وافادت وكالة مهر للانباء ان سماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم اعرب لدى استقباله حشدا من المواطنين بمناسبة الذكرى السنوية للانتفاضة التاريخية لاهالي مدينة قم في التاسع عشر من شهر دي 1356هـ ش ( 9/1/1978م) , عن شكره مجددا للمشاركة الانسانية لافراد الشعب المفعمة بالمشاعر والعواطف في تقديم يد العون لمنكوبي زلزال مدينة بم وقال: ان الشعب الايراني برهن في حركته العظيمة على ثقته بالمؤسسات الاغاثية للنظام كالتعبئة وجمعية الهلال الاحمر ولجنة الامام الخميني (ره) للاغاثة وسائر الاجهزة , وان هذه الحركة الكبرى للتضامن والثقة ستنبه بالتأكيد المتآمرين الدوليين واعداء الشعب الايراني من ان محاربة هذا الشعب والبلاد والنظام ستكلفهم غاليا.
واشار سماحته الى الضجة التي افتعلتها امريكا بشأن ارسالها مساعدات الى اهالي منطقة بم مؤكدا : ان المساعدات الانسانية ليس لها اي ارتباط مطلقا بالعلاقات بين البلدين , وان مثل هذه الاجراءات لا يمكنها ان تؤدي الى نسيان العداوة المتواصلة والدائمة والعميقة والمتأصلة التي يكنها النظام الامريكي المستكبر للشعب الايراني والمصالح الايرانية.
واضاف سماحة آية الله العظمى الخامنئي: انه لا يوجد اي مؤشر على تقليل المسؤولين الامريكيين لمعاداتهم للنظام الاسلامي والشعب الايراني , لانه في الوقت الذي يرسلون مساعدات الى المنطقة المنكوبة بالزلزال , فانهم يطلقون وبكل وقاحة التهديدات للشعب والنظام الاسلامي.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان الامريكان يحاولون اخفاء قبضتهم الحديدية داخل قفاز حريري مضيفا : نحن اصحاب منطق ودليل ولسنا معتنتين وان على امريكا ان تتخلى عن مؤمراتها وضغوطها المختلفة ضد النظام الاسلامي ومعاداتها لمصالح الشعب الايراني , وان تكف عن دعم الكيان الصهيوني الغاصب المجرم , والظلم الذي تمارسه ضد الشعبين العراقي والافغاني ومحاولتها الهيمنة على ثروات ايران المالية والحيوية.
واعتبر سماحته ان فشل الاعداء والاشرار على رغم من 25 عاما من العداء والتآمر , تبين قدرة الشعب الايراني مؤكدا :ان الشعب الايراني شعب عزيز ولا يرضخ للقوة , وسيرحب بالذين يتعاملون معه بسلام ومودة.
وشدد سماحة آية الله العظمى الخامنئي على ان الشعب الايراني يجب ان يظهر قوته ووحدته ومشاركته دوما في الساحة , معتبرا ان الانتخابات هي احدى الساحات والدرع الدفاعي الحصين في مواجهة النوايا السيئة للمستكبرين والاعداء واضاف : ان اهم قضية هي المشاركة الشعبية الواسعة والقوية والنزيهة في الانتخابات.
ووصف سماحته الانتخابات من بعد آخر بانها ساحة للمنافسة السليمة وغير المتعنتة مؤكدا : ان الذين يعتقدون بالاسلام والنظام الاسلامي والدستور والامام الخميني (ره) بامكانهم دخول ساحة المنافسة وان الذين لايقبلون هذه المبادئ يجب ان لايدخلوا ساحة المنافسة الانتخابية.
واكد سماحة آية الله العظمى الخامنئي على ان القيادة لا تولي اهمية للاجنحة والتيارات والاحزاب والنزاعات فيما بينهم خلال الانتخابات التشريعية معتبرا ان مجلس الشورى الاسلامي هو احد اركان النظام الاسلامي , وقال : اذا ضم المجلس نواب متقين ومناصرين للمحرومين ويجاهدون من اجل القضاء على الحرمان ويكافحون عمليا الفساد وخاصة الفساد المالي والاقتصادي , ومقتدرين ومخلصين وعلماء فان العديد من المعضلات والمشكلات سيتم حلها.
ودعا سماحة قائد الثورة الاسلامية الاجهزة المسؤولة عن اقامة الانتخابات بما فيها وزارة الداخلية ومجاس صيانة الدستور الى احترام القانون وتنفيذه بدقة مضيفا : ان الاجهزة المسؤولة عليها ان تؤدي دور الحكم , فان الحكم في مباراة رياضية بين فريقين اذا كان منحازا الى احد الفريقيين فانه حتى في حالة فوز ذلك الفريق فان الحكم ايضا فاشل بالتاكيد.
