متكي تحذير الولايات المتحدة من أن استمرار اعتقال الدبلوماسيين الايرانيين في العراق وأن هذا الامر سيعود عليها بالضرر، نافيا وجود أي علاقة بين اعتقال ايران للأمريكيين من أصل ايراني مع قضية الدبلوماسيين.
وقال متكي: إن الشعب الاميركي لم يؤيد سياسات الادارة الاميركية في العراق بما فيها الاعتقال غير الشرعي لخمسة من الدبلوماسيين الايرانيين في القنصلية الايرانية في مدينة اربيل بشمال العراق.
وأضاف متكي : إن الشعب الاميركي اظهر معارضته هذه في الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها الديمقراطيون ، مؤكدا ان الهجوم على القنصلية الايرانية في اربيل واعتقال دبلوماسييها اجراء يتعارض مع جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
وتابع: إن ايران بدأت متابعاتها على مستويات مختلفة بحيث ستطلع الرأي العام العالمي على ان الاميركيين لم يلتزموا بأي قانون في العراق.
وقال: أن اميركا تورطت في الشرق الاوسط بشكل لم يسبق له مثيل خلال السنوات الخمسين الماضية.
وأكد متكي فشل السياسات الأميركية في العراق، داعيا اياها إلى إعادة النظر في سياساتها.
وشكك وزير الخارجية الايراني في قدرة الولايات المتحدة الأميركية على شن حرب جديدة في المنطقة، مشيرا الى الأزمة السياسية الداخلية التي تعيشها واشنطن بالاضافة الى عقبات في التمويل.
وتساءل متكي: هل أن هؤلاء في موقع يمكنهم من شن حرب جديدة وفرضها على المنطقة؟
وقال مجيبا على سؤاله: لا أرى أن البيت الابيض يمكنه أن يفرض أموالا اضافية على الاميركيين لتمويل أزمة جديدة.
وحول الوضع السياسي الأميركي، قال وزير الخارجية الايراني: أن الولايات المتحدة تعيش أزمة كبيرة، فاليوم أكثر من اي وقت مضى يترك الوضع في الشرق الاوسط تأثيره على سياستهم الداخلية.
فالسياسة الاميركية بالداخل كانت دائما باتجاه حفظ مصالحها وتترك أثرها على السياسة الخارجية، أما مارأيناه في الانتخابات الأخيرة فان السياسة الخارجية الاميركية تركت آثارها ولاول مرة على السياسة الداخلية.
وحول المرحلة الثانية من الحوار الايراني الاميركي العراقي في بغداد قال متكي: أن بلاده تلقت طلبا من العراقيين وهي الآن تعمل على مطالعته، وعندما تنتهي من ذلك خلال أسبوع أو أسبوعين ستعلم الحكومة العراقية بموقفها.
وحول ردود فعل الولايات المتحدة الاميركية عندما ذكرت طهران واشنطن بأخطائها في العراق، قال وزير الخارجية الايراني: الأميركيون تعودوا أن يتكلموا والبقية يسمعون، لكن اعتقد ان الظروف الحالية ستدفعهم أن يسمعوا قليلا، لأنه لايوجد طريق آخرا أمامهم.
وأضاف متكي: ان رئيس الوفد الايراني (كاظمي قمي) في المفاوضات أوضح أخطاء السياسة الأميركية أمام المسؤولين العراقيين، من هنا قال لنا العراقيون، لايجب أن نفقد الأمل في التوصل الى موقف مناسب.
وحول تأثير الحوار الثلاثي حول العراق على العلاقات الايرانية الاميركية قال وزير الخارجية الايراني: ان سياسة الجمهورية الاسلامية ومواقفها من جميع القضايا من بينها المسائل المرتبطة بالمنطقة في العراق وافغانستان والملف النووي وبقية المسائل شفافة وواضحة.
واضاف: ان هذا الموضوع قابل للحل من خلال الطرق المناسبة المنطقية والدبلوماسية. لذا فالجمهورية الاسلامية بين طريق يعتمد الحل الدبلوماسي وطريق يعتمد القوة ترجح الاول لحل المسائل العالقة.