واكد سماحته ان رفض اهلية الشخص الصالح وتأييد اهلية الشخص الطالح كلاهما خطأ ويتعارض مع القانون مضيفا : ان الاجهزة المسؤولة يجب ان تراقب الا تحدث مثل هذه الاخطاء ليتمكن الشعب في يوم الانتخابات من ان ينتخب الافراد الاكثر صلاحا بحرية لتشكيل مجلس مقتدر وشريف ومفيد للبلاد.
واشار سماحة آية الله العظمى الخامنئي الى كارثة زلزال بم المفجعة , معتبرا ان مثل هذه الاحداث والنكبات تتضمن دروسا وعبرا وكذلك تتضمن الاجر والثواب الالهي للمنكوبين مضيفا : ان المنكوبين في هذه الحادثة المروعة يجب ان يتوكلوا على الله وان يحتسبوا عند الباري تعالى حزنهم , وان الله تعالى وعلى اساس المعايير الالهية سيكافأهم بالتاكيد بحيث تكون سكينة لقلوب المفجوعين.
وتطرق سماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم الى العبر المستخلصة من حادثة زلزال مدينة بم معتبرا ان بعض الحوادث الطبيعية والخسائر الناجمة عنها هي نتيجة عمل البشر مضيفا : يجب على الذين يعملون في بناء وبيع المنازل وكذلك اجهزة الرقابة ان يشعروا بالمسؤولية ويراعوا الاساليب العلمية وشروط السلامة بدقة خلال انشاء المنازل للحيلولة دون وقوع خسائر فادحة بالارواح.
ودعا سماحته المسؤولين الى مزيد من الدقة والاشراف الجاد على بناء الوحدات السكنية قائلا : نظرا الى ان ايران معرضة للزلازل فان على المسؤولين والجهات المعنية ان لا تسمح بالتقصير لئلا تتعرض حياة المواطنين للخطر.
واعرب سماحة آية الله العظمى الخامنئي في هذا اللقاء عن تقديره للاجهزة والمؤسسات التي ساهمت في تقديم المساعدات واغاثة المنكوبين في زلزال بم , مؤكدا ضرورة بذل مزيد من الاهتمام بمواصلة ارسال المساعدات الى اهالي مدينة بم , مضيفا :ان على المسؤولين ان يتابعوا بجدية ودقة المشكلات التي يعاني منها اهالي مدينةبم المنكوبة بالزلزال وان يقفوا على احتياجاتهم , وفان اي سهو بهذا الشأن غير مقبول وينبغي ان لا يعاني الاهالي المبتلين بمصاب الزلزال مرة اخرى بمصيبة الاجحاف.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم في جانب من كلمته يوم التاسع عشر من شهر دي (9 كانون الثاني / يناير) منعطفا في تاريخ النهضة الاسلامية والثورة الاسلامية ملفتا الى دور اهالي وشباب مدينة قم والحوزة العلمية في هذه الحركة التاريخية وقال : ان اهالي مدينة قم والحوزة العلمية ما زالا حتى الوقت الحاضر سائرين بصلابة وايمان في طريق الصراط المستقيم للثورة , وان قم التي كانت المحورالرئيسي للثورة الاسلامية ستبقى كذلك في المستقبل.
واشار سماحته الى التاثير الحي لهذه الايام التاريخية في عدم نسيان هدف واستمرار حركة واستقامة الشعب والشباب في الصراط المستقيم للثورة الاسلامية مضيفا : ان الاعداء ركزوا معظم محاولاتهم خلال الخمس وعشرين عاما الماضية من اجل حرف الشعب عن المسار الصحيح للثورة لكنهم فشلوا , وان ذكاء وشجاعة الشعب وروحه النقية والحرة هي التي ستضمن مواصلة هذا الطريق , مما سيلقي مسؤولية جسيمة على عاتق الحوزة العلمية في قم والمراجع والفضلاء والعلماء وطلبة العلوم الدينية الشباب./انتهى/
تاريخ النشر: ٩ يناير ٢٠٠٤ - ١٠:٠١
اكد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في كلمة هامة اليوم ان المشاركة الشعبية الواسعة والرائعة في تقديم المساعدات لاغاثة منكوبي كارثة زلزال بم هي حركة سياسية كبرى تتضمن رسالة الى مضمري السوء للشعب الايراني, مشيرا الى سوء استغلال امريكا واثارتها ضجة مفتعلة بعد حادثة زلزال بم وقال : ان الشعب الايراني متمسك بكل قوة بهويته الوطنية والاسلامية وانه يكره بشدة اي شكل من اشكال الغطرسة والتهديد والاساءة والحركات الزائفة.