وأضاف متكي: عندما طرح موضوع ايران وأميركا كان الموضوع الذي واجهنا هو العراق، لكن فيما يتعلق بالمسائل العالقة بين البلدين فهناك ملف كبير أوجدته سياسات الحكومات الأميركية المتعاقبة من مرحلة ما قبل انتصار الثورة الاسلامية الى سنوات عمر الثورة.
وأضاف متكي: اعترف بعض المسؤولين الاميركيين في فترات مختلفة بسياستهم الخاطئة في ايران لكن دون أن نشاهد تغييرا ملموسا في تعاطي الولايات المتحدة مع ايران.
وتابع متكي: لذا في المرحلة الحالية لايوجد على جدول أعمالنا البحث في العلاقات الايرانية الأمريكية لأن هذا الامر يحتاج الى أن نشاهد وقائع متعددة للسلوك الأمريكي.
ونفى وزير الخارجية الايراني منوتشهر متكي وجود اي صلة بين اعتقال اميركا للديبلوماسيين الايرانيين الخمسة في اربيل واعتقال بعض الرعايا الاميركيين من اصول ايرانية من قبل السلطات القضائية الايرانية.
وقال متكي اننا لانرى اي صلة في هذه القضية وان كل ايراني او اجنبي عليه ان يلتزم بقوانين هذا البلد ولذلك فان اي شخص يرتكب مخالفة فمن الطبيعي ان يتم التعامل معه بشكل قانوني.
وحول امكانية طرح قضايا غير عراقية في الحوار الايراني الامريكي حول العراق قال متكي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت منذ البداية ان موضوع الحوار هو العراق ومكان عقده في العراق ويتم الحوار بحضور المسؤولين العراقيين.
واشار الى ان الهدف من اجراء الحوار هو بذل الجهد لتوضيح السياسات الخاطئة التي انتهجت في العراق وقال ان الحوار ربما يؤثر على القضايا الاخرى الا ان الحوار المذكور كان يرتكز فقط على العراق والقضايا العراقية.
وحول الجولة الثانية من المفاوضات الايرانية الاميركية وهل ان الجولة الاولى كانت مرضية بالنسبة لطهران قال متكي ان هدفنا من هذه المفاوضات هو مساعدة العراق حكومة وشعبا في اطار الوحدة الوطنية واحترام وحدة الاراضي العراقية واعادة الهدوء والاستقرار والامن الى هذا البلد.
وقال متكي ان امن العراق هو امن المنطقة وامن الجمهورية الاسلامية الايرانية وان انعدام الامن فيه هو انعدام الامن في كل المنطقة مؤكدا انه خلال الدراسات الاولية توصلنا الى نقاط ملفتة من المفاوضات.
وأضاف: ان النقطة الاولى هي ان الاميركيين يواجهون مشاكل جادة في العراق تعود في الاساس الى سياسات واشنطن الخاطئة في هذا البلد.
وصرح ان الشعب العراقي وشعوب المنطقة فرحوا بسقوط الديكتاتور في بغداد الا ان احدا كان لايتصور بان مئات الالاف من النساء والرجال والاطفال يقتلون في العراق او ان الملايين من الشعب العراقي يلجاون الى دول اخرى ولذلك فان الاميركيين يعيشون حاليا ظروفا واوضاعا صعبة جدا في العراق.
وتابع ان النقطة المهمة الثانية هي ان وللاسف لا نرى خطة اميركية واضحة للخروج من الاوضاع الحالية. وأكد: ان الاميركيين بحاجة الى المساعدة وقبل اي احد فعليهم ان يساعدوا هم انفسهم ويقرروا تصحيح سياساتهم الخاطئة في العراق.
وأشار متكي الى أن ايران درست بدقة المفاوضات في بغداد التي طالت أربع ساعات وقال ان السياسة الايرانية ترتكز على دعم العراق حكومة وشعبا واعادة الهدوء والاستقرار وتعزيز المسيرة السياسة في هذا البلد. /انتهي/